الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحكومة الجديدة و الرحلة المستحيلة

22 مايو 2006
بغداد-وكالات الانباء: تباينت ردود فعل الصحف العراقية الصادرة امس حول تشكيلة الحكومة الجديدة، ففي الوقت الذي تجاهلت بعض الصحف هذا التطور المهم هللت له صحف اخرى بينما حاول فريق ثالث التذكير بالمهام الصعبة التي تنتظرها·
وتجاهلت صحيفة 'الزمان' المستقلة والاكثر انتشارا الحدث ولم تقل كلمتها واكتفت بتقرير اخباري على صفحتها الاولى حمل عنوان 'الحوار ينسحب والتوافق ينقسم والعراقية اكبر المتضررين· اما صحف الاحزاب الشيعية فقد هللت للخبر ووصفت اغلبها الحدث بانه الانتصار العظيم واليوم التاريخي، معتبرة ان حكومة المالكي هي حكومة وحدة وطنية كون تشكيلتها وضعت المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار ودقت آخر مسمار في نعش الارهاب، وحاولت المقارنة بين الزعيم الفرنسي الراحل شارل ديجول وبين المالكي وقالت تحت عنوان 'بين ديجول والمالكي' ان الحكومة جاءت كما جاءت حكومة ديجول اثر الاحتلال النازي لفرنسا وأملا للشعب الفرنسي بالخلاص·
ورأت صحيفة 'العراق' المستقلة من جانبها ان وزارة المالكي عرجاء فقدت ساق الامن· فيما قالت صحيفة 'التآخي' الكردية التي تصدر عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني ان الشارع الكردي وعلى الرغم من عدم حصول الرضا 'ن مدى المساهمة الكردية في الوزارة الفدرالية فان حالة من التفاؤل والامل ملكت كل العراقيين من ان هذه الحكومة ستشرع في ارساء الامن والاستقرار لا بل الخلاص·
ولا شك ان الحكومة الجديدة التي ابصرت النور بعد مفاوضات ومشاورات شاقة للغاية استغرقت 155 يوما تنتظرها ملفات شائكة وخطيرة في مقدمها الملف الامني في ظل تصاعد أعمال العنف والاغتيالات والانفجارات المتتالية وانتشار المليشيات المسلحة إلى جانب ملفات أخرى لا تقل خطورة من بينها انتشار الفساد الاداري في المؤسسات الحكومية وانعدام الخدمات مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب، كما تواجه مشكلة ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية الاساسية·
وطالب عراقيون بأن يكون طاقم الحكومة الجديدة مستقلا غير خاضع لاملاءات الاحزاب التي ينتمي إليها الوزراء وفتح الباب أمام الجميع للحصول على وظائف دون النظر إلى الجنس أو المذهب كما اعتادت الحكومات السابقة، وقالت مي مهدي (موظفة) 'على الحكومة الوفاء بالتزاماتها التي أعلنتها أمام البرلمان وعدم الخضوع لاملاءات الكتل الكبرى وتحقيق مأربها·· نريد حكومة عراقية خالصة ونظيفة'· أما عبد الباسط مصطفى فأكد أن أساس نجاح أي حكومة هو الانسجام والالتزام بالانظمة والقوانين وصيانة المال العام وعدم الخضوع لشهوات الشيطان وعدم سرقة الاموال وتبذيرها في غير أماكنها·
واعتبر آخرون ان موافقة البرلمان على حكومة المالكي انما بداية رحلة مستحيلة لانتشال العراق من الفوضى بعد ثلاثة اعوام من اطاحة صدام حسين، وقال مسؤول اميركي في بغداد 'العراق نقطة محورية·· ستحدد الاشهر الستة إلى الثمانية المقبلة ما اذا كانت الجهود ستكلل بالنجاح·· اذا لم يحدث ذلك فإن العراق سيواجه تحديات كثيرة لسنوات طويلة مقبلة'، لافتا الى ان توفير فرص عمل ودعم الاقتصاد امران حيويان لنزع فتيل اعمال العنف· وقال دبلوماسي غربي آخر 'ينبغي ان يتخلي السنة والشيعة عن منظورهم الطائفي والامكانية قائمة ولهذا لا ينتابني اليأس'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©