الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حادثة خليج المكسيك ترغم شركات نفط على إعادة النظر في إجراءات السلامة

17 سبتمبر 2010 21:29
قالت كبريات شركات النفط العالمية إنها تعيد النظر في إجراءاتها بشأن السلامة في أعقاب تقرير «بي بي» (مجموعة النفط البريطانية) الداخلي الذي تطرق الى أسباب تسريب نفط خليج المكسيك، كما أثار التقرير جدلاً واسعاً عن الأسلوب الذي تعمل به صناعة النفط عموماً. ونشرت «بي بي» مؤخراً نتائج تحقيقها الداخلي في حادثة بئر ماكوندو بخليج المكسيك والذي وقع في شهر أبريل الماضي الذي تضمن 25 توصية قالت إنها تشكل أهمية في صناعة النفط. وتعنى هذه التوصيات في المقام الأول بتشديد إجراءات فحوص الآبار وتفسيرها وتعزيز ضمان موانع الانفجار (مجموعة الصمامات التي أخفقت في بئر ماكوندو) والمركبة على قاع البحر والمصممة لمنع تسرب النفط والغاز، ومراقبة الآبار واختبار قوة التماسك والمواد اللاصقة وفحص منصة الحفر وتفتيشها. وقال مسؤولون في شركات منافسة إنهم سيدرسون التوصيات من أجل تطوير أدائهم، وستعمل الضوابط الداخلية الأكثر صرامة وإجراءات المراقبة ووضع القواعد التنظيمية على زيادة التكاليف التي تواجه المشغلين. كما قال محللو صناعة النفط إن شركات أصغر في قطاع النفط عزفت بالفعل عن الاستثمار في خليج المكسيك، وتدرس بعض الشركات إما أن تسهم في عقود تأمين مشتركة أو أن تندمج مع شركات أخرى أو أن تتحول الى مجال العمليات البرية التي شهدت نمواً كبيراً في ظل ازدهار اكتشافات الغاز الصخري. وقال جاري آدمز نائب رئيس فريق النفط والغاز الأميركي في مؤسسة ديلوت الاستشارية إن التكاليف الباهظة التي تتحملها بي بي جراء التسرب النفطي والتي بلغت 8 مليارات دولار جعلت شركات التشغيل الصغيرة تخشى من التورط في حوادث من هذا القبيل، ويضيف أن ذلك سيدعو الى توجه العديد من شركات قطاع النفط الى الاندماج. ويمثل مجال التعهيد، والمتمثل في قيام شركات خدمات مثل ترانسوشن مالكة ومشغلة حفار ديبووتر هورايزن الذي استأجرته «بي بي» بالعمل في الآبار، أحد المجالات التي قد تشهد تغيرات، إذ تزايد لجوء كبريات شركات النفط الى تعهيد مزيد من الأعمال بمرور السنين كوسيلة لتقليل التكالف، ولكن حين تبين أن «بي بي» هي التي ستتحمل مسؤولية حادثة التسريب في نهاية المطاف، فإن بعض الخبراء يقول إنه حان الوقت الآن لكبريات الشركات أن تطور مهاراتها وتزيد اعتمادها على ذاتها بدلاً من الاستعانة بخدمات الآخرين. في ذلك يقول انطوني لوبو رئيس قسم النفط والغاز في مؤسسة كيه بي إم جي الاستشارية: “إن طريقة استخدام مقاول من الباطن وتوقيته يعتبران مثار جدل دائم في الصناعة. ومن المرجح أن الأحوال الراهنة قد زادت أهمية ذلك الشأن وخصوصاً إن رأت شركات النفط أن استعادتها لهذه المهارات وعدم اعتمادها كلياً على مقاول فرعي سيزيد من سيطرتها على الأعمال”. وهناك خبراء آخرون يحتجون بأن العلاقة بين المشغلين وشركات الخدمات ستظل قوية نظراً لأن كبريات الشركات تزيد من جهودها لتحفيز وتنشيط البحوث لدى موردي خدماتها المفضلين. كما يقول جافين بيفوي خبير العمليات البحرية لدى مجموعة إن إي إس للخدمات الهندسية إن شركات النفط ترعى شركات الخدمات لكي تحصل على التكنولوجيا منها. كذلك فإن عمليات المشاركة بين شركات النفط التي تكون فيها إحدى الشركات هي المشغل الرئيسي وتشرك معها شركاء أصغر تخضع حالياً للدراسة. إذ تعتبر مشاركة المشاريع هذه سبيلاً الى تقليص المخاطر المالية والسياسية. غير أن شريكي «بي بي» الأصغر في بئر ماكوندو وهما اناداركو بتروليم وميتسوي اليابانية تتنصلان من مسؤولية دفع جزء من تكاليف إزالة التسريب بحجة أنهما تركا إدارة العملية الى «بي بي»، غير أن «بي بي» ترى أنه يتعين عليهما الإسهام في تلك التكاليف. ويقول خبراء: “إن المشاركة باتت مشكلة متفاقمة إذ تقول الشركات إما أن تحصل على تأمين شامل أو أن يكون لها رأي دقيق في كل ما يجري على الحفار”. وقالت إحدى كبريات شركات النفط إنها تعيد النظر وتشدد شروط عقود شراكة حرصاً على عدم وجود أي لبس في حالات الحوادث. ومن المرجح أن تتسبب المخاوف من مخاطر المشاركة في إبطاء مشروعات جديدة وقد تؤخر الجديد من الاتفاقات عالمياً. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©