الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذوو الإعاقة.. ثروة بشرية تبحث عن النجاح والتميز

ذوو الإعاقة.. ثروة بشرية تبحث عن النجاح والتميز
22 يونيو 2015 02:09
أحمد السعداوي (أبوظبي) كشفت جولة رمضانية بين ذوي الاحتياجات الخاصة، عن قدرات مميزة في مجالات متنوعة ومواهب واعدة تكشف عنها أعمالهم وإبداعاتهم، غير أن هذه المواهب والإمكانات تحتاج من يرعاها حتى تسير في طريقها السليم، وبالتالي يتمكن صاحبها من تطويرها ويصير مميزاً، وهنا يأتي دور الأسرة والمؤسسات المجتمعية في الحفاظ على هذه المواهب باعتبارها ثروة بشرية يمكن الإفادة بها في كثير من نواحي الحياة. ويعاني علي المرّي، إعاقة بصرية، إلا أنه متفوق دراسياً، وأدمج بالمدرسة بعد فترة تأهيل بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، وعقب ذلك بدأت تظهر لديه ميول نحو إلقاء الشعر وكتابة القصة القصيرة، وقد اكتشف موهبته عندما التقى معلم التربية الخاصة بالمدرسة، وألقى عليه قصيدة شعرية عرضها المعلم على مدرس اللغة العربية الذي أعجب بأسلوب إلقائه، وتم تدريبه على الإلقاء، ليقدم قصيدة بمناسبة احتفالات جائزة خليفة التربوية باليوم الوطني، ونالت إعجاب الحاضرين. ويحرص على الاستماع إلى كثير من القصائد الشعرية، من أجل أن يُحسّن قدراته الشعرية، ويحقق لنفسه مكانة متميزة بين شعراء الإمارات، آملاً أن يستمر الدعم له ولكل أصحاب المواهب من ذوي الإعاقة حتى يتمكن من إثبات ذاته في المجال الذي يعشقه. فن تشكيلي ومن ذوي الإعاقة السمعية، غيث محمد الذي يقول إن موهبة الرسم اكتشفت لديه منذ سنوات، وأخذ يطورها بالتعاون مع معلم التربية الفنية بالمدرسة، وبالتنسيق المستمر، والتواصل مع والدة الطالب التي وفرت الأدوات والألوان اللازمة. ويذكر أن كثيرين أجمعوا على أنه يتمتع بموهبة عالية في الرسم وخاصة في مجال الرسم الطبيعي والتراثي المعبر عن البيئة المحلية، ما قد يمكنه مستقبلاً من أن يصبح رساماً معروفاً في عالم الفن التشكيلي داخل الإمارات وخارجها، إذا وجد من يشجعه على عرض لوحاته في المعارض، ويوجهه بالشكل اللازم لتطوير مهاراته في الرسم. المبارزة وخاض بخيت المزروعي، الذي يعاني صعوبات التعلم، رحلة البحث عن ذاته رياضياً فبدأ بالتدرب مع معلم التربية الرياضية في المبارزة، وهو يتدرب في المدرسة بعد الدوام، ويطمح بأن يأخذ بطولات في المستقبل ويتفق معه معلم التربية الرياضية بالمدرسة، الذي يؤكد أنه يمتلك قدرات بدنية عالية، يمكنها أن تصنع منه بطلاً رياضياً إذا أحسن استغلالها، وهو ما يعمل عليه حالياً، عبر إخضاعه لمزيد من التدريبات، ووضع برنامج أسبوعي له ينظم فيه وقته بين الدراسة والتدريب، بالتنسيق مع والدة الطالب. ومن منتسبي مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، الطالب صالح علي المرّي (18 سنة)، وهو من مصابي متلازمة داون، الذي تقول عنه فاطمة الهاملي، رئيس ورش العمل والتأهيل المهني بالمؤسسة، إنه يتمتع بقدرات عالية في الشعر وممارسة الرياضة، ومنذ اكتشاف هذه الميول، يحرصون على إشراكه في الفعاليات والمهرجانات ما يجعله أكثر ثقة بنفسه لإظهار مواهبه وتقبل آراء الناس المحيطين به، وبالتالي تحقيق مزيد من النجاح، موضحة أنه خضع لبرامج تدريبية وتأهيلية ساعدت بشكل كبير على تطور قدراته وتنمية مواهبه، ومن