الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الاحتجاجات تباغت روسيف وبلاتر والمونديال

الاحتجاجات تباغت روسيف وبلاتر والمونديال
20 يونيو 2013 22:49
ريو دي جانيرو (د ب أ) - لم يكن أحد ينتظر ذلك. الاحتجاجات التي استعرت في جميع مناطق البرازيل خلال بطولة كأس القارات، التجربة الأخيرة قبل مونديال 2014، باغتت الحكومة والسياسيين والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). كل شيء بدأ خلال الأسبوع الذي سبق انطلاق البطولة، بمظاهرات في ساو باولو، ضد زيادة في أسعار تذاكر الحافلات. اعتقد الجميع أن الأمر يتعلق بحادثة منفردة ومحلية. بعد ذلك، وعشية افتتاح بطولة كأس القارات، بدأت في برازيليا احتجاجات ضد النفقات الباهظة من الأموال العامة لتنظيم الحدث ومونديال 2014 . وأكدت السلطات «إنهم أقلية» في إشارة إلى المحتجين، لكن الهتافات ضد الرئيسة ديلما روسيف من جانب 60 ألف مشجع حضروا المباراة الأولى للمنتخب البرازيلي في برازيليا يوم السبت الماضي، أوضحت تماما أن أمرا ما بالفعل لا يمضي بشكل جيد. وفي الأيام التالية، كما يوضح المحلل السياسي كلوفيس روسي، انتقلت صافرات الاستهجان في الملعب الوطني ببرازيليا “إلى الشارع”، وتحولت إلى موجة من السخط انتشرت كالنار في الهشيم بجميع أنحاء البلاد. وليست روسيف الهدف الوحيد، لكنها دون شك الأكثر تأثرا بالاحتجاجات التي تعكس حالة من عدم الرضا المتزايد من جانب الشعب تجاه سياساتها، التي يحملها المتظاهرون المسؤولية عن تراجع النمو الاقتصادي وتراجع مستوى الخدمات العامة في بلد يستثمر ملايين الدولارات في بناء استادات ومرافق أخرى للمونديال. وبلغت الاحتجاجات أوجها عندما اجتذبت المظاهرات التي تمت الدعوة إليها عبر الشبكات الاجتماعية ربع مليون شخص على الأقل من شمالي البلاد إلى جنوبها، وتضمنت اقتحام البرلمان الوطني في برازيليا، والمحلي في ريو دي جانيرو. وسيدفع هذا الوضع روسيف ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جوزيف بلاتر إلى تقاسم نفس “المركب” خلال 12 شهرا متبقية على المونديال، وفي حالة عدم وجود مخرج للوضع الحالي، سيكون عاما صعبا وطويلا على روسيف وبلاتر، الذي راهن بكل شيء على الاحتفالية الشعبية التي سيعنيها تنظيم الحدث في “بلد كرة القدم”، ولذلك تسامح بصبر مع التأخر في تنفيذ بعض الأعمال، والتوترات التي وقعت مع حكومة البلاد فيما يتعلق بالتنظيم. وبوغت السويسري ليأتي رد فعله متمثلا في جملة مثيرة للجدل، حيث أكد أن “كرة القدم أقوى من عدم رضا الناس”، معتبرا أن المتظاهرين “يستغلون منصة كرة القدم ووجود الصحافة الدولية من أجل إبراز بعض الاحتجاجات”. قد يكون ذلك صحيحا، لكن الصحيح أيضا أن مونديال 2014 سيكون فرصة أفضل للساخطين من أجل إيصال صوتهم وتكرار مطالبهم بأن يتمتعوا في البرازيل بـ”صحة وتعليم من مستوى الفيفا”، من بين أمور أخرى. بالنسبة لروسيف، التي ورثت عن سلفها لويس إناسيو لولا دا سيلفا مهمة تنظيم كأس العالم، بدأ مونديال البرازيل 2014 يتحول إلى كابوس، ولا سيما مع تزامنه مع حملة الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2014، التي ستسعى خلالها لولاية ثانية، لكن البرازيل لا تزال “بلد كرة القدم”، ولا أحد يمكنه استبعاد تحول السخط الشعبي إلى احتفالية في حالة تمكن منتخب البلاد بقيادة مدربه لويس فيليبي سكولاري من تحقيق حلم إحراز كأس العالم للمرة السادسة في 2014 . لذا قد يكون مستقبل روسيف والزعماء السياسيين البرازيليين الحاليين بين أيدي أو أقدام النجم نيمار و”فيليباو” سكولاري. روسيف تشيد بالاحتجاجات برازيليا (رويترز) - قالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف، إن الاحتجاجات الواسعة التي اجتاحت البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية، تمثل دعوات مشروعة إلى تحسين الخدمات العامة وإلى إدارة أكثر استجابة لحاجات الشعب. وبعد أن شارك أكثر من 200 ألف برازيلي في مسيرات في أكثر من ست مدن في أنحاء البلاد، قالت روسيف إن حكومتها تبقى ملتزمة بالتغيير الاجتماعي، وإنها تصغي باهتمام إلى الشكاوى الكثيرة التي رفعت أثناء المظاهرات. وقالت روسيف في كلمة أذيعت تلفزيونيا في برازيليا يوم الثلاثاء: البرازيل استيقظت أكثر قوة اليوم، حجم المظاهرات يظهر حيوية ديمقراطيتنا وقوة صوت الشارع وحضارية شعبنا.” نيمار يريد بلاده أكثر عدلاً فورتاليزا (رويترز) - أبدى نيمار مهاجم البرازيل تأييده للمحتجين الذين اندفعوا في شوارع البلاد خلال الأيام القليلة الماضية للمطالبة بمكافحة الفساد وزيادة الإنفاق على الصحة والأمن والمواصلات. وكتب نيمار في صفحته على موقع فيسبوك على الانترنت “أنا برازيلي وأحب بلدي. عائلتي وأصدقائي يعيشون في البرازيل. لذلك السبب أريد أن تكون البرازيل أكثر عدلاً وأمناً وصحة ونزاهة”. وأضاف “الطريقة الوحيدة التي يمكنني تمثيل البرازيل والدفاع عنها تكون في أرض الملعب وبلعب كرة القدم. من الآن فصاعدا سأدخل إلى أرض الملعب وقد ألهمتني هذه الحركة”. وكتب نيمار رسالته بعد وقت قصير من مباراة فريقه ضد المكسيك في كأس القارات لكرة القدم حيث سجل هدفا وصنع آخر بطريقة رائعة ليفوز فريقه 2-صفر. وأضاف “أشعر بالحزن لما يحدث في البرازيل. كانت لدي أيضا ثقة في أنه ليس من الضروري أن يصل الأمر إلى حد النزول للشوارع للمطالبة بتحسين خدمات المواصلات والصحة والتعليم والأمن وكلها التزامات على الحكومة”. وتابع “عمل والداي بجهد كبير لكي يوفرا لي ولشقيقي الحد الأدنى من جودة الحياة. اليوم وبفضل النجاح الذي حققتموه لي.. ربما يبدو هذا غريبا بعض الشيء من جانبي لكنه ليس كذلك.. لكي أحمل لواء الاحتجاجات التي حدثت في عموم البرازيل”. بيكنباور مندهش من الاحتجاجات برلين (د ب أ) - أكد أسطورة كرة القدم الألمانية فرانز بيكنباور أنه مندهش بسبب المظاهرات الحاشدة التي تشهدها البرازيل حاليا خلال بطولة كأس القارات. ونقلت صحيفة “بيلد” الألمانية أمس عن بيكنباور قوله: إن صور الاحتجاجات تفاجئني حقا. فلا يوجد بلد في العالم يحب كرة القدم بقدر البرازيل. وتوجه بيكنباور أمس إلى البرازيل لحضور منافسات كأس القارات هناك. وكانت مظاهرة سلمية تحولت إلى العنف أمس الأول قبل مباراة البرازيل الثانية بالبطولة أمام المكسيك في مدينة فورتاليزا. وقال شهود عيان إن عددا من الأشخاص أصيبوا خلال هذه الأحداث، فيما ألقت الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين كانوا يلقون الحجارة. كما كان مقرراً أن تخرج أمس مظاهرة جديدة في ريو دي جانيرو تنتهي مسيرتها أمام مبنى بلدية المدينة الذي يقع على مسافة كيلومترات قليلة من استاد “ماراكانا”. وتوقع جيروم فالكه السكرتير العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن تكون المظاهرة حاشدة وقال: “إنه موقف مؤسف بالنسبة لكل من له علاقة بالأمر.