السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحكم قتل كوستاريكا.. وميسي النجم الأوحد بعد غياب نيمار

الحكم قتل كوستاريكا.. وميسي النجم الأوحد بعد غياب نيمار
7 يوليو 2014 01:10
رغم سعادتي بتأهل منتخب بلادي الأرجنتين إلى المربع الذهبي لمونديال البرازيل، لكنني في نفس الوقت حزين لوداع المنتخب الكوستاريكي لهذه البطولة بعد الظُلم التحكيمي، الذي تعرض له هذا الفريق في مباراة هولندا، عندما رفض الحكم الأوزبكي رافشان احتساب ضربة جزاء صحيحة للمنتخب الكوستاريكي في الدقيقة 60، ولو تم احتسابها، وجاءت هدفاً لتغيرت المباراة تماماً لصالح المنتخب الكوستاريكي. لقد خاضت كوستاريكا المباراة ضد هولندا بعيدة عن أي ضغوط لذلك جاءت فرص التأهل لها كثيرة، لكنها ضاعت بغرابة شديدة بفعل فاعل «وأقصد الحكم» أو من ضياع الفرص من اللاعبين. صحيح أن التانجو نجح في التأهل بعد غياب دام 24 سنة إلى المربع الذهبي، حيث كانت آخر مرة معي في مونديال 1990 في إيطاليا، ولكن ما زالت هناك كثير من علامات الاستفهام حول منتخب بلادي الذي يعاني كثيراً، وما أتمناه في الخطوتين المقبلتين للتانجو أن تؤدي كل المجموعة داخل أرض الملعب من لاعبين مثلما كانت تؤدي معي في مونديال 1986 بالمكسيك، ووقتها تم تتويجنا بكأس العالم في بطولة كان لها مذاقها الخاص. وقبل الخوض في تفاصيل تحليلية خاصة بدور الثمانية، انكشف القناع حالياً على المربع الذهبي بوجود منتخبات البرازيل وألمانيا والأرجنتين وهولندا، ومن خلال مشاهدتي ومتابعتي للبطولة من قلب الحدث المونديالي فإنني أذهب إلى وجود الأرجنتين وألمانيا في المباراة النهائية، لنرى سيناريو مونديال 1990 مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس في إيطاليا ولكن في البرازيل. ونعود إلى مباراة الأرجنتين مع بلجيكا، والتي على إثرها تأهل التانجو إلى المربع ليستعيد هذا المنتخب الذكريات الجميلة، التي عشناها في مونديال 1990، وأصبح الحلم يقترب كثيراً من رفقاء ميسي في هذا الحدث الكبير، وتحقق التأهل الأخير أمام منتخب بلجيكي ظهر مستسلماً كثيراً على عكس ما توقع الكثيرون، ولم تواجه الأرجنتين منتخباً قادراً على الضغط على الخصم، وهدف البداية للتانجو جعل المعنويات ترتفع، ورغم كل ذلك ما زال منتخب الأرجنتين يعاني من فقدان الجماعية في الأداء، والفرديات التي طغت على كثير من اللاعبين، وربما ينظر البعض إلى الأهم في هذه المرحلة، وهو التأهل، وهذا قد حدث، ولكن هناك كثيراً من الملاحظات يجب التحدث فيها بشأن منتخب الأرجنتين، الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التتويج بالكأس. ولا شك أن الفرصة أصبحت كبيرة أمام ميسي ليفرض تألقه في المرحلة المقبلة بعد أن خرج كل من ينافسه من الميدان سواء البرتغالي رونالدو من الدور الأول، وكذلك الكولومبي جيمس رودريجيز، والذي حزنت على وداعه البطولة أيضاً بسبب أخطاء واضحة من الحكم في مباراة منتخب بلاده ضد البرازيل، أضف إلى ذلك الإصابة التي لحقت بمهاجم السامبا نيمار، وأطاحت به خارج البطولة، وبالتالي أصبحت كل العيون صوب ميسي لكي يقول كلمته