أهمها طرق التواصل مع المجتمع، وكيفية التواصل معهم، وتقبل النقد، وممارسة الرياضة. دور الأسرة عن كيفية ممارسة الطالب موهبته ويبرز قدراته ومن يقوم بالإشراف عليه ومتابعته، قلت فاطمة الهاملي، رئيس ورش العمل والتأهيل المهني بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة: كل شيء يبدأ مع أي صاحب موهبة من منزله والمحيط العائلي الذي يعيش فيه، ثم يأتي دور مدربي الأنشطة واختصاصي التأهيل، الذين يتعاملون معه حتى يصل بقدراته إلى مستوى متقدم تجعل منه شخصاً بارزاً في هذا المجال أو ذاك. ولفتت إلى أن دور الأسرة في التعامل مع ذوي الاحتياجات، خاصة إذا كانوا من أصحاب المواهب، يعتبر دوراً محورياً في تنمية مهارات الطالب ومواهبه ودعمه بكل الأشكال ومشاركته في عرض ما يملك من مواهب والداعم الأول للطالب والدته ووالده وباقي أسرته ومشاركتهم له في كل المحافل، التي يشارك فيها لدعمه معنوياً مما يدفعه إلى الإبداع. نحو الهدف وتؤكد الهاملي أن عرض الطالب إبداعاته أمام الآخرين له أبلغ الأثر على عملية الدمج، فضلاً عن إعطائه الفرصة كاملة لعرض كل ما يملك من مواهب ما يعزز ثقة الطالب في نفسه من حيث تقديم وصلات شعرية وتمثيل مسرحيات هادفة وغيرها من نواحي الفنون، التي يمكن أن يتميز فيها، وباعتبارها أكبر مؤسسة في الدولة تقوم على شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، تقوم مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، برعاية أصحاب المواهب وتقديم الدعم الكامل وتطوير مواهب الطالب عن طريق تدريبه وجعله ينخرط مع المجتمع بالمشاركة في كثير من الفعاليات. وعن مصير أصحاب هذه المواهب والقدرات مستقبلاً، تورد أن كل موهوب لابد ومن اكتشاف مواهبه وقدراته عبر كثير من الطرق، التي تجعل هذه المواهب والقدرات تظهر حتى يتم تطويرها وصقلها ما يعزز من مكانة الفرد في المجتمع المحلي والعالمي ومصير كل موهوب في دولة الإمارات أن يعرف المجتمع المحلي عن مواهبه ودعمه معنوياً ومادياً، وذلك عبر أوجه الرعاية المتقدمة، التي تقدمها الدولة لذوي الاحتياجات عبر كثير من المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوو الاحتياجات الخاصة. تواصل مستمر لاكتشاف المواهب من واقع خبرته مع ذوي الاحتياجات الممتدة إلى أكثر من 20 عاماً في المدارس التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، يشرح محمد نصر معلم التربية الخاصة، بأن معلم التربية الخاصة لابد وأن يتميز باللمح السريع وأن يكتشف حالات الإعاقة أو صعوبات التعلم بسرعة، وذلك لكي يختصر الوقت والجهد للإسراع بالبرامج العلاجية، والتي تساعد الطلبة على التعلم، كما أن اقتراب المعلم من الطالب والتواصل المستمر مع ولي الأمر يساعد في التعرف على قدرات الطلاب واكتشاف أيضًا مواهبهم، ويؤكد نصر أن طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة يتمتعون بمهارات وقدرات عالية قد تفوق زملاءهم العاديين. وقال: معلم التربية الخاصة عليه دور رئيس في اكتشاف القدرات الكامنة لدى الطلاب وتوجيههم إلى أفضل السبل لتطويرها، عبر متابعة أنشطة الطلاب، خاصة أن الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة عندما يعرض موهبته على الآخرين، ويتقبلونها حتى يصل إلى نتاجات موهبته كأن يلقي قصيدة شعر أو يؤلف قصة قصيرة أو يرسم