الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«طوق البنات» يروي قصة الحب والألم بين ضابط فرنسي وفتاة سورية

«طوق البنات» يروي قصة الحب والألم بين ضابط فرنسي وفتاة سورية
6 يوليو 2014 23:07
من الأعمال الشامية الضخمة التي تعرض في شهر رمضان حالياً، مسلسل «طوق البنات» والذي يعد من أضخم الإنتاجات الدرامية لعام 2014، وتعرضه فضائية المستقبل خلال الشهر الكريم، حيث يجمع أفضل ممثلات وممثلي الدراما السورية في حكاية دمشقية تعود لثلاثينيات القرن الماضي، وتحمل المشاهد نحو ملحمة شعبية تنشد الحب والتسامح. رنا سرحان (بيروت) «طول عمرها الشام توحد ولادها»، شعار أطلقه المخرج محمد زهير رجب في برومو المسلسل ولا يحبذ تسمية عمله بالبيئي، بل يفضل توصيفه بالدمشقي البانورامي الذي يؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ سوريا الاجتماعي، بعد أن أتت مسلسلات البيئة التي ظهرت في الفترة الأخيرة، أعمال استنساخية لمجموعة أعمال بيئة شامية نجحت ولاقت رواجاً ومتابعة وإقبالاً. قالب جديد للمرأة و«طوق البنات» يهدف إلى إظهار المرأة السورية في قالب جديد وحقيقي وبجوانب مختلفة، مثل المرأة المتعلمة، السياسية، الأديبة، الصحفية، والمرأة التي قادت التظاهرات ضد الاحتلال.. هذه الجوانب لم يشهدها المشاهد العربي في الأعمال السابقة. لكن في «طوق البنات» يجتمع كل من رشيد عسّاف، منى واصف، مهيار خضّور، تاج حيدر، ديمة قندلفت، حسام تحسين بيك، أندريه سكّاف مع الكثيرين من الممثلين في سيناريو وحوار للكاتبين أحمد حامد ورجاء الشفري وإنتاج شركة «قبنض للإنتاج الفني»، كما يغني الشارة النجم اللبناني ملحم زين وكلمات أحمد حامد وتلحين رضوان نصري. قصة واقعية إنه عمل شامي مختلف وغير تقليدي يروي قصة التآلف بين أهل الشام من مسـلمين ومسيحيين ومعجزة حب الضـابط الفرنسي لفتاة من دمشق وحيرته بين البقاء من أجلها والزواج بها إلا أن يعقـد الزواج بجـامـع بدمشـق‏?.? ففي ضواحي دمشق خلال فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، تقوم سلطات الاحتلال بإيفاد الكولونيل فرانس المعروف بقسوته الشديدة إلى سوريا بهدف قمع حركات التمرد الناشئة هناك، فإذا بأحواله تتبدل شيئًا فشيئًا مع اختلاطه بأهالي دمشق، ومع وقوعه في حب مريم، ابنة أحد ألد اعدائه. رواية «طوق البنات» قصة واقعية من واقع دمشق القديمة، وهي مجموعة قصص مترابطة يمتزج فيها الخاص والعام، حيث الخيانة والحب، الظلم والحق، الحرية والاستبعاد... ومعها ينتصر الياسمين الشامي ولهذا سمي بـ «طوق البنات»،. كما تروي الكاتبة رجاء الشفري قائلة: «طوق البنات» هي قصة تحكيها جدة الشفري والتي أسماها المخرج «وديعة»، عن «ست الشام» البنت الصغرى والغالية لوالدها، وهي إحدى خرزات الطوق الذي انكسر وتبعثرت حباته، كذلك تحكي قصة واقعية من غرام الضابط الفرنسي بالبنت الدمشقية وحقيقة زواجهما والتي حدثت بمنطقة الصالحية بالبيت المقابل لجامع الشهداء بالصالحية. طوق «ست الشام» ويجسد الممثل الكبير رشيد عساف شخصية «أبو طالب» بطل العمل، أب البنات، وهو تاجر سجاد في حي القنوات، كبير ووجيه الحارة له جانب نضالي ضد الاستعمار، ويتعرض لإحدى المكائد التي تسبب اختطاف ابنته الصغيرة بعد وشاية تفيد بأنه عميل. تتناغم أحداث «طوق البنات» بين أزقة دمشق، وهو الطوق الذي اشتراه والد الفتيات لابنته الصغيرة ست الشام، وبنصيحة من زوجته يقرر ان يوزع خرزات الطوق على بناته كي يكون لكل منهن خرزة تعلق على صدرها، وبلحظة انتقام من والد البنات بعد ان اعتقد أحدهم بأن الأب يتعامل مع المحتل الفرنسي يقدم على خطف أصغر بناته وأغلاهم على قلبه «ست الشام»، وذلك انتقاماً منه مما يعني أن طوق البنات قد تقطع وتبعثر بضياع إحداهن. تسرد الرواية معاناة أهل «ست الشام» بعد فقدانها وخاصة بعد أن قتل من خطفها قبل أن يخبر والدته أو أي شخص كان عن هوية البنت المخطوفة كي يموت وتموت معه حقيقة خطفه للفتاة الصغيرة وتموت معه كل الأسرار، وتعيش الفتاة في بيت غريب وكأنها ابنتهم. إلا أن يقع من قام برعايتها في حب عميق وصامت بينه وبين نفسه، ليتساءل هل هو حب أبوي أم عشق عذري. تآلف وحب العمل صورة جميلة عن تاريخ سوريا، ربما لم تقدمها الكثير من أعمال البيئة الشامية، في مجموعة قصص مشوقة حصلت في ثلاثينيات القرن العشرين وأربعينياته في حارات دمشق القديمة، في محاولة للتعبير عن التآلف بين أهالي الشام من مسلمين ومسيحيين، وعن حوار بين الشرق والغرب، من خلال قصة حب تربط ضابطاً فرنسيّاً بفتاة دمشقية جميلة ومثقفة، والمفارقة، أن الضابط أتى إلى سوريا أساساً بهدف قمع التحركات الشعبية، ومن ثم يكتشف معالم دمشق وحضارتها العريقة من شخصية حبيبته «مريم»، النموذج الحقيقيّ للمرأة السورية. دعوة للحوار وبما أنّ التساؤل الأوّل الذي يطرحه المشاهد العربي حول أي عمل دراميّ سوري جديد، هو ما إذا كان يقارب الأزمة في سوريا، يؤكد كاتب العمل أن «طوق البنات» لا يحاكي الأزمة بأي شكل من الأشكال لأنّ كتابته بدأت قبل الأزمة، وأحداثه واقعية حصلت في عام 1925، أيام الاحتلال الفرنسي لسوريا، ولكن قد يكون هناك بعض التشابهات الطبيعية. لكن المخرج يرى في «طوق البنات» مقاربة في أن يحمل دعوة للحوار بعد فقدانها في العالم العربي، معتبراً أن أساس الأزمة في سوريا هي انعدام الحوار، ما جعله يؤكد أن رسالة العمل واضحة وهي التعايش والتسامح والعودة إلى الأخلاق والقيم التي تربى عليها أبناء سوريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©