الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مخاوف من فوضى بسبب ارتفاع الأسعار

19 يونيو 2012
الخرطوم (ا ف ب) - تحمد إيمان الله على الأقل لأنها في صحة جيدة، ولكن الأم السودانية لطفلين تجد صعوبة كبيرة في تأمين الطعام لعائلتها، وتتخوف مما سيحمله المستقبل في وقت تشتد فيه الأزمة الاقتصادية وتسجل أسعار المواد الغذائية ارتفاعا. تقول أيمان (35 عاماً) التي تنتظر مولودها الثالث، “العام الماضي كنا نشتري اللحم ثلاث أو اربع مرات في الشهر. أما الآن فإننا نشتري اللحم مرة واحدة في الشهر، وأحياناً يمضي الشهر كله ولا نأكل اللحم”. وتضيف، وهي تتسوق في أحد أسواق الخرطوم بصحبة ابنها البالغ عامين “الحمد لله، أنا بخير الآن لأن صحتي جيدة. ولكن الأسعار ترتفع. وأنا قلقة جداً من المستقبل”. ويعاني اقتصاد السودان من أزمة حادة تتسم بارتفاع كبير في معدل التضخم وانخفاض سعر العملة السودانية بشكل متسارع بعد خسارة البلاد لثلث عائداتها النفطية بعد انفصال جنوب السودان في يوليو الماضي. ومنذ ذلك الوقت اندلع نزاع مسلح مكلف في أبريل على الحدود الجنوبية الحق أضراراً واسعة بالبنى التحتية في هجليج، المنطقة النفطية الرئيسية في السودان، ما زاد من تفاقم الأزمة رغم بحث الحكومة اليائس عن حلول. وفي تقرير نشر في وقت لاحق من هذا الشهر، وصف صندوق النقد الدولي التحديات الاقتصادية في السودان بانها “ضخمة”. وبلغ المعدل الرسمي للتضخم 30?4% في مايو مقارنة مع 28?6% في أبريل، بحسب ما ذكر مكتب الإحصاءات الأسبوع الماضي، رغم أن بعض الاقتصاديين يقولون إن الرقم الحقيقي قد يزيد عن 40%. ويقول المتعاملون في السوق إن سعر لحم البقر ارتفع إلى أكثر من الضعف خلال العام الماضي من نحو 15 جنيه سوداني (2?7 دولار) إلى 35 جنيه سوادني (6?4 دولار). أما سعر صحن الفول الذي يعتبر الغذاء الرئيسي في السودان وعدد من الدول العربية، فقد ارتفع في الفترة نفسها من 2 إلى 4 أو 5 جنيهات سودانية. ويتوقع أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر إذا ما صحت التوقعات ونفذت الحكومة القرار الذي تفكر فيه منذ أسابيع بإلغاء المعونات للوقود بعد أن أصبحت عاجزة عن تسديدها. وفي سوق آخر في الخرطوم، يقول صابر جمعة (50 عاماً)، إنه قلل من السلع التي يشتريها لعائلته بما في اللحوم. وقال “ولكن هناك أمور لا يمكن إلا أن نشتريها مثل الدواء اللازم للأطفال ونفقات المدارس. إذا ما رفعت الحكومة المعونات على الوقود، فسيكون وضعنا صعباً”. ويحذر محللون وعدد من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم من عواقب هذه الخطوة التي سيكون تأثيرها الأكبر على الفقراء ويمكن أن تشعل اضطرابات اجتماعية. ويقول صفوت فانوس أستاذ السياسة في جامعة الخرطوم “يدور قلق بين أعضاء الحزب من أن هذه الخطوة يمكن أن تجعل الناس تخرج إلى الشوارع”. ويقول فانوس، إن المشاكل المالية التي تواجهها الحكومة السودانية تنبع من اعتمادها على عائدات النفط خلال السنوات العشر الماضية وفشلها في تنويع الاقتصاد. ويضيف “إن الوضع خطير.. ولا يوجد بديل سريع وسهل لخسارة عائدات النفط”، مؤكداً أنه إذا لم تخفض الحكومة من إنفاقها وتزيد من عائدتها، فإن أموالها ستنفد. وقال إنه رغم أن إلغاء الدعم على الوقود “ضروري للغاية” من الناحية الاقتصادية، إلا أنه “خطير جداً”، وسيؤدي إلى رفع الأسعار على الناس الذين يعانون حالياً صعوبات خطيرة. وحتى وزير المالية علي محمود أقر خلال كلمة أمام البرلمان الأسبوع الماضي بأن هذه هي سياسة “الدولة المفلسة”. ويرى محمود الجاك أستاذ الاقتصاد في جامعة الخرطوم أن إلغاء الدعم على الوقود سيؤدي إلى ارتفاع أسعار مجموعة كبيرة من السلع ويمكن أن يؤدي إلى حالة من “الفوضى”. ويقول “من المؤكد أن من سيتحمل عبء ذلك والتكلفة الاجتماعية له هو مجموعات الدخل المنخفض والفقراء.. هؤلاء هم الذي سيعانون”. وأضاف “أعتقد أنه سيخلق حالة من الفوضى وسيقود ألى إضرابات وضغوط على الحكومة”. وتدفق مئات الطلاب إلى الشوارع أمام جامعة الخرطوم أمس الأول وأمس وهتفوا بشعارات احتجاجا على ارتفاع الأسعار، بعد تظاهرة مماثلة في ليلة السبت الأحد. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وضربت المتظاهرين بالهراوات قبل أن تأمر جميع الطلاب بإخلاء حرم الجامعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©