الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حبوب التخسيس».. حلم الرشاقة تبخره المخاطر الصحية

«حبوب التخسيس».. حلم الرشاقة تبخره المخاطر الصحية
17 سبتمبر 2010 20:50
يشكل الهوس بالحميات والريجيم هاجساً كبيراً لدى الناس في مختلف المجتمعات، ما دفع شركات عديدة إلى إغراق الأسواق بحبوب ومنتجات التخسيس التي تدعو المستهلكين لتناولها دون اضطرارهم لإنقاص كميات طعامهم أو تغيير نمطهم الغذائي أو حتى ممارسة الرياضة، وفي سبيل تحقيق وجني الأرباح الهائلة المقدرة بمئات ملايين الدولارات سنوياً أصبحت هذه الشركات تستغل المستهلك مدعية طبيعية منتجاتها وعدم وجود أضرار جانبية لها، غير أن الحقيقة المرة غير ذلك تماماً! كما يكشف هذا الحوار مع الصيدلانية الدكتورة هبة ديب. شكّل هوس الناس بالريجيم والرشاقة فرصة كبرى لشركات عديدة كي تستغل حاجة الناس إلى الرشاقة، فطرحت العديد من المنتجات “حبوب كبسولات”، بحيث تتوفر في الأسواق قائمة طويلة من هذه المنتجات والمستحضرات. الأنواع الثلاثة تنتشر هذه الآونة مجموعة كبيرة من مستحضرات الرشاقة، تشير إليها الدكتورة هبة ديب موضحة ماهية حبوب التخسيس ومستحضرات الرشاقة، وتقول: “هي مستحضرات طبية بعضها من أصل نباتي وبعضها الآخر عبارة عن مركبات كيميائية تلعب دوراً في مساعدة الجسم على التخلص من الدهون الزائدة فيه، كما أنها تنقسم لعدة أنواع إلا أنها جميعها تعتبر مستحضراً يركز على السيطرة على مراكز الإشباع في الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى عدم الإحساس بالجوع وبالتالي يضطر المستهلك إلى تناول كميات أقل من حاجته من الطعام فيبدأ الجسم بخسران وزنه تدريجياً. وهناك نوع ثان من هذه المستحضرات يقوم بعملية منع امتصاص الدهون في الأمعاء بعد تحويلها إلى مواد غير قابلة للامتصاص، مما يضطر الجسم إلى التخلص منها عن طريق البراز. أما النوع الثالث فهو مكتشف حديثاً ويتلخص دوره في تنشيط عملية حرق الدهون في الجسم عن طريق تحفيز الأنزيم الخاص بحرق الدهون”. تضيف ديب موضحة: “إن مستحضرات التخسيس المصرحة أو المسموح بها هي “ريداكتيل” من النوع الأول الذي سبقت الإشارة إليه، و”زينيكال” من النوع الثاني، وكل من “اكسل تو اس/ اكسبل فات/ سمارت دايت” وهي تنتمي للنوع الثالث”. العودة إلى الطبيب حول إمكانية تناول مستحضرات التخسيس بشكل عادي، أو ضرورة أن توصف عن طريق وصفة طبيبة تؤكد الدكتورة ديب: “نحن ننصح دائماً بالعودة للطبيب المختص قبل تناول أي مركب أو مستحضر أو دواء، خاصة وأن هناك فرقاً بين مستحضرات التخسيس الطبيعية- العشبية، وتلك المستحضرات الكيمائية المحضرة كأدوية مثلاً، فالمستحضرات العشبية أغلبها مأخوذة من أعشاب ونباتات معروفة منذ القدم وتأثيراتها الجانبية محدودة وهي آمنة غالباً على مستخدميها، كما أن وظيفتها تنحصر في زيادة معدل حرق الدهون في الجسم، أما المستحضرات الكيميائية فهي حديثة المنشأ ومثلها مثل أي دواء كيميائي آخر تتسم بوجود تأثيرات جانبية وخاصة إذا استخدمت دون الإلمام بحقيقة المستحضر عند إغفال قراءة النشرة المرفقة به، فتتأثر بذلك الفائدة المرجوة منها، ويشكل خطورة”. الحمية والرياضة عن مخاطر مستحضرات التخسيس تقول الدكتورة ديب: “ثمة مستحضرات مصرح بتداولها وتناولها كونها آمنة بشكل عام، خاصة إذا التزم متعاطيها بالنصائح المرفقة بالنشرة الخاصة بكل دواء ومع العودة للطبيب الخاص واستشارته في أمر الدواء ومدى صلاحيته له، كون الطبيب على علم تام بالتاريخ المرضي لهذا الشخص، ورغم كثرة الإعلانات من خلال التلفزيون والإنترنت حول مستحضرات التخسيس، إلا أن مصدر هذه المستحضرات يجب أن يكون الطبيب المختص وليس وسائل الدعاية والإعلام التي يقتصر دورها على جذب الناس إلى أنواع المستحضرات المتوفرة في الأسواق ومصادر الحصول عليها فقط”. وحول إذا ما كانت الحمية الغذائية أو الرياضة تعتبران بديلا مسعفاً عن مستحضرات التخسيس؟ تؤكد الدكتورة ديب: “هذه المستحضرات عامل مساعد للوصول إلى الأوزان المطلوبة ولكنها ليست بديلاً للحمية الغدائية الصحيحة والرياضة المناسبة، والطريق الأسلم للوصول إلى الهدف المنشود تكمن في الجمع المتوازن والمدروس بين المستحضر والحمية والرياضة”. آثار جانبية إن الأمراض والآثار الجانبية لا تأتي من مستحضرات التخسيس بحد ذاتها وإنما تأتي من عدم العلم بمدى فائدة المستحضر أو أذيته أو ربما سوء استخدامه، وأبرز بعض هذه الأعراض والآثار الجانبية بحسب ديب: “الصداع والغثيان والإحساس بالدوار وارتفاع ضغط الدم والإسهال وفقر الدم وازدياد معدل ضربات القلب والتوتر والقلق، وتختلف هذه الأعراض ومدى حدتها من شخص لآخر، علماً بأن حبوب التخسيس لا تحقق نتائج قياسية سريعة كما تدعي الإعلانات الخاصة بها، وإن حدث مثل هذا الأمر فهو يعد أيضا ظاهرة غير صحية فالأفضل دائما أن يكون فقدان الوزن تدريجياً دون أن يؤثر على صحة الشخص”. فيما ينصح الراغبون في شراء أو تناول مستحضرات التخسيس (خاصة وأن هناك أشخاصاً لا يعانون من سمنة حقيقية ولكنهم يستخدمونها) بعدم اللجوء إلى مستحضرات التخسيس إلا بعد مراجعة الطبيب، واللجوء أولاً إلى الحمية العادية والرياضة الصحيحة، فالدواء أياً كان لا يؤخذ إلا عند الضرورة، وما يمكن تحقيقه بدون دواء أفضل مما نحققه عن طريق الأدوية. خسارة الوزن العشوائية من شأن محاولة خسارة الوزن الزائد بطريقة عشوائية وغير مدروسة، أن تتسبّب بمضاعفات خطيرة للمرء هو بغنى عنها، ذلك أنّ وسائل التنحيف السريعة والتي تضمن التخلّص من كل الشحوم في مدة قياسية ليست سوى تجارة وتسويق بعيداً عن الطبّ وعلم التغذية، تتحوّل أحياناً نقمة الوزن الإضافي إلى مُعضلة الداء من جرّاء تناول عقاقير وحبوب تعمل على قطع الشهية وكبت الرغبة في تناول جميع أصناف المأكولات. فقد أشارت دراسة أسترالية أنّ مادة “الكروم” الموجودة في تركيب بعض أصناف حبوب التنحيف والتخسيس وفي حبوب بناء العضلات، قد تتحوّل إلى مادة مسبّبة للسرطان داخل الجسم، فالمفترض أن تُجرى العديد من الفحوصات الدقيقة للتأكّد من عدم احتواء هذه الحبوب على الكروم منعاً لتحويل المهووسين بإنقاص وزنهم إلى مرضى من حيث لا يدرون، بعيداً عن تناول العقاقير بشكل عشوائيّ، من المفضّل إتباع حمية غذائية صحية وممارسة الرياضة بانتظام، وحتى استشارة اختصاصي للمساعدة متى دعت الحاجة. الحبوب ليست الحل يقول البروفيسور جاريث وليامز أستاذ الطب في جامعة بريستول: “نحن نقوم بممارسة التمارين الرياضية بنسبة أقل مما كنا عليه قبل 10 إلى 15 عاماً مضت ونفشل في تقليل كمية الأكل لنخلق حالة موازنة، كما أننا نتناول الكثير من السكر والدهون، وحبوب التخسيس أو التنحيف وحدها ليست الجواب إلا في حالات نادرة جداً، وسوف تتسبب بفقدان كبير للوزن، وبعد فترة قليلة من الزمن تبدأ تفقد مفعولها، وهي لا تعمل إلا إذا استخدمت بوصفها إشارة البدء للقيام بممارسة التمارين الرياضية وإحداث التغييرات الغذائية اللازمة. كما أن الوصفة الطبية لعقاقير التخسيس (التي تعمل على المخ لتقليل الشهية) ينبغي أن تعطى فقط لأولئك الذين تكون حالتهم الصحية في خطر، كما أن أي شخص بكتلة جسم كبيرة جداً وعمره أقل من 28 ينبغي عليه أن يرفض هذه العقاقير، ولكنها وبالرغم من خطورتها متاحة على نطاق واسع عبر الإنترنت”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©