الشارقة (الاتحاد)
يأخذ مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، في دورته الخامسة، ضيوفه الصغار في رحلة تقترب في مضمونها من جوهر الروح الإنسانية، لتخاطب المشاعر والحواس، في مشاهد بصرية شكّلتها عدسات الكاميرات السينمائية، ناسجة أجمل الأفلام التي تستعرض أوجه القصص الإنسانية والاجتماعية، والتي تترك أثرها الجميل في نفوس الصغار.
يقدّم المهرجان أربعة أفلام، تحمل مضامين إنسانية واجتماعية، تسرد قصصاً لشخصيات خيالية، وأخرى واقعية، تستعرض جميعها واقع العيش الإنساني، وتمثل ترجمة سينمائية مبتكرة، استند بعض المخرجين فيها على التقنيات الحديثة في الإخراج والموسيقى.
«النداء»
بفيلمه الصامت، المدرج ضمن قوائم أفلام الرسوم المتحركة القصيرة، يُمعن المخرج البلجيكي سيمون ميدارد، عبر أربع دقائق، في الذهاب إلى عوالم النفس البشرية، واستعراض خبايا الروح، وتجليات الوحدة الموحشة حين لا يتبقى غيرها، «النداء The Call» الذي يبحث في حياة شخص غريب، يعيش وسط مدينة كبيرة تمتاز باتساع شوارعها وارتفاع مبانيها، يُغرقُ نفسه في أفكاره التي تحول بينه وبين عالمه الخارجيّ، ويسعى جاهداً للخروج منها، فيلم يختزل في مضمونه عنوان كتاب الفيلسوف الفرنسي إميل سيوران «المياه كلها بلون الغرق»، فهل ينجح الشخص بالخروج من عالم أفكاره الموحش؟
«وردة حمراء»
وبجرأة في الطرح، وقفز عن المعوقات المجتمعية، تتطرق المخرجة والمسرحية السعودية آمنة بوخمسين إلى قضية المرأة في المجتمع كواحدة من أبرز القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها، حيث تحاكي بفيلمها «وردة حمراء» الذي يعرض للمرّة الأولى، ظروف المرأة في ظلّ المجتمعات التي تفرض عليها قيوداً، وتتجاوز أدوارها الحاسمة في صناعة الواقع الإنساني، من خلال أربع دقائق، معتمدة في أسلوب صناعتها على تقنية الرسوم المتحركة، في أولى تجاربها السينمائية، حيث سبق لها وأخرجت مسرحيات عدة، منها «دوران» و«سيد أكس».
«آنو وآجي»
في صراع حاد بين واقع الحياة، وسباق الوقت، تأخذ حياة الطفلة «آنو» ذات الـ16 ربيعاً منعطفاً حاداً، بعد تعرّض حياة جدتها «آجي» لوعكة صحية، نتيجة سقوطها، لتصبح طريحة الفراش، هنا تحاول آنو البحث عن طرق لمعالجة الواقع الذي ألمّ بها، وتبحث عن حلول للتعامل فيها مع فقدان خصوصيتها، والابتعاد عن الضغط الذي تتعرض له نتيجة رعاية جدتها، ما يؤدي إلى إصابتها بالإحباط، نتيجة عدم مبالاة المحيطين بها، لتبدأ رحلة الفيلم الذي يمتد على مدار 20 دقيقة، ضمن قوائم الأفلام الدولية القصيرة. ويعتبر فيلم «آنو وآجي»، باكورة إنتاجات المخرج الهندي شريش تومار، الدارس لمفاهيم السينما، ليوظّفها لاحقاً بمشاريع بصرية ناجحة.
«المقعد الفارغ»
«الازدحام الذي نشهده في العاصمة جعلنا نسعد إن وجدنا مقعداً خالياً»، عبارة تختزل في مضامينها تشبيهات كثيرة، في الفيلم القصير «المقعد الفارغ» للسورية مايا عبود، الذي يستعرض على مدى خمس دقائق، قصة الصبي تيسير، الذي ترك دراسته وتحوّل إلى البيع في الشوارع من أجل تأمين لقمة العيش، ووسط انشغالاته بالبيع داخل إحدى الحافلات ليتفاجأ بصوت صديقه يدعوه للجلوس بأحد المقاعد الخالية، لكنه يضطر للنزول من الحافلة وسط دهشة الجميع بلا أي تفسير. واعتمدت عبود في صناعته على تقنية الرسوم المتحركة، لتنقل الأحداث بطريقة سلسلة، بما يخدم بنية النصّ وتراكيب الحبكة الفنية.
عدد اليوم
