الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«دكة البدلاء» تصنع الفارق بـ 29 هدفاً في 60 مباراة

«دكة البدلاء» تصنع الفارق بـ 29 هدفاً في 60 مباراة
7 يوليو 2014 14:16
علي معالي (دبي) اللاعب البديل، ظاهرة جديدة في مونديال البرازيل 2014، هذه حقيقة أكدتها الأرقام والإحصائيات حتى الآن، حيث إنهم بالفعل كانوا علامات بارزة في فرقهم، ونجحوا في تحويل دفة فرقهم في مباريات مختلفة ليصنعوا الفارق فيها، ونجحت الدكة في أن تسجل 29 هدفاً خلال 60 مباراة أقيمت حتى الآن وهي نسبة عالية تعكس الدور المهم للدكة، وأنها لم تعد مجرد ديكور أو «كمالة عدد». وهذه النسبة التهديفية عالية مقارنة بما تم في البطولات السابقة، وما زال المشوار طويلاً نسبياً، فربما تساهم الدكة في إضافة أهداف أخرى لها قيمتها في الحدث العالمي الكبير، والمدرب الناجح هو من يستفيد من دكة البدلاء بالشكل الذي يغير مجرى المباراة، ولكن المدرب في الوقت نفسه مرتبط بجودة أو عدم جودة دكته في أرض الملعب، وبناء عليه تتضح الفروق الكبيرة بين المنتخبات في البرازيل 2014 بشأن البدلاء المؤثرين، وغيرهم الذين نعتبرهم في بعض الأوقات مجرد «كمالة عدد». وبالفعل لم يعد الـ 11 لاعباً الأساسيين الذين يبدأ بهم المدرب المباريات هم القوام الأساسي للمباراة، وليس من الضروري أن تلعب أساسياً مع منتخب بلادك في المونديال لكى يشعر العالم بتألقك، لأنك قد لا تشارك أساسياً وعندما تشارك تبدع وتتألق وتغير المسار، وقد تساهم في ظهور منتخبك على منصات التتويج، وأكبر دليل على ذلك ما فعله حارس هولندا العملاق تومي كرول الذي شارك في مباراة كوستاريكا في ركلات الجزاء فقط، ليهدي الطواحين أهم فوز لها بالبطولة من خلال التصديات الحاسمة لركلات الترجيح. في حقبة زمنية سابقة لم يكن أمام أي مدرب سوى تسمية لاعبيه الأساسيين الـ 11 لخوض أي مباراة، ومن ثم يترقب ما يحدث خلالها وهو وضع عادة يكون خارج سيطرتهم، ولكن في كرة القدم الحديثة بات تأثير اللاعب البديل يشهد أهمية متزايدة وقيمة عالية في المنافسات الكبرى، أكدها بوضوح القادمون من مقاعد البدلاء بتسجيلهم 29 هدفاً حتى الآن في البرازيل، وهي محصلة تجاوزت بالفعل وبفارق ستة أهداف الرقم القياسي والمسجل في مونديال 2006، دون أن نغفل أنه لا زالت هناك مباريات مختلفة. ومن الواضح أن كل مدرب منتخب في كأس العالم يملك ورقة رابحة ينتظر اللحظة المناسبة لاستخدامها، وضمت قائمة المنتخبات المستفيدة من البدلاء الهدافين، كوستاريكا، روسيا، كوريا الجنوبية، كوت ديفوار، كولومبيا، تشيلي، اليونان، إسبانيا، البوسنة، المكسيك، الجزائر والبرازيل، بيد أن معلم الزج بالبديل المؤثر واستحقاق هو مدرب هولندا لويس فان جال، بإحراز لاعبيه القادمين من مقاعد البدلاء لأربعة أهداف خلال البطولة، كان ميمفيس ديباي بطلها في مناسبتين عندما دخل ليسجل هدف الانتصار ضد أستراليا وآخر حاسم أمام تشيلي، وكان زميله ليروي فير أحد البدلاء أيضاً في اللقاء سبقه في هز الشباك التشيلية، كنا نجح كلاس يان هنتلار وبعد الزج به أمام المكسيك بديلاً للقائد فان بيرسي، في تحويل ركلة جزاء في توقيت قاتل إلى هدف أخذ بالمنتخب الهولندي نحو ربع النهائي، فضلا عن الحارس رود كرول. وفي بداية المونديال شاهدنا السويسري هاريس سيفروفيتش الذي دخل ليقتنص هدف الانتصار ضد الأكوادور، ثم تابعنا الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي هز الشباك من لمسته الأولى معادلا النتيجة في مواجهة الألمان مع غانا، وهناك أيضاً سيلفستر فاريلا الذي وبعد قدومه من الدكة منح البرتغال تعادلا مهما ضد الولايات المتحدة