الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إيطاليا تودع الكاتيناتشيو وتبدأ عصر الكرة الهجومية

إيطاليا تودع الكاتيناتشيو وتبدأ عصر الكرة الهجومية
22 مايو 2006
نيكولاس ريجيللو
بيير ماينرت :
مرة أخرى يدخل المنتخب الايطالي ضمن الفرق المرشحة لتحقيق النصرفي كأس العالم وعلى الرغم من السمعة الطيبة التي حصل عليها من خلال الفوز بكأس العالم ثلاث مرات فإن المنتخب الايطالي (الازرق) يخيب أمال محبيه وعشاقه منذ وقت طويل وتحديدا منذ أن قاده باولو روسي إلى تحقيق انتصار غير متوقع في أسبانيا عام ·1982
وعادة ما ألقت الجماهير باللوم على سوء الحظ وخصوصا في المباراة التي جمعت منتخبها مع البرازيل في نهائي بطولة عام 1994 في الولايات المتحدة حيث خسرت إيطاليا بركلات الترجيح من نقطة الجزاء·
لكن الخبراء يرجعون ذلك إلى العروض المخيبة للآمال التي قدمها الفريق الايطالي في السنوات الأخيرة وخصوصا في كوريا الجنوبية واليابان في عام 2002 وفي كأس الأمم الأوروبية في البرتغال عام 2004 ويؤكدون أن ما حدث ما هو إلا مؤشرات دلت على حاجة الفريق إلى التغيير·
ويرى الكثيرون في مارتشيللو ليبي الذي تولي تدريب المنتخب الايطالي بدلا من مواطنه سريع الانفعال جيوفاني تراباتوني في أعقاب الكارثة التي منيت بها الكرة الايطالية في البرتغال هو الأنسب لقيادة الايطاليين في هذه المهمة·
وقال المدرب ازيليو فيتشيني الذي قاد المنتخب الايطالي في نهائيات كأس العالم التي استضافتها إيطاليا عام 1990 لوكالة الأنباء الألمانية 'ليبي مدرب على درجة عالية من الكفاءة ويتميز بفكره الخططي وقدرته على إشعال حماس اللاعبين· أنا متأكد أنه سيؤدي مهمته على خير ما يرام'·
هجوم شرس
وتحت قيادة ليبي ظهر الفريق الايطالي صلبا وحازما وجادا في أداء مبارياته وعبر التصفيات إلى النهائيات بعدما خسر مرة واحدة فقط أمام سلوفينيا صفر/1 ،وأظهر وجها جديدا بأداء هجومي ممتع من خلال مجموعة كبيرة من المواهب التي تجيد تسجيل الأهداف وجاء الفوز وديا على ألمانيا بالأربعة في مارس الماضي ليؤكد حجم مايملكه المنتخب الإيطالي من قوة هجومية بقيادة توتي وديل بييرو وجيلاردينيو ولوكاتوني وياكينتا وانزاجي·
ولأنه يدرك أن الحماس الزائد يمكن أن يكون خطيرا في بلد يتسم سكانه بدمهم الحار وعشقهم لكرة القدم إلى درجة الجنون يسعى ليبي أن يهدىء من التوقعات قبل حملته في كأس العالم عام 2006وعندما سئل ليبي إذا كان في مقدوره أن يحرز كأس العالم الرابعة لايطاليا في ألمانيا وذلك في مقابلة أجراها في الأونة الأخيرة مع صحيفة لا جازيتا ديللو سبورت اقتصرت إجابته على القول: 'لدي شعور إيجابي'·
ويقول فيتشيني: 'في ظل وجود لاعبين مثل فرانشيسكو توتي واليساندرو ديل بييرو ووصولهما إلى قمة العطاء ليس هناك أي سبب يجعل إيطاليا غير قادرة على الوصول إلى الدور نصف النهائي'·
وأضاف المدرب المعتزل 'وعندما تصل إلى هذا الدور تبقى المسألة مسألة حظ فإذا وقف إلى جانبك وصلت إلى المباراة النهائية'·
طريقة مختلفة
ووفقا لما يقوله إيتالو كوتشي وهو واحد من أبرز كتاب الأعمدة في الصحافة الرياضية المتخصصة في كرة القدم فإن المنتخب الايطالي الذي سيتوجه إلى ألمانيا سيكون مختلفا بطريقة أو بأخرى عما تعود الجمهور والنقاد على رؤيته·وقال كوتشي لوكالة الأنباء الألمانية: 'هذا الفريق يمتلك قوة ضاربة غير عادية في الهجوم لكن لسبب ما يعاني من خلل في الدفاع ولا يمكن الوثوق به'·
والأمر فعلا محير بالنسبة لبلد أنجبت اللاعب العالمي باولو مالديني واخترعت طريقة الترباس (الكاتيناتشيو) أو ما يطلق عليه دفاع المنطقة·وفي وقت ينعم فيه ليبي بوجود وفرة في المهاجمين أمثال توتي وديل بييرو وجالاردينيو الذين سيواجهون منافسة عنيفة من المهاجمين الشباب مثل مهاجم ميلان ألبرتو جيلاردينو ومهاجم فيورنتينا لوكا توني فإنه يعاني من قصور في المدافعين·