مع رفاقه. وتذكرت عندما واجهت بلجيكا وكنت قائداً لمنتخب بلادي في مونديال 86، ووقتها حققنا الفوز بهدفين نظيفين، وكانت المدرجات يقارب الحضور فيها 115 ألف متفرج، حيث قدمنا مباراة كبيرة، وخلال ساعات هناك موقعة أخرى أعتبرها حياة أو موتاً ضد المنتخب الهولندي، وهنا تعود بي الذاكرة إلى مونديال 1978، حيث كانت المباراة النهائية بين هولندا والأرجنتين، والتي نجح فيها منتخب بلادي وقتها قي التتويج بالفوز 3-1، ولكن المباراة المقبلة في دور قبل النهائي، وهي بمثابة طوق النجاة لهذا الجيل من لاعبي الفريقين، حيث يطمح كل منهما إلى تحقيق الانتصار، وما أتمناه أن تستمر سلسلة الانتصارات الأرجنتينية لتعود الهيبة الكاملة لكرة التانجو. أرى أن الحكم الإنجليزي هوارد ويب الذي أدار مباراة البرازيل وتشيلي هو الأفضل، وأسوأ حكم هو الإسباني كارلوس فيلاسكو، والذي ينبغي ألا يدير أي مباراة أخرى بعدما شاهدناه منه في مباراة البرازيل مع كولومبيا، وإذا كنا نتحدث عن حكم أوزبكي ظلم منتخب كوستاريكا أمام هولندا، فإن الحكم الإسباني قدم مباراة غاية في السوء عندما أدار مباراة البرازيل مع كولومبيا، وكانت أخطاء هذا الحكم في تلك المباراة كارثية بمعنى الكلمة، والغريب في الأمر أن الاتحاد الدولي «الفيفا» قام بتهنئة الحكم على إدارته للمباراة، وهنا أتساءل: «أي مباراة شاهدها مسؤولو الاتحاد الدولي؟، هل ذهبوا لمشاهدة مباراة بيسبول أو مصارعة الثيران؟، أو أن النوم قد غلبهم في المباراة، ولم يشاهدوها إلا مع صافرة النهاية ليستيقظوا، ويعلنوا تكريمهم لهذا الحكم»، وكان على «الفيفا» أن يصمت بدلاً من هذا الكلام المضحك حقاً، حيث كان الحكم الإسباني مثيراً للاشمئزاز، ولا أجد كلمات أستطيع التعبير بها عما قدمه هذا الحكم إلا القول بأنه يجب ألا يتواجد في البطولة مجدداً، وهو أسوأ حكم شاهدته في آخر 10 سنوات، وكان على هذا الحكم أن يطرد حارس البرازيل خوليو سيزار في الكرة، التي احتسبت ضربة جزاء، ووقتها لو حدث ذلك فإن العمود الفقري للسامبا كان مدمر تماماً بغياب نيمار وتياجو سيلفا، وسيزار، والأخير لم يحدث ضده أي إجراء سوى البطاقة الصفراء، وبالتالي بقي مستمراً وموجوداً في مباراة ألمانيا المقبلة. وإذا كان المنتخب البرازيلي قد قدم شوطاً جميلاً، في أول 45 دقيقة فإنه كان قاب قوسين أو أدني من وداع المونديال، حيث نجح المنتخب الكولومبي في أن يستعيد زمام الأمور في الشوط الثاني، وكولومبيا شعرت بالصدمة ولم تستطع أن تخرج من صدمة البداية للبرازيل، التي قدمت 45 دقيقة هي الأفضل لها في 2014، ومن الواضح أن منتخب كولومبيا عاش الوهم قبل البطولة، وتناسى تاريخ البرازيل في مثل هذه المباريات الحاسمة، وأفاق الكولومبيون على الصدمة العنيفة في أول 45 دقيقة، عندما أظهر البرازيليون مستوى متميز، ولكن في الـ45 دقيقة الثانية من المباراة كان الوقت قد مضى على المنتخب الكولومبي الذي حاول بشتى الطرق. وما أغضبني هو إصابة نايمار، فعدم وجوده أمر محزن ليس فقط للبرازيليين، ولكن أيضاً لكل محبي كرة القدم، وبالرغم من أنه لم يصنع مونديالاً كبيراً حتى موعد إصابته، ولكن