السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمم المتحدة: هجمات جيش بورما تطهير عرقي للروهينجا

الأمم المتحدة: هجمات جيش بورما تطهير عرقي للروهينجا
12 أكتوبر 2017 01:03
عواصم (وكالات) اتهم تقرير للأمم المتحدة أمس جيش ميانمار باستهداف مسلمي الروهينجا «بشكل ممنهج وقاس ومعد له مسبقاً» بهدف منع عودتهم إلى البلاد. وذكر التقرير الذي اعده فريق تابع لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن هذه الهجمات تمت بالتعاون بين قوات جيش ميانمار وجماعات بوذية مسلحة. وسلط التقرير الذي استند إلى مقابلات أجراها مع اللاجئين الجدد من مسلمي ميانمار الفارين إلى بنجلاديش في الفترة ما بين 14 و24 سبتمبر الماضي الضوء على استراتيجية «غرس الخوف والصدمة العميقة والواسعة النطاق الجسدية والمعنوية والنفسية» بين مسلمي ميانمار. وأعربت المفوضية في الوقت ذاته عن قلقها البالغ إزاء سلامة مئات الآلاف من مسلمي ميانمار الذين ما زالوا في ولاية راخين الشمالية لاسيما مع وجود تقارير عن استمرار العنف. ودعت السلطات إلى السماح فوراً للجهات الفاعلة في المجال الإنساني وحقوق الإنسان بالوصول غير المقيد إلى المناطق المنكوبة. وتناول التقرير أقوال شهود عيان عن إحراق قوات الأمن مساكن وقرى بأكملها وكانت مسؤولة عن عمليات إعدام واغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي والتعذيب والهجمات على أماكن المساجد. ووصفت فتاة (12 عاما) من بلدة (راثدونج) كيف «حاصرت قوات الأمن وأفراد جماعة (بوذا راخين) منزلها وبدأوا يطلقون النار على شقيقتها البالغة من العمر سبع سنوات فقط فقضت نحبها واضطرت إلى دفنها بنفسها». وكشف التقرير عن استخدام مكبرات الصوت لبث دعايات بأن المسلمين لا ينتمون إلى هذا البلد وعليهم الانتقال إلى بنجلاديش وأنه من لا يغادر سيتم إحراق منزله بمن فيه. وأوضح التقرير وجود معلومات موثوقة تفيد بأن قوات الأمن في ميانمار دمرت عمدا ممتلكات المسلمين من منازل وحقول ومخزونات غذائية ومحاصيل وماشية وحتى الأشجار للحيلولة دون عودتهم مجددا. وقال التقرير إن معلومات «من مصدر موثوق جدا، تحدثت عن حامل نُحر بطنها بعد أن اغتصبت». وفي حديثه إلى الصحفيين في جنيف، قال المحقق توماس هونيكي أيضا أن الأمم المتحدة «لديها معلومات ذات مصداقية عالية» عن أن الجيش البورمي زرع ألغاما على طول الحدود مع بنجلاديش. وقال «من المرجح جدا أن تكون هذه الألغام زرعت من اجل منع أفراد الروهينجا من العودة». ومن جانبه وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد ابن الحسين نتائج التقرير بأنها كانت «مثالا عمليا للتطهير العرقي». وحث ابن الحسين حكومة ميانمار على إنهاء عمليتها الأمنية «القاسية» على الفور وتمكين السكان المسلمين من حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية والثقافية بما في ذلك الحق في المواطنة. واكد أن الإجراءات التي تتخذها حكومة ميانمار تبدو «حيلة سخيفة لنقل عدد كبير من الأشخاص قسرا دون إمكانية العودة». وأشار التقرير إلى مساعي سلطات ميانمار لمحو جغرافية المشهد كي لا يجد المسلمون سوى الخراب إذا تمكنوا من العودة. كما أشار إلى استهداف قوات الأمن في ميانمار المدرسين والقيادة الثقافية والدينية للمسلمين للتقليل من وجودهم الثقافي. وبحسب تقديرات غير نهائية فان أكثر من نصف مليون من مسلمي ميانمار فروا إلى بنجلاديش بعد أن شنت قوات الأمن عملياتها العسكرية العنيفة في 25 أغسطس الماضي بيد أن تقريرا أمميا صدر أخيرا كشف عن أن «عمليات التطهير» قد بدأت قبل 25 أغسطس 2017. وتلقى الروهينجا امس أول إمدادات غذائية أساسية منذ شهور بعد ضغط دولي على الحكومة لتقديم المساعدة إليهم. والروهينجا المسلمون محرومون من الغذاء ومهددون من جيرانهم البوذيين في ولاية راخين التي اجتاحها العنف في ميانمار. وطالب دبلوماسيون وجماعات إغاثة حكومة ميانمار بالتحرك بعدما نشرت رويترز تقريرا حصريا عن الوضع السيئ الذي يعاني منه آلاف الروهينجا المسلمين في قرى (آه نوك بين) و(نيونج بين جي) الشهر الماضي. وقال مونج مونج المسؤول الإداري في قرية (آه نوك بين) لرويترز عبر الهاتف «وصل قارب مساء أمس الأول وعليه عبوات أرز فيما وصل ستة موظفين تابعين للصليب الأحمر إلى قريتنا». وأضاف أن هذه هي المرة الأولى في غضون ثلاثة أشهر تصل فيها إمدادات غذائية إلى القرية. وقال «وصلت المساعدات فيما كنا نتضور جوعا». وأكد وين ميات أيي وزير الإغاثة وإعادة التوطين الذي يقود الجهود الحكومية لحل الأزمة الإنسانية في ولاية راخين نبأ وصول المساعدات إلى قرية (آه نوك بين). وقال إن الحكومة ستدعم كل الأشخاص المعرضين للخطر. وقال «سنظل ندعم هؤلاء الناس حتى يصيروا قادرين على الاعتماد على أنفسهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©