الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. احتضار الإسلام السياسي

غدا في وجهات نظر.. احتضار الإسلام السياسي
21 يونيو 2013 20:19
احتضار الإسلام السياسي يقول حازم صاغيّة: منذ سنوات مديدة نسبياً، يتحدّث بعض المراقبين والمحللين، العرب منهم وغير العرب، المسلمين وغير المسلمين، عن ضمور الإسلام السياسي أو انحساره. لكن هذا التناول ظلّ في غالبه أقرب إلى تأملات نظرية وتكهنات ثقافية لا يسندها الواقع كثيراً. لا بل كان كثير من تلك الأطروحات يهبّ في مواجهة الوقائع الصلبة والملموسة، حتى ليبدو أقرب إلى التمنيات التي يطلقها أصحابها لأسباب شتى. ذاك أن علامات قوة الإسلام السياسي كانت تتعاظم في غير بلد من بلدان العالم الإسلامي، كما يتعاظم معها الميل الشعبي والرسمي سواء بسواء إلى تديين الحياة العامة واستعارة القاموس والمعايير وسائر الاستخدامات الوثيقة الصلة بحركات الإسلام النضالي والحركي. لكنْ منذ وصول «حزب العدالة والتنمية»، مطلع هذا القرن، إلى السلطة في تركيا، أصبحت الأمور قابلة للقياس الفعلي. فهنا، لم نعد أمام آراء ووجهات نظر عن «الصلة بين الإسلام والديمقراطية» أو بين «الحداثة والأصالة». لقد بتنا، في المقابل، أمام تجربة ملموسة في الحاكمية كما في تسيير أمور الاقتصاد والسياسة والتعليم والصحة والمواصلات وسوى ذلك مما يعني المواطنين ويستدعي رأيهم فيه. حقيقة الصراع في تركيا استنتج د. عبدالله جمعة الحاج أنه منذ أن وصل حزب «العدالة والتنمية» التركي إلى السلطة عام 2002، وهو يحاول أن يخفي صورته الإسلامية، فهو أصلاً فرع انشق عن «حزب الرفاه»، المتشدد منذ أكثر من عقد. وخلال السنوات الماضية يحاول حزب «العدالة والتنمية» أن يصور نفسه بأنه «ديمقراطي محافظ» ليس لديه أي خلافات مع العلمانية التي يصطبغ بها المجتمع التركي منذ عام 1923، لكنه مفهوم العلمانية بالنسبة له ليس هو المفهوم الذي لدى العلمانيين الأتراك، الذي يقضي بأن تسيطر الدولة على المؤسسات والممارسات الدينية في المجتمع، وهي سيطرة تطغى على السياسة منذ أن أرساها أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة. وعوضاً عن ذلك يعرف حزب «العدالة والتنمية» العلمانية بأنها مبدأ يقضي برفع يد الحكومة عن الرقابة على الممارسات الدينية، وأن تقف موقفاً محايداً محتفظة بنفس المسافة المتساوية من جميع معتقدات المواطنين وممارساتهم ومؤسساتهم الدينية. انتخاب روحاني... مرحلة إيرانية جديدة يرى باسكال بونيفاس أن انتخاب المرشح المعتدل روحاني رئيساً لإيران، أثار حماساً كبيراً بين الإيرانيين، كما استقبل استقبالا جيداً في العواصم العالمية التي سارعت إلى تهنئة الرئيس الجديد ومعه الشعب الإيراني على اختياره الحكيم والمدروس. فقبل الانتخابات لم يكن الإيرانيون متفائلين بالانتخابات الرئاسية بالنظر إلى الشروط التي وضعتها السلطة لاختيار المترشحين وإقصائها للعديد من الرموز الإصلاحيين، حيث اقتصرت اللائحة النهائية للمرشحين على المحافظين لتضيق بذلك اختيارات الشعب الإيراني، هذا الشعب الذي لم يخفِ يوماً، كلما أتيحت له الفرصة، رغبته في التغيير. ولعل الحركة الخضراء التي حركت احتجاجات 2009 خير مثال على ذلك. وتكتسي الرغبة في التغيير أهمية خاصة بالنظر للتركيبة السكانية الإيرانية التي تضم نسبة عالية من الشباب دون سن الـ35. هذا بالإضافة إلى استياء شريحة الشباب العريضة من غياب الحريات السياسية والمجتمعية التي يتوقون إليها أسوة بالدول المتقدمة، ورغبتهم أيضاً في الخروج من الضائقة الاقتصادية التي تعرفها البلاد