يتعرض الصحفيون في المكسيك لحملة عنف مروعة تستهدف منعهم من مواصلة عملهم أو عقابهم بسبب إصرارهم على القيام بمهامهم.
وآخر الضحايا كان المصور الفوتوغرافي إدجار دانييل اسكيودا الذي يعمل لحساب عدد من الصحف المحلية في شمال المكسيك لتغطية قصص تتعلق بالجريمة.
قالت زوجة الصحفي القتيل أمام لجنة لحماية الصحفيين إن رجالاً مسلحين يرتدون زي الشرطة اقتحموا منزلها نهاية الأسبوع الماضي وأخذوا زوجها إلى نقطة تفتيش. ثم تم العثور على جثته قرب مطار في الصباح التالي، وعليها آثار ثلاث رصاصات.
ويأتي مقتل إدجار بعد شهر من إطلاق الرصاص على الصحفي خوان كارلوس هيرنانديز خارج منزله في جوانجواتو.
وكانت منظمة صحفيون بلا حدود قد أعلنت في وقت سابق أن عدد الصحفيين القتلى بالمكسيك بلغ حتى الشهر الماضي 11 صحفياً، فيما قالت لجنة حماية الصحفيين إنهم أربعة فقط، لكن هناك 14 صحفياً مفقودين ولا يعرف أحد عنهم شيئاً.
وكان إدجار قد تلقى عدة تهديدات من الشرطة خلال الأشهر الأخيرة بسبب عمله، كما ضربه ضباط في يوليو الماضي. ونفى النائب العام مسؤولية الشرطة عن اختفائه، وأعلن البدء في تحقيق بشأن مقتله.
وتعد المكسيك واحدة من أكثر الدول خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين، حيث يتم استهدافهم إذا أعدوا تقارير إخبارية عن الفساد السياسي أو عصابات المخدرات الأكثر شهرة في البلاد.
وتحتل المكسيك المرتبة 147 من بين 180 دولة على قائمة الدول التي تتمتع بحرية الصحافة. والأولى هي النرويج والأخيرة هي كوريا الشمالية، فيما تأتي بريطانيا في المرتبة الأربعين.
وكان الصحفي الأميركي «سيث هارب» المتخصص في تغطية الحروب في العراق وسوريا والمكسيك، أجرى عدة مقابلات مع صحفيين مكسيكيين حول المخاطر التي يتعرضون لها خلال أداء عملهم. وكتب هارب في مجلة Columbia Journalism Review عن عمليات الاغتيال والاعتقالات التي تستهدف الصحفيين المكسيكيين خاصة في ولاية «فيرا كروز».
ونقل عن صحفية مكسيكية تدعى «ماريجوس جامبوا» قولها: «تعتبر مهنة الصحافة من أخطر المهن في العالم حيث يتعرض الصحفيون للسجن والتعذيب والاعتداءات الجنسية».
ويعد الصحفيون هدفاً سهلاً لعصابات الجريمة المنظمة، خاصة تلك التي تنشط في تجارة المخدرات بمناطق مثل ولاية «فيرا كروز»، والتي تعتبر من أخطر الأماكن في النصف الغربي من الكرة الأرضية، كما أنهم صيد متاح أيضاً للجهات الحكومية التي تحاول إسكات كل صوت يحاول كشف قضايا فساد أو سوء إدارة.
وقالت الصحفية «كلوديا جريرو» التى شاركت في تحقيق حول «فساد المستشفيات الحكومية» كشف أن السلطات الرسمية تورطت في تخفيف أدوية مرضى السرطان بالمياه العادية بغرض الربح، فقام مؤيدون للحكومة بمهاجمة الصحفيين في منازلهم.
عدد اليوم
