الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مغامرة صحفية تكشف تلاعباً خطيراً في مسابقات الحظ الأميركية

مغامرة صحفية تكشف تلاعباً خطيراً في مسابقات الحظ الأميركية
11 أكتوبر 2017 22:14
تقدم لورانس ماور من صحيفة بام بيتش بوست في عام 2014 بطلب الحصول على سجلات عامة لـ 20 عاما عن بيانات الفائزين باليانصيب في فلوريدا. وبعد تحليل البيانات توصل إلى نتيجة غريبة، وهو أن قلة من لاعبي اليانصيب فازوا مئات المرات في مراهنات صعبة بشكل لا يصدق تقريبا. وقارن أحد الإحصائيين الفوز المتكرر للبعض في المسابقة، بما يشبه أن تختار نجما من وسط 50 مجرة بالفضاء «ثم يأتي صديقك فيعرف أي نجم اخترت من أول محاولة». ويقول تقرير نشره موقع «كولومبيا جورناليزم ريفيو» إن ما كشف عنه ماور أدى إلى إجراء تحقيقات بشأن الاحتيال في يانصيب فلوريدا، ومن ثم ترتب عليه إصلاحات كبيرة. وتوصلت تغطيته الصحفية من بين أشياء أخرى إلى أن بعض اللاعبين كانوا يدفعون نقدا ثمن أوراق اليانصيب للاعبين آخرين لمساعدتهم في تجنب دفع الديون والضرائب التي يمكن أن يتم خصمها من مكافآت الفوز إن حصلوا عليها. وقال التقرير الذي أعده مجموعة صحفيين إنه من أجل رسم خريطة جديدة لمعرفة إذا ما كانت نماذج الفوز المتكرر تلك موجودة على امتداد الولايات الأميركية أم لا، تقرر تقديم طلبات للحصول على سجلات اليانصيب العامة لكل ولاية، علماً بأن قانون حرية المعلومات يختلف من ولاية لأخرى. وأرسل ماور، إجمالا، أكثر من 100 طلب للحصول على معلومات عن الفائزين والمراهنات وتقارير التحقيقات. ولم يكن الأمر سهلا أبدا. لكن أولا، هناك مجموعة من النتائج التي تم التوصل إليها: فقد حلل الصحفيون الذين شاركوا في التحقيقات 11 مليون سجل خاص بالحصول على جائزة يانصيب تغطي 36 مسابقة من بين 45 مسابقة يانصيب البلاد. وما توصلوا إليه أدهش الجميع لأنهم اكتشفوا أنه: في السنوات السبع الماضية، هناك ما يقرب من 1700 أميركي كانوا من الفائزين «المتواترين» أي الذين فازوا 50 مرة أو أكثر بجوائز تساوي كل واحدة 600 دولار أو أكثر. كلارنس جونز من مدينة لين بولاية ماساشوستس هو الفائز بأكبر عدد من اليانصيب على امتداد البلاد، وقد حصد أكثر من 7300 ورقة يانصيب فائزة قيمة الواحدة 600 دولار أو أكثر في 6 سنوات. أحد الإحصائيين من جامعة بيركلي ممن تم الاستعانة بمشورتهم قالوا إن جونز كان عليه أن ينفق 300 مليون دولار، لتكون له فرصة واحدة بين عشرة ملايين فرصة فوز في الغالب. وجونز نفسه رفض التعليق. الاحتمالات متساوية بشكل استثنائي للفائزين مع إجمالي مرات فوز أصغر بكثير. وذكر محللون أن نادين فوكوفيتش وهي أكثر الفائزين تواترا في بنسلفانيا كان عليها أن تنفق 7.8 مليون دولار ليكون لها فرصة واحدة بين عشرة ملايين فرصة فوز في 209 ورقة يانصيب فازت بها، تساوي الواحدة منها 600 دولار أو أكثر. ومن بين 45 سباق يانصيب في ولايات البلاد، هناك عشر ولايات- كانساس وأوهايو وفيرجينيا وبنسلفانيا وأوريجون وكونيتكت وكاليفورنيا وإيداهو ومينيسوتا وواشنطن- تقول إنها لا ترصد بشكل منتظم الفائزين المتواترين. وبينما كانت طلبات الحصول على المعلومات متطابقة تقريبا لكن جرى معاملتها بشكل مختلف للغاية في الولايات المختلفة لذا وضع الصحفيون المشاركون في التحقيقات بعض الجوائز الافتراضية التي تعكس مدى تباين قوانين حرية المعلومات في أميركا: ? جائزة «الخدمة مع ابتسامة» لولاية أوريجون التي أرسلت للصحفيين رابطا على الإنترنت يمكن الحصول على البيانات منه ولولاية فلوريدا التي أرسلت لنا أسطوانة مدمجة بعد ساعات من تقديم الطلب. وفي سجل الشرف: نذكر ولايات ميزوري والعاصمة واشنطن وإيداهو