وتفاقمت حدتها بسبب السياسات الفاشلة لنجاد والعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، لتغدو إيران في وضع اقتصادي صعب، تعكسه الأرقام والمؤشرات التي تضع نسبة التضخم في حوالي 30 في المئة بينما يبلغ معدل البطالة 25 في المئة، أما العملة المحلية فقد خسرت 75 في المئة من قيمتها على مدى 18 شهراً الماضية. المشروع النهضوي الشرقي يقول د. حسن حنفي، إنه ضمن سياق الحديث عن المشروعات الحضارية للنهوض هناك أيضاً المشروع النهضوي الشرقي الذي يتحقق في الهند والصين وتايوان وهونج كونج واليابان وكوريا وتايلاند وسنغافورة، والمسلمون أقلية فيها. وهناك جناح شرقي آخر، ماليزيا وإندونيسيا والجمهوريات الإسلامية في أواسط آسيا، وتركيا وإيران، والمسلمون أغلبية فيها. ونموذج النهضة فيهما واحد. يقوم على التواصل بين الماضي والحاضر، بين القديم والجديد، بين الخصوصية والعالمية، بين الأنا والآخر، وليس النموذج الغربي الذي يقوم على القطيعة. ولأنه يتمسك بالأصل أي الخصوصية ويعتبر التنمية هي الفرع فإنه نجح في مشاريعه النهضوية. فالصين أعلى مصدّر في العالم، وأعلى معدل تنمية في العالم، وميزان المدفوعات في صالحها بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية التي هي مدينة لها. وعلى رغم أنها تتبنى الماركسية إلا أن الكونفوشيوسية هي الأصل والماركسية هي الفرع فحمت نفسها من الوقوع في تقليد الغير. ولما كانت الكونفوشيوسية أصلاً أخلاقياً فيما يتعلق بالإنسان ونظرته إلى نفسه وعلاقاته الاجتماعية والسياسية، بالمواطن وبالدولة، فقد نجحت في تأسيس المشروع النهضوي على الأخلاق. وكذلك فعلت كوريا وهونج كونج وتايوان وكل الدائرة الصينية. فتاوى سوداء! حسب زينب حفني، أعلنت وزارة الثقافة والإعلام السعودية رغبتها في تقنين الفتاوى، من خلال مطالبة المؤسسات الإعلامية بعدم نشر الأحكام الصادرة عن دعاة شرعيين أو غير شرعيين وحصرها في هيئة كبار العلماء للقضاء على ما يُعرف بـ«فتاوى السوق السوداء». بعض العلماء والكتّاب أعلنوا احتجاجهم على هذا القرار، لأنه من وجهة نظرهم يتضمّن حجراً على الآراء، وسيُصبح سدّاً أمام قنوات الاختلاف، التي بُنيت عليها تعاليم الإسلام. إضافة إلى تخوّفهم من أن يؤدي تقنين الفتاوى إلى تسييسها واقتصارها على تيار معين يتحدّث باسم السلطة، ويضع نصب عينيه إرضاءها بإصدار فتاوى تتناسب مع توجهاتها الخاصة! ذكّرني الجدل الحاصل حول هذا الموضوع، بالتعليقات الدائرة في الساحات الإعلامية العربية، بأن الشعب المصري بمختلف شرائحه وفئاته العمرية بعد ثورة 25 يناير، قد أصبح مسيّساً! ولكن إذا دققنا فيما يجري حولنا، سنجد بأن هذا الأمر هذا لا يقتصر على مصر فقط، بل يشمل كافة البلدان التي وقعت بها الثورات وخروج الناس في مظاهرات تكاد تكون شبه يومية! حيث أخذت السلطات تلوّح بورقة الدين كي تُمرر قراراتها، والتي كان آخرها ما أفتى به عدد من شيوخ الدين بمصر في عدم جواز خروج الناس على ولاة الأمر! إنقاذ مناجم النحاس الأفريقية يتوقع "ماثيو هيل” أن يستثمر مشغلو السكك الحديدية في زامبيا- الدول الواقعة في جنوب أفريقيا، والتي تعد أكبر دولة منتجة لخام النحاس في القارة- مبلغاً يصل إلى مليار ونصف المليار دولار، على مدار السنوات الخمس القادمة لتطوير منظومة السكك الحديدة الحالية، التي يبلغ طول خطوطها 1,200 كيلو متر، والتي قال عنها الرئيس «مايكل ساتا» في نوفمبر الماضي إنها قد «تدهورت لدرجة تفوق الوصف». يشار إلى أن زامبيا تخطط لزيادة حجم قطاع السكك الحديدية الحالي بمقدار عشرة أضعاف