لا يوجد أحد سعيد بالوضع الراهن”. أكد أن الملاعب والبنى التحتية «إرث للمستقبل» بلاتر: لم نجبر البرازيل على تنظيم المونديال ريو دي جانيرو (د ب أ) - انتقد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منظمي موجة الاحتجاجات التي تشهدها البرازيل حاليا، بالتزامن مع كأس القارات التي تستضيفها البلاد قبل كأس العالم في العام المقبل، وذكر أن “البرازيل طلبت” تنظيم البطولة. وقال بلاتر في مقابلة حصرية مع قناة (جلوبو) التليفزيونية البرازيلية بثت الثلاثاء الماضي: «ليس عليهم استخدام كرة القدم للإعلان عن مطالبهم. البرازيل طلبت (تنظيم) كأس العالم. نحن لم نجبر البرازيل على كأس العالم». وأكد بلاتر أنه يتفهم «أن الناس غير سعداء»، لكنه حاول تبرير النفقات العامة المرتفعة المخصصة لتنظيم الحدثين، في بلد يواجه أوجه قصور عديدة في قطاعات أساسية مثل الصحة والتعليم والنقل. وقال «إنهم (البرازيليين) يعلمون أنه من أجل تنظيم بطولة كأس عالم جيدة، بالطبع عليهم بناء استادات. لكننا نقول إن ذلك ليس فقط لكأس العالم. إلى جانب الاستادات هناك بنى تحتية أخرى: طرق وفنادق ومطارات.. كل ذلك إرث للمستقبل». وكشف رئيس الفيفا أن موجة الاحتجاجات كانت أحد الموضوعات التي تم التطرق لها خلال العشاء الذي جمعه مساء الاثنين مع وزير الرياضة البرازيلي ألدو ريبيلو، لكنه لم يشر إلى تفاصيل ذلك اللقاء. وقال «لقد تحدث عن هذا. لكن هذا أمر على الحكومة إدارته والسيطرة عليه. ليس مسألة تتعلق بالفيفا. الأمر الوحيد الذي يمكنني قوله هو أن كرة القدم الجميلة والاستادات الممتازة التي نقدمها موجودة لتقديم المتعة وخلق الإثارة». على جانب آخر، تحدث بلاتر عن استهجان أكثر من 60 ألف شخص ضد الرئيسة ديلما روسيف خلال افتتاح كأس القارات السبت الماضي على الاستاد الوطني في برازيليا، وهذه المرة لام رئيس الفيفا على الجماهير تصرفها، وطالب بـ«الاحترام» و«اللعب النظيف»: «طلبت احترام رئيسة الدولة. يمكنهم الصفير ضد رئيس الفيفا، ذلك لا يهمني، لأن رئيس الفيفا قد يعجب الناس وقد لا يعجبهم. لكن رئيسة الدولة كانت هناك، وقد رجوت من أجل الاحترام واللعب النظيف. لها وليس لي». من جانب آخر، قلل رئيس الفيفا من أهمية مشكلات التنظيم التي شهدتها بطولة كأس القارات منذ انطلاقها، وأعرب عن اقتناعه بأن البرازيل «مستعد» لتنظيم مونديال 2014 . وقال بلاتر «عندما ينظم حدث مثل كأس القارات، من الطبيعي أن تكون هناك بعض مشكلات تحتاج إلى الحل»، مؤكدا أنه في بلد مثل البرازيل، به 200 مليون نسمة، «من الطبيعي أن تكون هناك بعض الاختناقات، بعض المشكلات المرورية». وأضاف رئيس الفيفا «هذا شيء يجب أن يحل داخل البرازيل وداخل المدن المستضيفة»، معتبرا في المقابل أن بداية بطولة كأس القارات كانت ناجحة. وقال «لقد أقيمت أربع