سعيد عبد الله (أبوظبي) – حينما بدأت مصممة الشخصيات الكرتونية، الإماراتية الشابة وفاء المرزوقي، في مزاولة مهنة الرسم، لم تكن تتوقع أن يصل صداها إلى كثير من الدول العربية، فهي حققت خلال وقت قصير الكثير مما لم يستطع غيرها تحقيقه، ونتج عن إبداعاتها، خلال فترة قصيرة من الزمن، إنشاء شركتها الخاصة «وفا للإنتاج». كما نجحت في رسم خريطة تستطيع من خلالها المواهب القادمة الاستفادة من خبراتها، ليس من الرسامين فقط، وإنما المواهب الأخرى جميعها.
تطوير مهاراتي
وفاء المرزوقي تقول عن تجربتها: «بدأت كأي شخص يحب إحدى الهوايات، أمارسها في وقت فراغي، أحيانا كنت آخذ قليلا من وقت دراستي لكي أنجز بعض الرسومات، ومع الوقت تطورت موهبتي في الرسم، وبدأت في تعلم الرسم عبر برامج الكمبيوتر، وذلك من خلال دراستي الجامعية، واستطعت خلال وقت قياسي، تطوير مهاراتي، وساعدتني الحياة العامة في اختيار الأفكار التي أصقل من خلالها رسوماتي، وحاولت قدر الإمكان أن تكون الشخصيات الكرتونية والأعمال الفنية التي أقوم بالعمل عليها مستوحاة من بيئة ومحيط دولة الإمارات العربية المتحدة».
وتضيف وفاء أن شركتها الخاصة «وفا للإنتاج» لم تكن وليدة المصادفة، بل أتت بعد تفكير طويل، ودراسة عميقة، والاستفادة من تجارب الشركات الأخرى سواء التي نجحت أو لم يكتب لها النجاح، وسعيت من خلال هذه الفرصة التي أتيحت لي أن أكون قدوة للشباب الإماراتي الناجح، فأعمالنا –كفنانين- تصل إلى الكثير في دول العالم، وذلك لوجود التقنيات الحديثة، والمواقع التي يتشارك فيها الملايين من أنحاء العالم.
مجرد هاوية للرسم
وتتابع المرزوقي موضحة: «كنت في بداية الأمر أعمل بشكل شخصي، فعندما يطلب مني أن أقوم برسم شخصية كرتونية أو العمل على قصص أطفال، لم تكن الشركات أو الجهات تنظر لي بشكل رسمي أو احترافي، وإنما مجرد هاوية للرسم، ولكن بعد إنشائي لشركتي الخاصة، باتت هناك تعاملات أكثر، وبدأت في شق طريقي نحو الشهرة «الثقافية»، فهدفي الأول ليس المال، وإنما نشر ثقافة دولة الإمارات، من خلال الشخصيات الكرتونية، بالإضافة إلى المساهمة في بناء جيل قادر على الاعتماد على نفسه، ولا يكتفي بالوظيفة طموحاً لتحقيق مبتغاه، وقدوتنا قادتنا الذين دائماً ما يشجعوننا على المضي قدماً نحو الإبداع، نحو التميز، نحو استغلال الخدمات المتاحة والثروة الإلكترونية في رفع اسم الوطن عالياً.
وقالت المرزوقي، إن اليوم تغير عن الأمس، فبعد افتتاح شركتي، تهافتت الكثير من العروض من قبل شركات حكومية وخاصة لكي أكون ضمن كوادرها، وعلى الرغم من الصعوبة في الموازنة بين عملين، إلا أن النجاح والتفوق يتطلبان الكثير من التضحيات، وإن تعبت اليوم، فسيكون الغد مريحا بالنسبة لي.
وتوضح المرزوقي طبيعة عمل شركتها، حيث تقول إنها تختص بإنتاج وتصميم الشخصيات الكرتونية ذات الطابع الإماراتي للجهات والمؤسسات والحملات التوعوية الموجودة بكثرة في الدولة، كما تقوم الشركة بإنتاج قصص أطفال ومنتجات وقرطاسية وتطبيقات لأبل وأندرويد، وكل ذلك يعتمد على الشخصيات الكرتونية التي أقوم أنا وفريق العمل بالعمل عليها.»
حقوق الملكية
واستغربت المرزوقي، من سرقة بعض الأشخاص لرسوماتها وأعمالها الفنية واستخدامها في أغراض شخصية أو تجارية، وأعربت عن استنكارها لهذه الظاهرة التي تعانيها هي وجملة من نظرائها المبدعين الذي يستخدمون الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قاعدة لعرض أعمالهم الفنية. ونوهت المرزوقي إلى أن جميع حقوق أعمالي الفنية محفوظة من قبل وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى الجهات المسؤولية الأخذ على عاتقها مسؤولية توعية أفراد المجتمع بأهمية احترام حقوق الملكية الفكرية على اعتبارها جريمة كجميع الجرائم، يعاقب عليها القانون في دولة الإمارات وجميع دول العالم.»
* كادر
طموح لا سقف له
أكدت مصممة الشخصيات الكرتونية، وفاء المرزوقي، أن شركتها للإنتاج ما هي إلا بداية عهد جديد من النجاح. وعلى الرغم من أنها أسست شركتها بتمويل شخصي، فهي توجه كل من يرغب في إنشاء شركة خاصة في أي مجال كان، أن يستفيد من الخدمات التي تقدمها شركات الدعم الحكومية والمتخصصة بدعم المواهب الإماراتية الشابة. وأعربت المرزوقي عن سعادتها بتأسيس شركاتها، والتي جاء تدشينها مطلع شهر مايو 2013، وعن هذا تقول: «لا شيء يضاهي السعادة التي أشهر بها عندما أرى حلمي يرى النور، بعد أشهر طويلة من التعب والجهد المتواصل، خاصة أن طموحي لا سقف له، وأنصح كل مبدع أن يسعى لتحقيق أحلامه، وألا يخاف أو ييأس من الفشل، فهو غالباً ما يكون أولى الخطوات نحو النجاح.»
عدد اليوم
