واشنطن، لندن - وكالات الأنباء: كرر الرئيس الأميركي جورج بوش اعترافه بأن الولايات المتحدة تحملت 'ثلاث سنوات صعبة' في العراق وتحذيره من تحديات وخسائر جديدة· لكنه قال إن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة شكل 'نقطة تحول' في الحرب على الارهابيين ستسمح للولايات المتحدة بأن تلعب دورا 'مساندا' للعراقيين في العمليات العسكرية بدل أن تديرها· ودعا الأميركيين إلى الصبر فيما لم يقدم أي جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية رغم تعهد رئيس الوزراء العراقي الجديد بأن القوات العراقية ستتولى المسؤولية في معظم أنحاء البلاد بحلول العام المقبل·
وقال بوش خلال كلمة ألقاها مساء أمس الأول في رابطة أصحاب المطاعم في شيكاجو 'أعرف أن هناك قلقا لدى الشعب الأميركي من أننا قد لا ننتصر، فالأيام المقبلة تحمل مزيدا من التحديات والخسائر ولكننا نسير على الطريق الصحيح رغم بعض الأخطاء'· وأضاف 'يمكنني تفهم سبب قلق الشعب مما إذا كانت استراتيجيتنا ستنجح أم لا لأن تقدمنا يتزايد تدريجيا والحرية تتقدم ولكن بخطى تدريجية'· ووصف حصول حكومة المالكي على ثقة مجلس النواب العراقي بأنه 'حدث فاصل' يفتح صفحة جديدة في العلاقات الأميركية-العراقية· وقال 'يوم السبت في بغداد شكل العراقيون حكومة جديدة وشاهد العالم بداية شيء جديد هو ديمقراطية دستورية في قلب الشرق الأوسط' وأضاف 'ستعمل الولايات المتحدة وشركاؤنا في التحالف مع الحكومة العراقية الجديدة لتعديل نهجنا وتعزيز جهودنا الثنائية لتحقيق النصر على عدونا المشترك ومع اكتساب الحكومة الثقة والقوة باطراد، فإن أميركا ستلعب دورا مساندا بشكل أكبر'· وتابع 'يمكننا توقع استمرار العنف لكن شيئا جوهريا تغير مطلع هذا الاسبوع: لقد دخلنا في منعطف في الصراع بين الحرية والارهاب ويقاتل الارهابيون الآن حكومة حرة ودستورية· إنهم في حرب مع شعب العراق والشعب العراقي وقادة العراق الجدد والولايات المتحدة أيضا مصممون على هزيمة عدوههم'·
وأوضح بوش، مرة أخرى، أن تخفيض عديد القوات الأميركية في العراق 'مرهون بقدرة القوات العراقية على لعب دور أكبر في الحفاظ على الأمن'· إلى ذلك، قال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيزور واشنطن مطلع الأسبوع المقبل ليناقش مع بوش 'الخطوات المقبلة' في العراق· وأضاف 'تشكيل الحكومة العراقية لا يعني انه صار بالامكان الانسحاب ببساطة'·
من جهة أخرى، افادت صحيفتان بريطانيتان أمس أن بوش وبلير سيبحثان غدا الخميس امكانية تسريع انسحاب القوات ابتداء من شهر يوليو المقبل وسيدعوان قادة دول العالم، خصوصا فرنسا والمانيا، الى مساعدتهما على إكمال الانسحاب·
وأوردت 'جارديان' أن الزعيمين يخططان لانسحاب أسرع وأوسع من المتوقع، سيبدا مع تسليم القوات البريطانية محافظة المثنى للقوات العراقية وانسحاب القوات الأميركية من مدينة النجف في يوليو· وأضافت أن انسحابات أخرى ستلي ذلك بسرعة حتى نهاية العام الحالي وأن'عددا من المسؤولين' يتوقعون تخفيض عديد القوات البريطانية في جنوب العراق من 8 آلاف إلى 5 آلاف عسكري والقوات الأميركية من 136 ألفا إلى 100 ألف بحلول نهاية العام· وذكرت 'صن' أن بوش وبلير سيحضان الدول الأخرى على المساهمة في مكافحة أعمال العنف بزيادة دعمها للحكومة العراقية· ونقلت عن 'دبلوماسي بريطاني كبير' قوله 'هناك حكومة انتخبها الشعب مما يحتم على قادة العالم مساندتها بشكل واضح وصريح ·
عدد اليوم