مباريات فقط حتى الآن. يمكنني القول إن الملاعب رائعة. لقد انبهرت بماراكانا الجديد وباستاد برازيليا. كرة القدم كانت جذابة، وشاهدنا مباريات متميزة». تظاهرات في فورتاليزا وقوات خاصة لتأمين حماية الملاعب البرازيل تهتف: البروفيسور أهم من نيمار فورتاليزا (ا ف ب) - نشرت البرازيل قوات خاصة من الشرطة لحماية منشآت كأس القارات 2013 لكرة القدم، بعد الاحتجاجات العنيفة التي تجددت أمس الأول وهذه المرة في فورتاليزا، حيث تجمع حوالي 10 آلاف متظاهر بعضهم يحمل العلم البرازيلي على بعد 3 كيلومترات من ملعب كاستيلاو الذي كلف تجديده بهدف استضافة كأس القارات ومونديال 2014 حوالي 180 مليون يورو، وذلك بحسب صحفيي وكالة “فرانس برس”. «كل شيء هادئ في الوقت الحالي»، هذا ما نقله الصحفيون عن الشرطة التي انتشرت بشكل مكثف من أجل تأمين محيط الملعب حيث منعت السيارات من الدخول إلى منشآته باستثناء تلك التي تحمل تصريحا خاصا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، لكن الهدوء لم يدم طويلا إذ سرعان ما بدأ المتظاهرون برمي الحجارة على الشرطة التي ردت بالقنابل المسيلة للدموع وبالرصاص المطاطي، ما أدى إلى إصابة أحد المتظاهرين في عينه فيما نقل آخر على حمالة. «برازيل، استيقظي، البروفيسور أهم من نيمار»، هذا ما صرخ به المتظاهرون في إشارة منهم إلى نجم المنتخب البرازيلي نيمار الذي انتقل إلى برشلونة الإسباني مقابل مبلغ قدر بـ57 مليون يورو. واهتزت البرازيل باضخم تظاهرات اجتماعية منذ 21 سنة، دامت الاثنين الماضي أكثر من سبع ساعات في عدة مدن، خصوصا في ريو دي جانيرو التي عرفت مشاهد حرب عصابات. وهذه أكبر تحركات منذ 1992 التي حصلت ضد حكومة الرئيس السابق فرناندو كولور دي ميلو، المستقيل خلال محاكمته السياسية أمام مجلس الشيوخ. ويحتج المتظاهرون على ارتفاع أسعار النقل العام ونفقات تحضير مونديال 2014 وأخذت الاحتجاجات في بادئ الأمر طابعا سلميا لكن سرعان ما أصبحت عنيفة ما دفع القيمين على الأمن إلى إرسال أفراد من القوة الوطنية، وهي فرع نخبوي من الشرطة الفدرالية مختص بمكافحة الشغب، إلى المدن الست المضيفة للبطولة (فورتاليزا وريو دي جانيرو وسالفادور دي باهيا وبيلو هوريزنتي وريسيفي وبرازيليا) بحسب وزارة العدل. «نحن نتظاهر لأن الأموال التي أنفقت على الملاعب يجب أن تنفق في التعليم والصحة»، هذا ما قاله المتظاهر الشاب ماتيوس دانتاس (18 عاما). وقد أعلنت بلدية فورتاليزا أمس الأول عطلة رسمية في المدينة من أجل تخفيف زحمة السير وقد تمت الاستعانة بستة آلاف شرطي إضافي تابعين لولاية سيارا التي تشكل فورتاليزا عاصمتها، ونصحت البلدية المشجعين باستخدام وسائل النقل العام والحافلات التي ستنقلهم إلى الملعب مجانا. وبدأت التظاهرات الجدية اعتبارا من الاثنين حيث تجمهر سلميا في بادئ الأمر نحو 100 متظاهر في ريو دي جانيرو قبل أن تأخذ الأمور مسارا عنفيا مع حلول الليل. واشتبك متظاهرون ورجال شرطة أمام الجمعية التشريعية، وأطلقت مجموعة منهم الأسهم النارية على الشرطة وأضرمت النار في سلال القمامة وأحرقت سيارة، في وقت صرخ متظاهرون آخرون: «لصوص! لا للتخريب!».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©