الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا: انتخابات الأُسر الرئاسية

20 يونيو 2015 23:55
يخوض السباق الرئاسي الأميركي رسمياً الآن مرشح من أسرة بوش وآخر من أسرة كلينتون، وقد يواجهان أحدهما الآخر في نهاية المطاف. والسؤال هو: هل تناسب حكومات الأسر أقوى ديمقراطيات العالم؟ خبرة الديمقراطيات الأخرى في هذا الشأن ليست مشجعة. ففي الأسر السياسية القوية، غالباً ما يكون الجيل التالي أضعف أداءً من الأجيال السابقة. والأسر السياسية ليست سيئة دوماً؛ ولنأخذ مثلا الفلبين التي ربما تكون أكثر الديمقراطيات اعتماداً على الأسر حيث يأتي 70% من المشرعين من أسر سياسية عريقة. وفي ورقة بحثية عام 2012 بشأن النظام السياسي الفلبيني كتب رونالد ميندوزا وزملاؤه: «الأسر السياسية تتيسر لها الآفاق الزمنية الممتدة للإصلاحيين، ما يمكنهم من التخطيط وتطبيق سياسات أهدافها طويلة الأمد. والسياسيون أصحاب مدة الولاية الأقصر يذعنون عادة للمطالب الشعبوية ويعرضون عن الإصلاحات الصعبة والضرورية التي تؤتي أُكلها مستقبلاً وهي حاسمة للنمو المستدام والقوي والشامل. وقد تكون لدى الأسر السياسية حوافز تتعلق بإرثها، وهو ما يرتبط بالنتائج الإجمالية في فترات ولايتها. ومن ثم، فكلما طالت فترة ولاياتها مالت للاهتمام بالنتائج طويلة الأمد. وسياسيو الأسر الذين يسعون لجني الثمار ربما يحفزهم أيضاً تفعيل إصلاحات قد تتمخض عن نمو اقتصادي كبير ومستدام في فترات ولايتهم، عندما يدركون الفوائد المالية لتبني سياسات واستراتيجيات تستهدف تحقيق النمو». وبعبارة أخرى، فإن السياسيين الذين يمثلون جزءاً من أسرة يرسمون استراتيجية لفترة طويلة لأنهم يكترثون باسم العائلة ومستقلبها السياسي. ورغم أنهم يضيفون رصيداً لأسرهم أثناء عملهم فإنهم ربما يراعون بشكل أفضل ناخبيهم أيضاً. لكن نتائج الحكومة الأسرية في الفلبين ليست ممتازة إلا نادراً. فالأسر تحكم عادة في مناطق فقيرة نسبياً وتعاني من عدم المساواة. وربما يكون من الأسهل للآلات السياسية الراسخة أن تفوز في مثل هذه المناطق، وقد يساهم حكم الأسرة أيضاً في تحقيق نمو أبطأ. وفي كثير من البلدان هناك أسر قوية، والزعماء الحاليون لا يجلبون الكثير من المجد لأسرهم. والعام الماضي في الهند على سبيل المثال خاض راؤول غاندي ابن حفيد أول رئيس وزراء للهند، جواهر لال نهرو، حملة انتخابية ضعيفة ومني بهزيمة سهلة على يد ناريندا مودي الذي يريد إنهاء سلطة أسرة نهرو وغاندي. و«لي هسين لونج»، ابن «لي كوان يي» أول رئيس وزراء لسنغافورة الذي تمتع باحترام كبير على مستوى العالم، تولى السلطة لمدة 11 عاماً، لكن في آخر انتخابات عام 2011 كان أداء حزبه هو الأسوأ في تاريخه. وفي ماليزيا كاد رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق، وهو من نسل رؤساء وزراء سابقين، يفقد السلطة عام 2013 بعد أن خسر تكتله الانتخابي التصويت الشعبي. ولولا تعقيد النظام الانتخابي الماليزي لما تمكن من تشكيل حكومة. والأرجنتين لن تذكر على الأرجح إلا فضائح فترة رئاسة كريستينا فرنانديز، أرملة الرئيس السابق نسطور كيرشنر. وفي الولايات المتحدة، تضعف سلطة الأسر منذ عقود. فبينما كان نحو 11% من المشرعين الأميركيين لهم أقارب سابقون في الكونجرس، في الفترة بين 1789 و1858، انخفضت هذه النسبة إلى أقل من 7% بعد عام 1966، كما أشارت ورقة بحثية لعالم الاقتصاد السياسي ارنستو دال بو. لكن كلما طالت المدة التي يشغل فيها السياسي المقعد في الكونجرس، زادت احتمالات انتهاء الحال بأحد أقاربه عضواً في الكونجرس، خاصة إذا كانت الحياة السياسية ضعيفة التنافسية في ولايته. وظهور الأسر السياسية ربما يمكن تعليله بالنموذج الملهم للمؤسسين وسجل ما قدموه من خدمات عامة وقائمة الأولويات التي تتجاوز الأجيال. وأشار «دال بو» إلى أن وجود الأسر السياسية ربما زاد من نسبة التمثيل السياسي للنساء في الولايات المتحدة. وهذا يتجسد في هيلاري كلينتون التي قد تبلغ قمة الهرم السياسي، وهي نتيجة جيدة بحد ذاتها. لكن وجود أسر سياسية يقلل التنافسية. ولا خطأ في وجود أفراد من أسر سياسية بارزة تريد خدمة بلادها. لكن لا خطأ أيضاً في وجود ناخبين يرفضون الحكومة ذاتية الاستمرار. ليونيد برشيدسكي * * كاتب روسي مقيم في برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©