وتكساس وساوث داكوتا وإنديانا وأيوا ولويزيانا. ? جائزة «أحسن من لا شيء» حصلت عليها ساوث كارولاينا، حيث ظهر أنها تسمح مع ولايات دالاوير وكانساس وماريلاند وايومنج ونورث داكوتا، بحجب أسماء الفائزين باليانصيب مما يجعل من المستحيل تحليل البيانات. ? جائزة «عليك العيش هناك فعليا» كانت من نصيب أركنسو وتينيسي اللتين اشترطتا أن يكون طلاب السجلات العامة من سكان الولاية. ولحسن الحظ تم التواصل مع صحفيين يقيمان هناك وتقدما بالطلب. ? جائزة «المساعدة من أعلى» نالتها كولورادو. ففي مارس الماضي، قالت إدارة اليانصيب هناك إنها ستستغرق 200 ساعة على الأقل لتعالج طلب الاطلاع على السجلات مقابل 6 آلاف دولار. لكن بالمصادفة، أقر المجلس التشريعي للولاية صيف العام الجاري قانونا يلزم الوكالات العامة تقديم البيانات عند طلبها بسرعة أكبر. وفي يوليو، حين تم تقديم طلب جديد، قلصت الإدارة الكلفة إلى 450 دولارا فقط. ثم قدمت البيانات مجانا بعد مساومات. ? جائزة «تعال وأحصل عليها» ذهبت إلى نيوهامبشير التي طلبت من الصحفيين الذهاب إلى مكتب المسؤولة المعنية للحصول على السجلات المحفوظة بملفات ورقية. وفي سجل الشرف: قال الصحفيون إنه بعد تجاوز اعتراض يانصيب تينيسي المبدئي بأنهم ليسوا من سكان الولاية، أصرت إدارة اليانصيب على ضرورة فحص السجلات في مكتبها بناشفيل. ? جائزة «عدم الرد» ذهبت إلى مين التي لم ترد على أكثر من 35 مطالبة طوال 4 أشهر. - جائزة «آجلا أفضل من لا شيء» وتذهب إلى جورجيا التي ربما انتهكت القانون بعدم ردها لأكثر من ثلاثة أشهر. ثم استغرقت ثلاثة أسابيع أخرى كي تمر بعملية تحقق من البيانات عبر سبع خطوات. وكانت العملية مكتملة تقريبا حين أدركت إدارة اليانصيب أن بعض المعلومات غير المصرح بنشرها كانت ستصل للصحفيين، لذا بدأت العملية برمتها من جديد. وفي سجل الشرف: بعد شهور من المكالمات والرسائل بالبريد الإلكتروني دون رد وافق يانصيب مينيسوتا على تقديم البيانات. - جائزة «لم نطلب هذا» وتذهب إلى كنتاكي. فقد رفض أمين السجلات إرسال البيانات بشأن مراهنات كل سباق لكنه أرسل ملفا من 27 صفحة يرصد التسلسل الزمني التاريخي لليانصيب. ? جائزة «أهذا ما يستغرقه الأمر؟» تذهب إلى نيو مكسيكو التي تجاهلت ثم أنكرت طلب البيانات، لكنها تراجعت عن قراراها بعد أن أرسل صحفي رسالة بالبريد الإلكتروني يستفسر عن طلبه الأصلي إلى كل موظفي يانصيب نيومكسيكو. ? وأخيرا تذهب جائزة «أرسل إلى الفاتورة» إلى ميتشجان التي أخبرتنا أن تلبية طلبنا سيستغرق 2.5 مليون ساعة تقريبا ويتطلب رسوما «هائلة». واكتشف الصحفيون أن الأمر سيستغرق من الوكالة 285 عاما بحد أدنى لتلبية الطلب. وبعد الإصرار على أن تسجل الإدارة ردها هذا كتابةً، أرسل أمين السجلات رسالة بالبريد الإلكتروني بعد أيام يقول إنه يمكن تقديم المعلومات مجانا في ثلاثة أيام. وجاءت البيانات بعد ذلك بفترة قصيرة لكن الوكالة استندت إلى بند اختياري من قانون الخصوصية في ميتشجان يزيل الاسم الأخير للفائزين مما جعل البيانات بلا فائدة في التحليل. لم يكتف الصحفيون المشاركون بكل هذه الجهود الجبارة ، بل أنهم تعاونوا مع صحفيين في أفريقيا وأوروبا ركزوا على جوانب مختلفة من صناعة اليانصيب حول العالم. وفي مالي، فشل المحاولات كلها، وفي جنوب أفريقيا، انتظر الصحفيون أكثر من عامين لتلقي رد. وفي نهاية المطاف، لم تعمق هذه التغطية المميزة فهم الصحافة لصناعة اليانصيب فحسب بل عززت مستوى التقدير للقوانين القوية الخاصة بالسجلات العامة وأهمية استخدامها للحصول على المعلومات الضرورية. (نقلا عن كولومبيا جورناليزم ريفيو)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©