الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتل عثمان على أيدي الجهلة

21 يونيو 2015 22:15
أحمد محمد (القاهرة) تعرض المسلمون الأوائل لكل أنواع الإرهاب والتعذيب والقتل والتشريد، وكانت نهاية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على يد الإرهابي أبي لؤلؤة المجوسي، ولم يتوقف تعرض المسلمين لكل أنواع المكائد والفتن، بعدما تولى عثمان بن عفان الخلافة، رغم أنه كان أجود أهل زمانه وأكثرهم حياء ونبلا، وتزوج رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وبعدما توفيت تزوج بأم كلثوم لذلك سمي ذو النورين لم يصل أحد لدرجته في الإنفاق، فلقد اشترى بئر رومة في المدينة لسقيا المسلمين، وجهّز جيش العسرة وكان أول من صنع طعاماً للفقراء في رمضان، بما يعرف حديثاً بموائد الرحمن. وحدثت في عهده الفتوحات الإسلامية العظيمة، فلقد فتحت بلاد فارس حتى تركستان وبلخ وكرمان وسجستان، وفتحت أذربيجان وأرمينية وفي الشام، فقد وصل المسلمون إلى عمورية «أنقرة اليوم» وفتحت قبرص، وتم إكمال فتح مصر وأنهيت السيطرة الرومية على البحر المتوسط الذي كان يسمى بحر الروم، وأصبح بحر العرب. طوائف جديدة تطور المجتمع الإسلامي نتيجة الفتوحات، وكثرت الأموال والسبايا، وبدأ المجتمع يودع حياة البداوة، وطرأت طوائف جديدة وتعددت القوميات، وكان لهذا التطور الأثر الكبير في تهيئة المجتمع لحدوث الفتنة. ظهر عبدالله بن سبأ من أصل يهودي، وكانت أمه جارية، ولقب بابن السوداء، تعلم الكثير عن المجوسية، وأراد أن يطعن في الإسلام، وبدأ بالتفكير في نشر الفتنة، فدخل في الإسلام ظاهراً وقام بنشر الفتن لتقويض أركان الدولة قال إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق وأخذ يكاتب الناس ويطعن في أمراء الأمصار، وتم اتهام عثمان بالميل إلى أقاربه وتقليدهم للمناصب. وبدأ يتنقل في البلاد حتى ينشر الأفكار السامة، ووصل إلى مصر، التي وجد فيها مناخاً مناسباً لأفكاره. رؤوس الفتنة وأراد رؤوس الفتنة أن يشعلوا الأمر أكثر، حتى يجتثوا الدولة الإسلامية من جذورها، فبدؤوا يكثرون الطعن على عثمان، ويكتبون المطاعن المكذوبة ويرسلونها إلى الأقطار موقعة بأسماء الصحابة. كثرت الإشاعات والوشايات حتى وصلت إلى مقر الخلافة، أرسل عثمان إلى الولاة يأمرهم بالقدوم، للتشاور في شأن هذه الأخبار، وأرسل سفراء للتحقق منها، فعاد الجميع بصلاح الأحوال واجتمع مع ولاته وتشاور معهم في كيفية التعامل مع «الثوار»، ورفض إراقة قطرة دم واحدة واصطلح مع كل وفد على حده ثم انصرفت الوفود إلى ديارها وبعد الصلح وعودة أهل الأمصار راضين تبين لمشعلي الفتنة أن خطتهم فشلت، لذا خططوا بما يذكيها وتدمير الصلح. أثناء عودة أهل مصر، رأوا راكباً على جمل يتعرض لهم، فقبضوا عليه، فقال أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه فإذا هم بكتاب على لسان عثمان، فيه أمر بصلبهم أو قتلهم، فرجعوا إلى المدينة ونفى عثمان، أن يكون كتب هذا الكتاب، فلم يصدقوه. حاصروا داره حاصر الثوار دار عثمان ومنعوا عنه الطعام والشراب والصلاة في المسجد هجموا على بيته، ثم تسلقوا الأسوار، ودخل أبناء الصحابة، وطلبوا أن يسمح لهم بالدفاع عنه، فأقسم أن يكفّوا أيديهم، وأن ينطلقوا إلى منازلهم، و قام كنانة بن بشر، وكان من رؤوس الفتنة بحرق باب البيت، ودخل ومعه بعض الرجال، وكانوا مجموعة من الأوباش الجهلة المجتمعين من مصر والعراق ثم دخل رجل يسمونه الموت الأسود، فخنق عثمان حتى ظن أنه مات، و دخل كنانة بن بشر، وحمل السيف، وضربه به، فاتّقاه بيده فقطعها، وتقاطر الدم على المصحف، فحمل عليه وضربه بعمود على رأسه، فخر على جنبه، وهمّ الملعون بالسيف ليضربه في صدره .. قتل المجرمون عثمان، ثم همّوا أن يقطعوا رأسه أخذوا ينهبون ما في بيته وتوجهوا إلى بيت مال المسلمين، واستطاعوا الاستيلاء على أموال كثيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©