بحلول عام 2016، وهو ما سيقلص من التكاليف التي تتحملها الشركات العاملة في مجال استخراج النحاس، ويمكنها بالتالي من زيادة إنتاجها. الاقتصاد الهندي... وتباطؤ النمو يقول ذِكْرُ الرحمن: تُعتبر الهند ثالث أكبر اقتصاد آسيوي، وقد تمتعت خلال معظم العقد بمعدل نمو كبير، ولكن العملاق الاقتصادي يواجه حالياً تباطؤ النمو الاقتصادي وخطر ارتفاع التضخم، إضافة إلى حالة من عدم اليقين السياسي في وقت يزداد فيه الحديث عن انتخابات مبكرة، غير أن القلق الأكثر فورية هو السقوط الحر للعملة الوطنية الروبية الهندية. فالروبية الهندية، التي كانت أسوأ عملة في آسيا من حيث الأداء خلال شهر مايو، باتت اليوم تعاني من ضغط كبير بسبب تباطؤ النمو، واتساع العجز، وتردي البيئة الاستثمارية في وقت انخفض فيه معدل النمو إلى أدنى مستوى له منذ عقد من الزمن إذ بلغ 5 في المئة. والأسبوع الماضي، انخفضت قيمة العملة الوطنية الهندية إلى مستوى قياسي بلغ 58?98 روبية مقابل الدولار. قمة الثماني... الحقيقة والخيبة يرى غازي العريضي أن قمة الدول الثماني التي عقدت الأسبوع الماضي في إيرلندا كانت محطة مهمة في مسار الحرب السورية. انتظرها كثيرون، اعتقدوا أن اتفاقاً روسياً أميركياً سيكون حاسماً، يكرّس حلاً سياسياً، يحدد موعداً لعقد جنيف -2 لإقراره. النتائج جاءت مخيبة للآمال. فالذين راهنوا على اللقاء للوصول إلى حكومة انتقالية لها كامل الصلاحيات خصوصاً على القضاء والأجهزة والمؤسسات الأمنية صدموا. انتهت القمة، ولا إشارة إلى مصير الأسد. يقولون الموقف الروسي كان صلباً وهو الذي منع اتخاذ أي موقف في هذا الشأن. الحقيقة أن الموقف الأميركي لم يكن بعيداً عن هذا التوجه. وكان مناقضاً لمواقف عدد من الدول الأخرى غير روسيا. صحيح أن الأميركي لم يبد مقاومة للموقف الروسي، كما لم يبدِ تأييداً معلناً، لكن الأصح أن روسيا وأميركا لم تخرجا من الدائرة التي رسمتاها. أعود وأقول، الاتفاق بين الدولتين قائم منذ وقت طويل على المعادلة التالية: الموقف الأميركي يقول: تنحي الأسد ليس شرطاً لبدء العملية السياسية. والموقف الروسي يقول: بقاء الأسد ليس شرطاً لإنهاء العملية السياسية. يعني، المهم بدء العملية السياسية وفي نتيجتها يمكن الوصول إلى حسم مصير الأسد. المهم هو الدخول في هذه العملية. هنا، ميزان القوى على الأرض يؤثر. يقدم أو يؤخر بدء هذه العملية. تميل معه الكفة لهذا أو ذاك. يسعى كل فريق إلى تعديله لمصلحته. وعلى وقع هذه الحركة يكون التفاوض على الملفات الكبرى بين روسيا وأميركا. فينعكس ذلك على الأرض السورية. والتفاوض بدأ منذ زمن طويل لكنه لم يصل إلى نتيجة بعد، وسيكون طويلاً وتطول معه الحرب في سوريا. تسليح الثوار السوريين... خمس قواعد آمنة يقول إدوارد لوتواك أنه ولأسباب وجيهة وقوية، لطالما قاومت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الضغوط من أجل التدخل بشكل أكبر في الحرب الأهلية السورية. فأولا، هناك تعقيد نزاع يتقاطع فيه الديني بالإثني والإقليمي بالدولي، مثلما تُبرز ذلك حقيقة أن معظم السوريين الأكثر غربنة (مثل مسيحييها) يدعمون حكومة الأسد التي تسعى الولايات المتحدة إلى إزاحتها، في حين أن أعداءها ليسوا أصدقاء أميركا بكل تأكيد، ويضمون في الواقع أخطر المتطرفين. لكن بغض النظر عن ذلك، وبعد عامين من ضبط النفس، اختارت الإدارة – التي قررت إرسال «مساعدة عسكرية مباشرة» إلى الثوار – الانحياز إلى طرف معين وهي الآن بصدد اختيار الانحياز إلى طرف داخل طرف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©