لوحة فنية فإن الطالب يشعر بقدرته ويتباهى بها وتزداد ثقته بنفسه وفي المجتمع الذي يعيش فيه، لأن المجتمع اعترف بقدراته ويطالب نصر بأن تسارع الأندية والمؤسسات باكتشاف هذه الفئات من الطلاب والتواصل مع إدارات ومعلمي المدارس لتنمية مواهب هؤلاء الطلاب. وأشار إلى أن أسر هؤلاء الطلاب لابد وأن يشعروا الطالب بموهبته ويحتضنونها بأن يشجعوه ويوجهوه إلى الجهات المتخصصة كل حسب إعاقته وموهبته، كما أن المؤسسات لها دورها في هذا المجال من اكتشاف هذه الحالات لأننا كما ذكرنا هذه الفئات ليست قليلة، ولها قدرات يجب علينا تنميتها والاستفادة بأقصى قدراتها. كادر// توفير الأجهزة والوسائل المعينة أوضح محمد إبراهيم المرزوقي، مدير مدرسة الرواد بأبوظبي، أن مجلس أبوظبي للتعليم يقدم خدمات ذات جودة عالية لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء من ناحية الدعم الأكاديمي أو التواصل مع المجلس لتوفير الأجهزة والوسائل المعينة التي تساعد الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج مع زملائهم العاديين، كما أن المجلس وكذلك إدارة المدرسة وفروا دورات تدريبية للمعلمين، وتم تدريب المعلمين لكيفية التعامل وتعليم هذه الفئات من الطلاب. وأضاف: مع بدء عمليات دمج المعاقين في المدارس بدأت جهود مجلس أبوظبي للتعليم لرعاية هذه الفئات وتقديم الدعم الأكاديمي لهم، وأنشأ قسم جودة التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة وامتدت الخدمات لتشمل جميع المراحل الدراسية، وأصبح المجلس يقدم الدعم والخدمات التعليمية لـ 12 فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما شكل لجنة فنية لتوفير الأجهزة والوسائل المعينة لتقدم الدعم، ويتم تدريب معلمين متخصصين لرعاية هذه الفئة من الطلاب. مليار معاق عام 2015 على مستوى العالم يقول محمد نصر مدرس التربية الخاصة، إن هذا العصر شهد اهتماماً بالغاً بذوي الاحتياجات الخاصة، وأصبح هناك برامج لتأهيلهم ليصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم والاستقلالية في حياتهم، فكانت برامج الاكتشاف المبكر التي تبدأ قبل الولادة والبرامج التعليمية لهذه الفئات كذلك البرامج التأهيلية، سواء كانت اجتماعية أو مهنية وحسب آخر الإحصاءات نقترب على المليار معاق في عام 2015 على مستوى العالم أي بنسبة 10-15% من السكان، وأن 80% منهم من الدول النامية، ويبلغ عدد المعاقين في الدول العربية 60 مليون معاق، وهذه الإحصائيات تبين مدى القدرات التي يمكن أن نستفيد منها، فبدلا من إهمالها أو إساءة توجيهها بدأ الاهتمام على مستوى العالم وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية اكتشاف قدراتهم ومواهبهم واختلفت المسميات فبعد أن كانوا معاقين أصبحت الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ثم ذوي القدرات الخاصة إلى أن أصبحت أصحاب الحقوق الخاصة وكانت الخدمات تقدمها جمعيات خيرية تقوم على المساعدات الإنسانية والتبرعات فأصبحت مؤسسات حكومية تشرف عليها وزارة، وأصبحت الخدمات تصل إلى المعاقين في صور كثيرة، منها خدمات صحية في صور رعاية صحية خاصة ومتابعة مستمرة وخدمات تعليمية فكان منها دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس بعد تأهيلهم في المراكز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©