كانت الفرصة متاحة أمامه في هذه الخطوات الحاسمة ليضع بصمته ويظهر بريقه، لأنه لاعب كبير، ولكن للأسف لن يستطيع الاستمرار في المونديال، والبرازيل لعبت أفضل مبارياتها، وهذا شيء عادي، فالبرازيل تعودت على الوجود في النهائيات، وبالتالي نزلت بمنتهى قوتها. والآن وبعد أن تأهل المنتخب البرازيلي، لكنه سيفقد اثنين في غاية الأهمية، وهما نيمار إضافة إلى تياجو سيلفا، وهو ما سيجعل مهمة البرازيليين صعبة أمام ألمانيا التي تتواجد بكل قوتها الضاربة. (دبي - الاتحاد) حارس ألمانيا يسهل مهمة مدافعيه كما ذكرت من قبل أن ألمانيا هي صاحبة الأرض الصلبة عندما تلتقي مع فرنسا، وهو ما حدث، وما يتميز به المنتخب الألماني دائماً هو اللياقة البندية العالية، بالإضافة إلى وجود عناصر قوية في الألمان خاصة نوير حارس المرمى الذي قدم مستويات كبيرة حتى الآن، وهو حارس يجعل مهمة المدافعين أسهل ويمنح الثقة لكل اللاعبين في أرض الملعب، وحقيقة يجب تأكيدها أن المونديال الحالي شهد تألق أكثر من حارس مرمى، حيث كانوا مؤثرين للغاية في منتخباتهم. والخطأ الذي وقع فيه المنتخب الفرنسي هو نفسه الذي حدث معي عندما التقينا ألمانيا في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا عندما كنت مدرباً للأرجنتين، وهي الذهاب فقط مع الكرة وترك المهاجم دون وضع جسمه أمامه، وفي الوقت نفسه افتقدت الكرة الفرنسية عدم وجود المهاجم فرانك ريبيري. (دبي - الاتحاد) فريد لا يصلح يا سكولاري لست أدري لماذا يصر المدرب البرازيلي فيبليبي سكولاري على وضع المهاجم فريد في مركز رأس الحربة والمهاجم الصريح بفريق السامبا، فهو لاعب لا يصلح مع كرة القدم التي تقدمها البرازيل، حيث لم يقدم اللاعب منذ بداية البطولة الأداء المقنع الذي يجعله يقود هجوم أخطر منتخب في العالم، في المقابل ظهر أوسكار بشكل جيد وتحرك في أماكن مختلفة بأرض الملعب. وفي المقابل، فإنني معجب للغاية بما يقدمه اللاعب الكولومبي رودريجيز، حيث استطاع أن يفرض شخصيته في المباريات التي لعبها، وكان محور أداء منتخب بلاده، ولو نجح في أن يجتاز البرازيل لتغيرت الأوضاع بالنسبة له تماماً بعد ذلك، وفي بلجيكا كانت العيون تتجه نحو هازارد في مباراته مع الأرجنتين، لكن اللاعب لم يكن في يومه، وبالتالي خرج من أرض الملعب دون أن يؤدي الأداء المقنع، وهي أمور واردة في عالم كرة القدم. (دبي - الاتحاد) «التيكوس» أبهر العالم بـ «الجماعية» من المنتخبات التي شدت انتباهي منتخب كوستاريكا، هذا المنتخب الجماعي والذي أبهر العالم ليس فقط في مباريات المجموعة ولكن عندما «عذّب» المنتخب الهولندي في مباراة مثيرة ولم ينجح الهولنديون في تخطي عقبة كوستاريكا إلا من خلال ركلات الترجيح، وهذه الركلات تكون قاسية للغاية. ولكن هذا المنتخب يستحق التحية والتقدير على ما قدمه من نموذج رائع سواء في مجموعته النارية عندما تفوق على كل من إنجلترا وإيطاليا وأوروجواي وتصدر مجموعتهم بمنتهى القوة، وهو ما جعلني أشجع هذا الفريق طموحه ورغبة لاعبيه في تقديم الأفضل مباراة بعد الأخرى. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©