الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عباس يرحب بأفكار فرنسا لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل

عباس يرحب بأفكار فرنسا لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل
21 يونيو 2015 21:33

رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب استقباله في رام الله وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الأحد بأفكار باريس لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ عام. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مؤتمر صحفي مشترك مع فابيوس عقب اللقاء أن عباس أكد «تطابق الأفكار الفلسطينية والفرنسية» والتزام السلطة «بهذه الأفكار التي من شأنها العمل على إطلاق عملية السلام وبدء المفاوضات لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن مفهوم حل الدولتين»، مؤكدا على الاستعداد «لتقديم كل ما هو مطلوب منا كفلسطينيين لإنجاح الجهود الفرنسية».

من جهته، قال فابيوس إن هدف جولته في المنطقة «تقديم أفكار للبحث عن السلام والأمن»، مشددا على أن «القضية الفلسطينية-الإسرائيلية هامة جدا، ونريد البحث عن الأمن لدولة إسرائيل وفي الوقت نفسه يجب إعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة». وأشار فابيوس إلى أنه ناقش أفكار بلاده لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في مصر والأردن ومع ممثلي جامعة العربية على أن يعرضها لاحقا على المسئولين الإسرائيليين.

وأضاف «جئت لتقديم بعض الأفكار، والاستماع لردود الأفعال من الأطراف المعنية للمساعدة على استئناف المفاوضات للوصول إلى السلام، فالأطراف هي التي يجب عليها التفاوض، لذلك نعمل على استئنافها». وذكر الوزير الفرنسي أن أفكار بلاده تتضمن اقتراح مواكبة دولية للمفاوضات «سواء عبر مجموعة أو آلية معينة خاصة في الأمتار الأخيرة للمفاوضات» لتفادي فشل التجارب السابقة.

وحذر فابيوس من «الكثير من الانعكاسات والآثار على المنطقة والعالم إذا بقيت القضية الفلسطينية من دون حل وانعكاس ذلك سلبيا من خلال تنامي العنف والإرهاب وهذا ما يقلقنا جميعا». وأشار إلى الحاجة لقرار من مجلس الأمن الدولي فيما يخص الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي «لكنه ليس هدفا بحد ذاته»، مشددا على ضرورة الاستمرار في البحث عن حل لصنع السلام.

من جانبها، رفضت إسرائيل مشروع قرار ترعاه فرنسا من شأنه أن يضع موعدا نهائيا لانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية بوصفه «إملاء دوليا». وقال نتنياهو إننا «نرفض بشدة محاولات فرض إملاءات دولية علينا فيما يتعلق بالأمن والسلام». وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل محادثات مع فابيوس مقرره مساء اليوم الأحد أنه يمكن التوصل لاتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني عبر المفاوضات الثنائية فقط وليس عن طريق قرار يتم فرضه من مجلس الأمن الدولي.

ويحمل وزير الخارجية الفرنسي معه مشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي خلال جولته. وكان فابيوس قد أعلن في نوفمبر إنه إذا فشلت آخر محاولات لإحياء مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة فإن «فرنسا ستقوم بمسؤوليتها بالاعتراف فورا بدولة فلسطينية». وإذا نفذت فرنسا ذلك، فإنها ستكون أول دولة غربية كبرى تفعل ذلك بعدما اعترفت الحكومة السويدية بفلسطين في أكتوبر.

على الصعيد نفسه، وصفت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي خوتوبيلي المبادرة الفرنسية بالهدامة لأنها توهم الفلسطينيين بأنهم سيحصلون على مكاسب من المجتمع الدولي دون تقديم أي تنازلات. وأكدت خوتوبيلي في مقابلة مع صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية أنه من الواضح لمواطني إسرائيل أن الحوار المباشر بين الطرفين هو السبيل الوحيد لتسوية النزاع.

وأشارت نائبة وزير الخارجية في التصريحات التي أوردتها الإذاعة الإسرائيلية إلى أن القادة الفلسطينيين وبتشجيع من دول معيّنة يسعون منذ سنين لتدويل النزاع، ما ينطوي على مخاطر ليس بالنسبة لإسرائيل فحسب بل بالنسبة لهم أيضا. وشددت على أن أي قرار تتخذه الأمم المتحدة لن يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها عسكريا ما لم ينته الصراع ولكنه قد يزيد الأوضاع على الأرض تعقيدا.

وفي سياق كلمة ألقتها اليوم أمام مؤتمر القدس للقيادات الشابة قالت خوتوبيلي إن الفلسطينيين اختاروا نقل النزاع مع إسرائيل إلى الساحة الدولية ويوجد لذلك ثمن. وقالت إن أي زعيم إسرائيلي لن يستطيع أن يؤيد في المستقبل تقديم تنازل إقليمي إذ أنه ثبت على مدى العقود الثلاثة الماضية أن هذه الخطوة تؤدي إلى الإرهاب وليس إلى السلام. ورأت خوتوبيلي أن العبرة المستخلصة من عملية الانفصال عن قطاع غزة واضحة وهي أن خيار التنازل الإقليمي ليس مطروحا على طاولة السياسة الإسرائيلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©