الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا وروسيا.. تحالف ظرفي وتقاطع تكتيكي!

تركيا وروسيا.. تحالف ظرفي وتقاطع تكتيكي!
24 نوفمبر 2016 23:37
أسطنبول (أ ف ب) بعدما تسببت تركيا قبل سنة في أزمة خطيرة حين أسقطت طائرة حربية روسية، قامت بتقارب كبير مع موسكو التي باتت حليفاً ظرفياً لها في ظل تدهور علاقاتها مع الغرب. وأثار تدمير الطائرة الروسية فوق الحدود التركية السورية في 24 نوفمبر 2015 ومقتل طيارها، مخاوف من وقوع مواجهة بين البلدين بعد بضعة أسابيع على بدء التدخل العسكري الروسي في سورية. إلا أن الرئيسين التركي والروسي باشرا منذ يونيو الماضي عملية تطبيع بلغت ذروتها مع قيام رجب طيب أردوغان في أغسطس بزيارة لروسيا، تلتها في أكتوبر الماضي زيارة لفلاديمير بوتين إلى أسطنبول. وجرت المصالحة رغم الانقسامات الكبيرة القائمة بينهما حول الملف السوري، حيث يعتبر بوتين حليفاً أساسياً لبشار الأسد، فيما يدعم أردوغان المعارضة الساعية إلى إطاحته. لكن بمعزل عن النزاع السوري، جرى التقارب مع روسيا في وقت تشهد العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي اضطرابات، ويبدي أردوغان بانتظام استياءه حيال الانتقادات الأوروبية لوضع حقوق الإنسان في بلاده منذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو، وتعثر عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. ويرى الخبراء أنه بتقربه مجدداً من موسكو، فإن أردوغان يوجه رسالة إلى واشنطن التي تثير غضب أنقرة بدعمها القوات الكردية في سورية وترفض تسليمه الداعية فتح الله غولن الذي تحمله تركيا مسؤولية محاولة الانقلاب. وذكر «جان ماركو»، الأستاذ في معهد العلوم السياسية في غرونوبل والباحث في المعهد الفرنسي للدراسات حول الأناضول «أعتقد أن أنقرة في الوقت الحاضر تستخدم هذا التقارب في اتجاه روسيا لدعم موقعها مجدداً لدى الدول الغربية، وخصوصاً الأميركيين». وهو يعتبر أن التقاطع الحالي بين أنقرة وموسكو يبقى «تكتيكياً» قبل أي شيء آخر، ولا يعكس في المرحلة الراهنة انعطافة استراتيجية من تركيا يمكن أن تقود إلى قطيعة مع أوروبا أو حلف شمال الأطلسي. وتساءل الخبير «هل تركيا مستعدة للقبول ببقاء نظام بشار الأسد نهائياً، وإعادة توحيد قبرص أياً كان الثمن لإرضاء فلاديمير بوتين، والتخلي عن ترشيحها للاتحاد الأوروبي، والقبول بانتشار الطيران الروسي في قاعدة أنجرليك، أو اختيار النظام الروسي للصواريخ الدفاعية الذي لا ينسجم مع وضعها كعضو في الحلف الأطلسي؟»، مضيفاً: «هذا غير مؤكد إطلاقاً». كما أن المصالح الاقتصادية شكلت أيضاً عاملًا حاسماً خلف هذه المصالحة. وأفاد مدير مركز الدراسات الاقتصادية والعلاقات الدولية في أسطنبول «سينان أولغن»: بأن معاودة التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة كان بين الأهداف، وكذلك رفع العقوبات الروسية التي كانت لها وطأة سلبية على تركيا. ورفعت روسيا فعلياً العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على أسطنبول رداً على إسقاط طائرتها، وبينها منع رحلات «التشارتر» بين البلدين، وهو ما أدى إلى تراجع بنسبة 83 في المئة في عدد السياح الروس الذين يزورون تركيا. ووقع البلدان خلال زيارة بوتين إلى أسطنبول في أكتوبر على مشروع بناء أنبوب «تورك ستريم» الذي سيسمح لروسيا بنقل الغاز إلى تركيا ومنها إلى أوروبا تحت البحر الأسود. لكن «أولغن» لفت إلى أن التقارب بين أنقرة وموسكو «يجب ألا يفسر على أنه إعادة تمركز استراتيجي، لأن روسيا ليس لديها مكاسب مهمة تقدمها لتركيا للتعويض عن فقدان الروابط السياسية والأمنية والاقتصادية التي تصلها بالغرب». من جهته رأى «آيكان أردمير» من معهد الدفاع عن الديموقراطية ومقره في واشنطن، أن أردوغان الذي يأمل في إقرار نظام رئاسي وقد طرح مؤخراً إمكانية الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون برعاية بكين وموسكو، قد يقدم على هذه الخطوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©