الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنجن آيجا: الدراما التركية انتشرت عربياً نتيجة احترامها للتقاليد

إنجن آيجا: الدراما التركية انتشرت عربياً نتيجة احترامها للتقاليد
21 يونيو 2013 20:56
تشكل السينما التركية أهمية كبيرة في عالم الثقافة التركي، وقد أخذت مكانة متميزة في أوروبا، وبدأت تنتشر في البلاد العربية، وتعرف صناعة السينما هناك باسم “الصنوبر الأخضر”، ومن بين رواد هذه السينما إنجن آيجا مخرج أفلام وثائقية وناقد فني، درس السينما في إيطاليا، وهو مدير مجلة “الفن السابع”، وإنجن كان بصحبة زوجته الممثلة جولسين تونجر في زيارة أبوظبي، حيث التقته “الاتحاد” في هذا الحوار.. فاطمة عطفة (أبوظبي) - يقول إنجن آيجا، عن تطور الفن وصناعة السينما في تركيا حيث الازدهار الاقتصادي والكتاب الكبار: “نعم.. السينما مزدهرة في تركيا وتحتل مكانة مرموقة.. صحيح أن صناعة السينما تحتاج للمال والمنتجين الذي يصرفون عليها، لكن السينما التركية لم تنهض نتيجة تحسن الوضع الاقتصادي عندنا فحسب، بل كانت وما زالت تأخذ قروضا لإنتاج الأفلام، حتى يتم عرضه ويحصد التكاليف التي صرفت عليه. إن الأغنياء لا يدعمون السينما، لأن الفن لا يدر الأرباح، ورجال الأعمال يرغبون بأرباح كبيرة”. السينما التركية ويضيف المخرج إنجن آيجا موضحاً: “وضع السينما التركية وصناع السينما هم وحدهم يتحملون تكلفة الأفلام، فالسينما تحتاج إلى العصامية من أجل الفن فقط، مثلا: في أوروبا الكاتب يعمل ويخطط للعمل السينمائي، وهناك مؤسسات أيضا ترفد السينما بالإنتاج ومن خلال العروض بالصالات، بينما في تركيا السينما لحالها نشأت وتعلمت من نجاحها وأخطائها. أيضاً في أوروبا يتم رصد مبالغ من المال لهذه الصناعة، بينما الاقتصاد التركي يأتي بالأموال من الخارج بالتجارة. والفرق بين التجارة والسينما كبير، وهي تتطور من خلال العمل الجيد الذي يرتقي بها، حيث لا يوجد عندنا أحد يعمل استثمارا بالسينما”. وعندما تطرقنا إلى دور المخرج في قيادة العمل السينمائي، وحول ما إذا كان له سلطة التحكم بالفريق الذي يعمل معه، أوضح قائلا: “في تركيا شارع اسمه “يشيل تشام”، وهو شارع يتواجد المنتجون فيه، وهؤلاء إلى جانب الممثلين هم الأقوياء بالعمل، لكن المخرج الآن أصبح هو أيضا منتجاً، لذلك لابد أن تكون القوة في العمل السينمائي بيد المخرج حالياً. في الماضي كان المنتجون هم الذين يدفعون الأموال مقابل الربح ولابد من الأخذ بآرائهم، وخاصة أن الممثلين أجورهم مرتفعة عندنا، بينما الآن القرار بيد شخص واحد هو المخرج”. مهرجانات أبوظبي ودبي ويشير إنجن إلى أهمية مهرجانات السينما في أبوظبي ودبي، لكنه يأسف لغيابه عنها، قائلا: “لم أحصل على فرصة لحضور هذه المهرجانات، وهذا مؤسف، لكني أتابع ما يكتب عنها. هي بالتأكيد مفيدة لأن السينما تمثل البلد الذي ينتج الأفلام وتعرض في صالاته، وهذه اللقاءات تزيد من الترابط بين الفنانين والمعرفة الأوسع بالإبداع، وخاصة أن السينما هي ذاكرة الشعوب، وهي الإبداع الفني الجميل الذي يتضمن العديد من الفنون ويعبر عن واقع البلد وتطوره”. أما عن زيارة الفنان لأبوظبي فيبين: “أول مرة أزور هذه المدينة الجميلة، وهي مدينة حديثة وتجذب كثيرا من الناس إليها، وأنا سأحاول أن أعرفها جيدا وأتعرف على ملامحها”. وبخصوص فن الغناء والطرب والأصوات الجميلة في تركيا، يؤكد: “تركيا فيها تنوع في الجنسيات التي تتعايش مع بعضها منذ قدم التاريخ، لذلك ينعكس هذا التنوع على تعدد الفنون وجمال الأصوات في الغناء بكل ألوانه، وكل منهم يسمع الغناء حسب ثقافته وما يحب.. فهناك من يحب الأوبرا ويحضر عروضها، وهناك من يغني اللون الحزين أو الشعر، وفي الموسيقى بأنواعها عندنا منافسة قوية بين الفنانين لمن يكون الأفضل عند الناس ويحبونه”. الدراما التركية وحول الدراما التركية وكيف انتشرت في الدول العربية، يؤكد المخرج إنجن قائلا: “الدراما التركية انتشرت في الدول العربية والخليجية لأنها وجدت من يترجم هذه الأعمال، نحن في تركيا لا نشاهد دراما عربية، لأنه لا يوجد من يترجم هذه الأعمال”. ويتابع: “أعتقد أن الدراما عندنا ليست كلها ناجحة ولا تلقى رضا الناس، أما عندكم فقد تم اختيار بعض الأعمال التي تناسب عادات وتقاليد وأذواق الناس وتتماشى مع ميولهم، لكن ليست كل الأعمال الدرامية عندنا تنال قبول المشاهدين وتنجح في اجتذابهم. هناك ما هو جيد على قلته، وما هو عادي أو رديء”. وبسؤالنا عن أعمال المخرج إنجن آيجا وجديده، يوضح قائلا: “لم أنجز أفلاما طويلة ومكلفة، وذلك بسبب عدم وجود المال كما ذكرت من قبل، فالسفر من أجل التصوير إلى أماكن مختلفة داخل وخارج تركيا يحتاج أيضا للمال، للذلك أنا أعمل على الأفلام الوثائقية، وهذه لا تحتاج إلى المال الكثير. يكفي أن لدي كاميرا جيدة أحملها وأصور بها، وبذلك لا أحتاج إلى الأموال. أعمالي السينمائية توثيق للمكان والزمان يقول المخرج التركي إنجن آيجا: تناولت في أعمالي أشياء كثيرة ومهمة مثل فن الحفر والنحت والسجاد والخطوط الفنية التي تمتاز بشهرة عالمية في تركيا، كما أن السجاد وصناعته بخطوطه وحياكته من الفنون العريقة، وهي تعود لحقب زمنية مختلفة. هذه كلها أقوم بتوثيقها في أعمال السينما. واليوم زرت قرية التراث في أبوظبي، وأول ما لفت انتباهي فيها هو حياكة السجاد والبسط، فمثل هذه الزخارف الجميلة موجودة في الحضارة الأميركية القديمة، وفي حضارة الهنود الحمر، والسجاد الذي يصنع في الإمارات والعمل به يتم بالمشبك وهو يتشابه مع الزخارف التي يعتمدها النساجون في المكسيك. وهكذا أعتبر عملي السينمائي، توثيقاً للمكان والزمان وللصناعات والزخارف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©