دراما السيرة الذاتية محفوفة بالمخاطر مهما كانت نجومية الشخصية الرئيسة

رغم الإعلان في بداية العام عن دخول الكثير من مسلسلات السيرة الذاتية سباق المنافسة في رمضان المقبل، فإن كل المشاريع انتهت إلى عمل درامي واحد من هذه النوعية وهو مسلسل «أهل الهوى». ويرى فنانون أن الإخفاقات الكثيرة لمسلسلات السير الذاتية التي عرضت خلال الفترة الأخيرة والمشاكل الإنتاجية والأمنية التي شهدتها البلاد كانت السبب في خروج الكثير من مشاريع الأعمال التي أعلن عنها في السابق إلى النور مثل «الضاحك الباكي»، والذي يحكي قصة نجيب الريحاني و»مداح القمر» ويتناول قصة حياة الموسيقار بليغ حمدي و»طلعت حرب» و»فريد شوقي». القاهرة (الاتحاد) - أكد الفنانون أن الموزعين والقنوات الفضائية يفضلون المسلسل الاجتماعي على عمل درامي من السيرة الذاتية، لأنها ليست بالضرورة تلقى النجاح وهي محفوفة بالمخاطر، وقد أثبتت التجربة ذلك في السنوات الماضية. سيرة بيرم التونسي وتتناول حلقات مسلسل «أهل الهوى» حياة الشاعر بيرم التونسي، وعلاقته بسيد درويش، وأم كلثوم، وزكريا أحمد، كما يستعرض من خلال بيرم التونسي الظروف التي كانت تعيشها مصر في تلك الفترة، والقمم الفنية والأدبية التي عاصرت بيرم التونسي. واستغرق تصوير المسلسل سنة كاملة وهي فترة طويلة وواجه صعوبات كثيرة تسببت في تأجيل عرضه في رمضان الماضي، بل كان مهددا بالتوقف نهائيا ولكن اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو جهة الانتاج أصر على تنفيذ العمل رغم الظروف المالية الصعبة والاضطرابات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد. ويشارك في بطولة «أهل الهوى» فاروق الفيشاوى وإيمان البحر درويش ومادلين طبر ودينا وعماد رشاد وسميرة عبد العزيز وعماد محرم ود.سناء شافع وعفاف رشاد وألفت عمر وحلمي فودة وعنبر، ومن تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج عمر عبدالعزيز. الفضائيات لا ترحب بها ويقول حلمي فودة: لا يوجد منتج يتمنى أن يخسر، لأن مسلسلات السير الذاتية ليست كلها تلقى النجاح، ودائما هذه الأعمال لدى الجهة الإنتاجية محفوفة بالمخاطر، ومن أجل ذلك يبتعد المنتجون عنها، بالإضافة إلى أن القنوات الفضائية والموزعين لا يرحبون بمسلسلات السير الذاتية. وأضاف: هناك أعمال جيدة لقيت نجاحا كبيرا في توقيت خاص مثل «أم كلثوم» ومخرجته إنعام محمد علي، التي قدمت أعمال سيرة ذاتية ناجحة بعد مسلسل «أم كلثوم» لكنها لم تكن على مستوى النجاح المدوي الذي حققه «أم كلثوم» ونسب النجاح متفاوتة. ويجسد فودة في مسلسل «أهل الهوى» شخصية الشاعر يونس القاضي، وهو من الشعراء الكبار ويكون السبب الرئيسي في نزوح سيد درويش من الإسكندرية إلى القاهرة، وأصبح يغني كل أشعاره وصارت بينهما صداقة. نجومية الشخصية وعن دور البطل في نجاح أو فشل أعمال السيرة الذاتية قال فودة: يتحمل البطل جزءا كبيرا من نجاح أو فشل العمل، ولكن تبقى نجومية الشخصية التي يقوم بتجسيدها البطل هي الأهم، ويستطيع وجه جديد أن ينجح في تقمص شخصية سيرة ذاتية. وعن تقديم عمل واحد من هذه النوعية يؤدي الغرض أوضح فودة، أن هذه الأعمال لم تكن موجودة بكثرة في السابق ويكفينا أن نحتفي كل عام بعمل سيرة ذاتية واحد جيد ومصروف عليه إنتاجيا ويحقق النجاح. ويرى وائل نور أن أعمال السيرة الذاتية أكثر صعوبة من العادية، لأن الفنان يؤدي فيها شخصية مشهورة وبارزة والمجتمع يعرفها، وسيدخل بكل تأكيد هذا الفنان في مقارنة كبيرة مع هذه الشخصية وعليه أن يكون بارعا في أدائها حتى يحبه الجمهور، مشيرا إلى أنه عندما جسد شخصية الملك فاروق في مسلسل «رد قلبي» ظل سبعة أشهر يتجول بين المكتبات ويبحث عن الكتب التي تتناول شخصية الملك فاروق، حتى يستطيع أن يؤديها بصورة تقنع المشاهد. وأشار إلى أن مسلسلات السيرة الذاتية أصبحت الآن موضة لأن المسلسل ممكن ألا ينجح ولكن رغم ذلك يحقق مشاهدة عالية. شخصية فريد شوقي بشأن هروب المنتجين من تقديم هذه الأعمال، قال الفنان وائل نور: هذه النوعية من الدراما تحتاج إلى ميزانية عالية وهذا هو سبب ابتعاد المنتجين عنها، متوقعا أن يلاقي مسلسل «فريد شوقي» نجاحا كبيرا في حال توفير ميزانية ضخمة لإنتاجه بشرط تناول شخصية فريد شوقي بكل دقة واختيار الشخصية المناسبة لأداء الشخصية الثرية الرائعة. وعن تقديم هذه الأعمال بكثرة على الشاشة الصغيرة، قال نور: ليس مطلوبا الإكثار من أعمال السيرة الذاتية لأنها تحتاج إلى تحضير وطاقات بشرية هائلة.