ولاشك أن وجود اليساندرو نيستا مدافع ميلان وفابيو كانافارو قلب دفاع يوفنتوس والحارس جانلويجي بوفون يمنح أي فريق المزيد من الثقة والخبرة لكن يبقى السؤال حول المدافعين الأقل شأنا والأقل شهرة مثل مدافعي باليرمو أندريا بارزاجلي وفابيو جروسو وكريستيان زاكاردو·
لكن اللافت أن هذا الأمر لا يقلق ليبي الذي يقول: 'باستثناء البرازيل والارجنتين نحن أقوياء مثل أي فريق آخر'·
وكما أشار كوتشي 'ليس هناك أي فرق استثنائية يمكن أن تفوز بكأس العالم وأفكر حاليا في الفريق الايطالي الذي فاز بكأس العالم عام 1982 في حين خرج الفريق الايطالي الذي كان رائعا من الدور الأول في عام ·'1966
الكرة والسياسة
عندما تولى المدرب مارشيلو ليبي مسؤولية تدريب المنتخب الايطالي لكرة القدم خلفا للمدير الفني السابق جيوفاني تراباتوني عقب إخفاق الفريق وخروجه المبكر من نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2004 بالبرتغال تفاءلت جماهير
المنتخب الايطالي 'الازوري' بأن ليبي سيعيد إليها ما فقده الفريق على مدار السنوات الماضية·
وجاء الفوز الذي حققه الفريق على نظيره الالماني 4/1 وديا في مارس الماضي ليضاعف من آمال جماهير الازوري في فوز فريقها بلقب كأس العالم· ولكن ليبي كان له رأي آخر قد يتعارض مع طموحات الجماهير الايطالية حيث قال ليبي 'أقوى الفرق هو المنتخب البرازيلي'·
وأضاف : 'لكنني قد أضع أيضا منتخبات الأرجنتين وإنجلترا وفرنسا وألمانيا ضمن المرشحين للفوز باللقب'·
فوز إيطاليا
وتحظى كرة القدم في إيطاليا بمكانة مرموقة لا توجد إلا في بلدان قليلة للغاية· وتنفرد إيطاليا بأنها الدولة الوحيدة التي يمتلك رئيس وزرائها السابق أحد أنديتها الكبيرة·
وكان سلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق قد اشترى نادي ميلان في عام 1986 وأطلق عليه اسم 'فورزا إيطاليا' أو 'تقدمي يا إيطاليا'·وجعل بيرلسكوني من هذا النادي أحد أنجح الأندية في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم منذ بدء العمل بالشكل الحالي للبطولة في موسم 1991/1992
وأشار البعض إلى أن بيرلسكوني يستخدم كرة القدم كآلة انتخابية· وكان بيرلسكوني قد صرح لبابا الفاتيكان قائلا 'كلانا يصدر فكرة رابحة·· أنت تقدم المسيحية· وأنا أقدم ميلان'·
ومما يبرز جنون إيطاليا بكرة القدم أيضا أن هناك ثلاث صحف رياضية يومية حيث تمثل كرة القدم شيئا هاما بالنسبة للايطاليين·
وكتبت الالمانية بريجيت شويناو المتخصصة في كتابات كرة القدم إن كرة القدم بالنسبة لايطاليا حاليا مثل قتال المصارع في حلبة ماكسيموس بالنسبة للرومان·وخصص منظمو بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا تسعة آلاف تذكرة لمشجعي إيطاليا تقسم بالتساوي على المباريات الثلاث التي يخوضها الفريق في الدور الاول أمام منتخبات غانا والولايات المتحدة وجمهورية التشيك·
واستحوذ الايطاليون المقيمون في ألمانيا على نصيب الأسد من التذاكر المخصصة لمشجعي إيطاليا· وقال خبير بالعاصمة الايطالية روما 'مشجعو إيطاليا ليسوا من السائحين المتميزين· وقد أصبحت كرة القدم رياضة المشاهدة التلفزيونية هنا'·
عقلية هجومية
وفي ظل الارتباط الكبير بين مباريات كرة القدم في إيطاليا والتلفزيون الايطالي هناك مقولة في إيطاليا تذكر أن 'بيرلسكوني يفوز دائما'· وتمتلك عائلة بيرلسكوني أكبر ثلاث قنوات خاصة في إيطاليا وتركز على فئة واحدة من البرامج وهي بث كل ما يتعلق بكرة القدم· وللمرة الأولى لن تستطيع محطة رأي التلفزيونية التابعة للحكومة الايطالية بث جميع مباريات كأس العالم لكرة القدم حيث حصلت شبكة 'سكاي تي في' المملوكة للملياردير الاسترالي والقطب الاعلامي العالمي الكبير روبرت مردوخ حق بث المباريات بينماسيكون بيرلسكوني متفرجا فقط في هذه البطولة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©