«صحافة المواطن» تفوقت على صحافة «الهليكوبتر» في تغطية فيضانات باكستان

تحولت معظم وسائل الإعلام الرئيسية في باكستان إلى الاعتماد على مواقع صحافة المواطن من أجل متابعة وتغطية مجريات الفيضانات الأخيرة التي أتت على مناطق سكنية واسعة من البلاد وحصدت آلاف الضحايا. وشهدت منصة إلكترونية معروفة عالمياً وناشطة في مجال صحافة المواطن، قفزة واسعة في نشاطها بفضل إشراك أشخاص محليين محاصرين بالفيضانات ممن استطاعوا تزويد موقع المنصة بآخر تطورات الأوضاع من قلب الحدث، لكن من الواضح أن هذه القفزة في جزء منها يعود لأن مؤسس تلك المنصة هو صحفي باكستاني يدعى مدثر خان. وقال خان لموقع “جورناليسم دوت كو يو كي” البريطاني إن مراسلي منصة “سيتيزن آي” (Citizens Eye) قدموا أخباراً حقيقية وأصلية من قلب الحدث وهو ما لم تستطع توفيره أغلبية وسائل الإعلام الرئيسية التي اعتمدت بشكل رئيسي على “صحافة الهليكوبتر”. وذكر خان أنه بسبب الأضرار في البنى التحتية، لم يستطع كثير من الصحفيين الوصول إلى أماكن الفيضانات، “في حين كان لدينا نحن صحفيون مواطنون مسجلون لدينا من جميع أنحاء البلاد، وقد تلقينا منهم أخبارا وتحقيقات ميدانية”. وبلغ الأمر أن حصل الموقع على عقدين مع صحيفتين وطنيتين وعقد مع محطة تلفزيون ممن أبدوا اهتماماً بالاتصال بالصحفيين المواطنين والتحدث معهم كمصادر أخبار للحصول على تفاصيل إضافية. وحول ذلك، أضاف خان أنه “بعد أن حصلنا على إذن من مواطنينا الصحفيين في مناطق الفيضانات زودنا وسائل الإعلام بمعلومات تمكنهم من مقابلة المواطنين الصحفيين”. وأضاف “وفي هذا السياق فإننا أصبحنا، كسلك عامل في صحافة المواطنين، مصدر أخبار وسائل الإعلام الرئيسية”. وأشار إلى أن منصات صحافة المواطن مثل “سيتزين آي” كانت قادرة على تقديم تغطيات من زوايا مختلفة للكارثة التي حلت بباكستان. وكان من بين الصحفيين المواطنين العاملين مع موقع “سيتزين آي” مهندس باكستاني يدعى سعيد محمود، وهو يعمل مع منظمة إغاثة دولية في منطقة كوهستان التي كانت من أكثر المناطق تضرراً بالفيضانات. وقد استطاع محمود بفضل عمله الميداني ووصلة الإنترنت في هاتفه المحمول إرسال العديد من المعلومات والتحقيقات والصور من قلب الكارثة.