في الدقيقة 94، بينما كان تدخل أندريه شورله حاسماً في مواجهة ألمانيا في الدور الثاني أمام الجزائر، وهو من فقد فرصته بأن يكون ضمن القائمة الأساسية. كما شهدت مواجهة بلجيكا والولايات المتحدة وحدها التحاق اسمين جديدين بقائمة المنقذين، فمع دخول بداية الوقت الإضافي نجح رويلو لوكاكو بهدفه في تأمين مقعد للبلجيكين بين الثمانية الكبار، ملغيا أهمية هدف تقليص الفارق الأميركي الذي أحرزه لاحقا بديل آخر هو جوليان جرين. وكل هذه ملاحظات والدروس لابد أن نستفيد منها لكي نشاهدها في ملاعبنا في المسابقات كافة، خاصة وأن المونديال هذه المرة به العديد من النماذج الجيدة التي يمكن تحقيق الاستفادة منها لاحقاً. ويرى عيد باروت مدرب فريق الشعب لكرة القدم أنه لابد من صناعة دكة بدلاء قادرة على تغيير مجرى المباريات، وهذه واحدة من مهام المدربين، وقل: «الوضع ربما يختلف من الأندية عن المنتخبات، حيث أن المجال يكون واسعاً بطبيعة الحال لمدرب المنتخب عن النادي في الاختيارات، ولكن المهم أن ينجح ويوفق مدرب المنتخب في اختيار عناصره من الأندية، وهو ما شاهدناه في العديد من مباريات مونديال البرازيل الحالي، حيث نجحت الفرق التي تأهلت لدور الثمانية في أن تستفيد بقوة من دكة البدلاء، بشكل يغير مجرى المباريات في الكثير من الأحيان». وأضاف: «في الأندية ربما يكون الوضع أصعب أمام المدربين نظراً لقلة المعروض أمامه من عناصر، ولكن على المدرب في مثل هذه الأحوال أن يهتم بصناعة دكة بدلاء قادرة على تغيير المجرى بالشكل الذي يريده من خلال وضع لاعبين في أماكن جديدة تخدم مصلحة النادي في المقام الأول، وأن يقوم بتأهيل اللاعب في مركزه الجديد بالشكل المناسب، وعلى الرغم من أن هذه الأمور ربما تحتاج وقتا من الطرفين «اللاعب والمدرب» ولكن تبقى في النهاية الحلول موجودة في كيفية جعل دكة البدلاء قوية». وتابع: «شاهدنا كيف استفاد المنتخب الألماني مثلاً من جهود كلوزه في بعض المباريات، وقام بتغيير الأوضاع بالطريقة التي يريدها المدرب وهو ما تكرر في صفوف المنتخب السويسري، ولا ينطبق الحال على اللاعبين في أرض الملعب فقط بل تحت الـ 3 خشبات يجب تهيئة أكثر من حارس مرمى بديل يكون قادرا على صناعة الفارق، ويجب عدم تهميش اللاعب البديل حتى لا يشعر بالموت الكروي البطيء الذي لا يخدم اللعبة في نهاية الأمر فيما يخص أنديتنا». تفوق الفرسان من جهته، قال الخبير العراقي د. جمال صالح: «الفريق الذي يمتلك دكة جيدة يحدث الفارق دائماً، وهو ما شاهدناه في الفرق الـ 8 التي تأهلت لدور الثمانية، والبديل لم يعد مجرد لاعب ينزل إلى أرض الملعب، وهو ما نشاهده في المونديال حالياً، حيث وجدنا العديد من هؤلاء اللاعبين يعيدون فرقهم إلى السباق مرة أخرى، ويجب أن تنطبق مثل هذه الأمور على دورينا بوجود «دكة» قوية تجعل المدرب قادرا على قيادة الفريق إلى تحقيق الطموحات المطلوبة». وأضاف: «لابد أن يملك أي فريق يرغب في المنافسة بدلاء متميزين خاصة في خطي الوسط والهجوم، حتى يكون لنزوله أرض الملعب العامل المؤثر في تغيير مجرى اللعب وتحويل النتيجة إذا كان فريقه خاسراً، وهو ما شاهدناه من أكثر من مدرب في المونديال مثل هولندا وبلجيكا وسويسرا وألمانيا». وتابع: «نجح فريق الأهلي في الموسم المنتهي لأنه امتلك دكة متميزة للغاية كانت تصنع الفارق في الكثير من المباريات، وما عدا ذلك لم نجد أندية أخرى اهتمت بهذه النقطة، وهذا ربما يكون مرده إلى أن التعاقدات التي كانت تتم الاهتمام خلالها كان بضرورة وجود لاعبين بدلاء على قدر كبير من الكفاءة وهو ما حدث بالفعل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©