الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسوأ عام للمسلمين الأميركيين

20 يونيو 2015 23:54
يعتبر شهر رمضان دائماً وقتاً للتأمل، وفرصة للتوقف واستعادة الطاقة، وكذلك أخذ قسط من الراحة بعيداً عن الوتيرة المنتظمة للحياة الروتينية. والإسلام يخص هذا الشهر بالصيام، ولذا فإنني وكثيرين غيري نفضل قضاء أمسيات هذا الشهر في المسجد. فالمسجد يعتبر مكان سلام بالنسبة لي. كما أنني أتناول وجبة الإفطار مع مختلف الجاليات المسلمة في المدينة. ومع المشاعر الجميلة التي أحملها للمسجد القريب مني، تابعت عن كثب قصة مجموعة من المتظاهرين المسلحين الذين نظموا مسيرة مناهضة للإسلام خارج مسجد «فينيكس» في الشهر الماضي. وقد حفز هذا الحشد المسلح حشداً دينياً للقيام بمظاهرة مناهضة حيث تحرك أشخاص من ذوي السمعة الطيبة لرفض خطاب الكراهية هذا والتأكيد على لغة «حسن الجوار». وقد نجح هذا الجهد في جذب الاهتمام الوطني، وأثار النشطاء للتحدث عن التضامن بين الأديان. ولكن على رغم ردود الفعل الإيجابية، فإن الخوف من أن تكون هذا بداية لاحتجاجات مماثلة ما زال يملأ قلبي. وما دام رمضان وقتاً للتأمل، إذن دعونا نتأمل ماذا يعني أن نكون مسلمين في أميركا اليوم. واستناداً على مجموعة من الأحداث وقعت بالفعل في 2015، فإن مجتمعنا يواجه أكثر بيئة عدائية سجلت منذ 11/‏9. لقد زاد عدد جرائم الكراهية التي ترتكب ضد أفراد الجاليات المسلمة والعربية والجنوب آسيوية بشكل ملحوظ. وهناك فصل متباين بين حرية التعبير وحرية ممارسة الشعائر الدينية دون خوف أو ترهيب: فالترهيب المتزايد وغير المسؤول يؤدي إلى أعمال عنف ضد الأقلية الضعيفة. ومنذ شهر يناير، رأينا مزيجاً من الخطاب السياسي المناهض للمسلمين وأجهزة عنيفة لإنفاذ القانون، ما يؤدي إلى جرائم عنف تتراوح بين عمليات التخريب الصغيرة والقتل المباشر. وقد خلق المرشحون السياسيون مناخاً من الخوف من خلال التحذير من الذهاب إلى «مناطق حظر إسلامية» غير موجودة، مستخدمين المسلمين الأميركييين كمشكلة سياسية جديدة مثيرة للجدل. كما يتهرب المسؤولون المنتخبون من واجبهم التمثيلي من خلال رفضهم لقاء الناخبين المسلمين الأميركيين في تكساس وأوكلاهوما. وكانت هناك أيضاً أعمال تخريب لا حصر لها: تهديدات للمساجد والجمعيات الإسلامية في سان دييجو وفينيكس وأميس، وإشعال النيران في مسجد هيوستن، ورسوم مسئية على جدران مدرسة إسلامية في ولاية «رود آيلاند». وقد شككت مقالات نشرت مؤخراً في الممارسات المشبوهة لاستراتيجيات مكافحة الإرهاب لمكتب التحقيقات الفيدرالي: مثل السعي وراء المخبرين، والإجبار بواسطة التعذيب، وخلق سيناريوهات وهمية لإحداث مكائد، وفي خضم ذلك لا يزال هناك الكثير من علامات الاستفهام حول إطلاق النار على رجل مسلم أسود تحت الرقابة من قبل قوة مكافحة الإرهاب المشتركة في بوسطن. وأين كان إنفاذ القانون عندما قام رجل أبيض من جورجيا بزرع قنبلة في منتزه المدينة من أجل زرع الخوف من المسلمين؟ والحال أن الخوف من الأذى والخسائر في الأرواح قد هز المجتمع المسلم الأميركي في الصميم: ويتجلى ذلك في القتل بأسلوب الإعدام لثلاثة طلاب جامعيين مسلمين أميركيين في «تشابل هيل»، بنورث كارولينا، وملاحقة مراهق مسلم في الشارع بعد مغادرته المسجد في كانساس سيتي، وإطلاق النار على لاجئ عراقي في دالاس، بينما كان يلتقط صورة لتساقط الثلوج. وإلى جانب الضحايا، هناك أفعال شنيعة تهدف إلى غرس الخوف مثل إطلاق 18 طلقة على منزل أسرة مسلمة في نورث كارولينا، وقيام مرشح سابق في الكونجرس بالتآمر لشن هجوم على حي المسلمين الأميركيين في نيويورك، علاوة على التجمع المسلح في أريزونا. إن شهر رمضان من الأشهر التي يقضي فيها المسلمون معظم أوقاتهم في المساجد، حيث يجتمع الرجال والنساء والأطفال في الأمسيات بعد الغروب، ويستمتعون بإحساس الرفقة، ويفطرون معاً ويؤدون صلوات التراويح والتهجد في وقت متأخر من الليل. وتخيل لو قام متظاهرون مسلحون وربما ممارسون للعنف بالدوران حول الكنيسة أثناء قداس عيد الميلاد أو خارج كنيس لليهود خلال الأيام المقدسة، فكيف سيكون الرد. كأمة، نحن نعلم بوجود هذه القضايا، حيث يقتنع 73% من الأميركيين أن المسلمين يواجهون قدراً كبيراً من التفرقة. إذن، فأين الخط الفاصل بين حقوق الناس في التظاهر وحقهم في ممارسة شعائر دينهم دون خوف أو ترهيب؟ ليندا سارسور* * ناشطة في مجال العدالة والحقوق المدنية بنيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©