السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحقد» يضر الحاقد ويشيع الكراهية

«الحقد» يضر الحاقد ويشيع الكراهية
21 يونيو 2015 22:15
أحمد شعبان (القاهرة) من صفات الحاقد أنه يحمل في نفسه وقلبه غلاً لبعض الناس ويحقد عليهم قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)، «سورة البقرة: الآيتان 204 - 205». وتقول الدكتورة إلهام شاهين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: لم يرد لفظ الحقد في القرآن الكريم صراحة وإنما ورد بمعناه الغل قال عز وجل: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ)، «سورة الحجر الآيتان 47 - 48»، والمراد بالغل في هذه الآية أن درجات أهل الجنة متفاوتة بحسب الكمال والنقصان في الإنسان، فالله تعالى أزال الحسد عن قلوبهم حتى أن صاحب الدرجة الأدنى في الجنة لا يحسد صاحب الدرجة الأعلى. عقائد الإيمان وقال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، «سورة الحشر: الآية 10»، وصف الله تعالى الذين سبقونا بالإيمان بأنهم تابعون للصحابة في عقائد الإيمان وهم أهل السنة والجماعة ووصفهم بالإقرار بالذنوب والاستغفار منها واستغفار بعضهم لبعض واجتهادهم في إزالة الغل والحقد عن قلوبهم وفي نفوسهم لإخوانهم المؤمنين لأن دعاءهم متضمن محبة بعضهم لبعض. والحقد مرض يتصف صاحبه بعداوة القلب، وقد حرمه الإسلام لأنه يشيع الكراهية، وله نتائج خطيرة على المسلم والمجتمع، ومنها الحسد الذي يجعل الحاقد تمني زوال النعمة عن أخيه المسلم، فيحزن بنعمة الله على الآخرين، ويفرح بمصيبة أصابتهم، ويشمت بما أصابهم من البلاء. أنقياء القلب والنفس وتحدثت السنة النبوية عن مرض الحقد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فمن مستغفر فيغفر له ومن تائب فيتاب عليه ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا» والضغائن في الحديث الأحقاد. وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء، من مات لا يشرك بالله شيئاً ولم يكن ساحراً يتبع السحرة ولم يحقد على أخيه»، وقال: «لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر». والله تعالى لا يرضى بغل المؤمنين لبعضهم البعض، فينقيهم قبل دخول الجنة ليكونوا أنقياء القلب والنفس، قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ...)، «سورة الأعراف: الآية 43». وقال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، «سورة فصلت: الآيات 34 - 36»، وهذه مكانة عالية للصابرين. وغل القلوب وحقد النفوس يؤدي إلى الفُجر في الخصام والضغائن، فيؤدي إلى هتك ستر المسلم، أو تتبع العورات، ومحاولات تصيد الزلات، وتشويه صورة المسلم والافتراء عليه، والسخرية منه، وقد يصل الأمر إلى التفكير في قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. والحاقد يعيش في ضنك، ويشغل وقته في ما لا ينفع، بل يضر، فهو مشغول دوما بمراقبة من يحقد عليه فلا يهنأ ويشغل وقته في غير طاعة الله تعالى، ولن ينال ممن يحمل له في قلبه الحقد شيئاً إلا بإذن الله، وتلتهمه ناره وحده، وإن زالت النعمة بسبب حسده، فهذا في ميزان سيئاته، وإن كان الأمر بسبب خصومة فناره تأكله، وقد لا يشعر الآخر به فهو تعيس دنيا وآخرة، ولا ننسى أن ذلك كان سبباً في طرد الشيطان لعنه الله من الجنة بسبب حقده على آدم عليه السلام. وقد أمر الله المسلمين أن يصلحوا بين الطوائف المتخاصمة، قال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، «سورة الحجرات: الآية 9».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©