الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الشيخ محمد سلامة.. رفض التلاوة في الإذاعة

24 نوفمبر 2016 21:47
أحمد مراد (القاهرة) يقول وهب الله له نعمة الصوت العذب، ومنحة القبول لدى المستمعين، عاش طوال عمره في خدمة القرآن الكريم، وكان واحداً من قراء الرعيل الأول في مصر، برع في أداء التلاوة القرآنية، وكان ثاني قارئ بعد الشيخ محمد رفعت يربط النغمة مع المعنى. هو القارئ الشيخ محمد سلامة، المولود سنة 1899 بمنطقة مسطرد بمحافظة القليوبية - شمال القاهرة - حفظ القرآن في سن مبكرة، والتحق بالدراسة في الأزهر، وفي سن التاسعة من عمره عزم على أن يصبح قارئاً للقرآن، وبالفعل بدأ يقرأ في المآتم والموالد والمناسبات منذ سن العاشرة من عمره. وفي سنوات شبابه الأولى، اشترك الشيخ سلامة في ثورة 1919 ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكان يتحدث عن دوره فيها بفخر واعتزاز، وبعدها سافر إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى، وقت أن كانت فلسطين قبلة لقراء القرآن الكريم، واستقر هناك لسنوات عديدة حتى عاد إلى مصر فى الثلاثينات. عند افتتاح الإذاعة المصرية سنة 1934، عرض عليه المسؤولون عن الإذاعة أن يقرأ القرآن عبر أثيرها، ولكنه رفض، حيث ظل مؤمناً لفترة طويلة بأن إذاعة القرآن على الراديو حرام، وقد منعه هذا الاعتقاد من أن يكون صاحب مدرسة كبيرة في القراءة، وكذا منعه أن يكون مشهوراً كقراء عصره، إضافة إلى أنه منعه أن يحقق ثروة حققها رفقاء دربه من الذين اعتبروا القراءة في الإذاعة حلال. وفي سنة 1937، اشترك الشيخ سلامة في مؤتمر القراء، والذي نتج عنه تأسيس رابطة القراء، وكان الشيخ واضحاً وصادقاً في عقيدته إلى أبعد حد، وكان في أدائه متحفظاً في لفتاته وإيماءاته، يتجاهل تعليقات الإعجاب، ينصرف عن أولئك الذين يأتون إليه ليقبلوا يده، أو ليمدحوه، وعندما يقرأ قارئ آخر كان الشيخ سلامة يستمع إليه مغمضاً عينيه وخافضاً رأسه. وفي سنة 1947، كان الشيخ سلامة والشيخ مصطفى إسماعيل يحييان ليلة في حي عابدين، وبعد أن قرأ الشيخ سلامة ما تيسر من سورة الحج، جاء الشيخ مصطفى وقرأ ما تيسر من سورة هود، ثم أراد أن يختم الليلة بقراءة قصار السور، وتدخل بعض ذوي الشأن، وصعد الشيخ سلامة على الأريكة، وظل يقرأ ويبدع دون توقف أكثر من سبع ساعات، حتى سمع آذان الفجر من مسجد مجاور. وفي سنة 1948 تراجع الشيخ سلامة من فكرة تحريم القراءة في الإذاعة، وبدأ يسجل تسجيلات قرآنية استمرت حتى وفاته. تتلمذ على أيدي الشيخ سلامه عدد كبير من قراء القرآن الكريم، والذين أصبحوا فيما بعد من مشاهير القراء مثل الشيخ كامل يوسف البهتيمي، والشيخ محمد صديق المنشاوي، وعاش كلاهما في بيته فترة من الوقت. وتوفي الشيخ سلامة عام 1982، وظل طوال حياته يعيش في حارة ضيقة بمنطقة العباسية بالقاهرة، وقد رحل وترك خلفه تراثاً كبيراً من التسجيلات القرآنية التي سجلها على مدار 30 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©