الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"المشي".. رياضة تقود لحياة صحية

"المشي".. رياضة تقود لحياة صحية
25 أغسطس 2018 00:02

خورشيد حرفوش (القاهرة)

يؤكد الأطباء وخبراء التغذية أن ممارسة رياضة المشي، هي العلاج الأمثل للأشخاص الذين يعانون السمنة أو مشاكل مختلفة من أمراض النقرس، والقلب والشرايين، أو الكبد والكلى والسكري، أو الذين يعانون ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية أو الكوليسترول، وممن فقدوا السيطرة على نظامهم الغذائي خلال أيام عيد الأضحى المبارك، رغم التحذيرات الطبية التي لا تتوقف حول من عدم الإفراط في تناول اللحوم، خاصة الضأن منها.
فكثير من تلك الفئة ينسى أو يتناسى تلك التحذيرات، ويطلق لشهيته العنان لتناول كل ما هو ممنوع، وقد يسوغ لنفسه مبررات أو حجج، سرعان ما يجني ثمارها من أذى وضرر ومضاعفات صحية وخيمة.
فكيف يتدارك هؤلاء الموقف؟ وما السبيل للتخلص من تلك المضاعفات بطرق صحية آمنة وعملية؟

مشاكل ومضاعفات
الدكتور عباس السادات، استشاري الأمراض الباطنية والسكري، وزميل الكلية الملكية البريطانية، يلفت إلى أن ممارسة رياضة المشي بانتظام -إلى جانب العلاج الدوائي- هي العلاج الناجح والأمثل لتدارك وتخفيف حدة المضاعفات ورأب الصدع الذي انتاب النظام الغذائي لهؤلاء المرضى. لأن كثيراً منهم كان يجب عدم تناول اللحوم إلا في حدود ضيقة، بدلاً من الإفراط في تناولها بحجة العيد.
فمرضى السمنة أو السكري، يجب عليهم الابتعاد عن اللحوم المشبعة بالدهون، لأنها تؤدي إلى زيادة الكوليسترول وصعوبة الهضم، لأن كل 100 غرام من لحم الضأن تحتوي على 235 سعراً حرارياً، و18 جراماً من البروتين و5.17 جرام دهون، و7.2 مليجرام حديد.
وبالنسبة لمرضى الكبد، فتناول اللحوم يسبب لهم مشاكل كبيرة، حيث تسبب اللحوم الحمراء زيادة في نسبة «اليوريا» في الدم، ولأن هؤلاء المرضى لديهم استعداد لاختزان الماء والملح، فعقب تناولهم اللحوم يصابون بانتفاخ البطن وتورم القدمين واضطراب بالدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم، وربما يؤدي بهم الأمر لغيبوبة كبدية قد تؤدي بهم للوفاة، لذا ينصح بعدم تناولهم اللحوم الحمراء تماماً.

مرضى الكلى
وبالنسبة لمرضى الكلى، حسبما يرى السادات، فالإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة «البيورين»، مثل اللحوم الكندوز، والضأن والكبد والكلاوي تؤدي لزيادة نسبة «اليوريا» وحمض «البوليك» بالدم، وبالتالي عدم قدرة الكلى على إفراز حمض «البوليك» في البول، مع ارتفاع سرعة الترسيب بالدم.
وننصح مرضى الكلى بعدم الاقتراب من اللحوم إلا القليل منها، لأن تناولها يجعل الدم محملاً بكميات من البروتينات الكثيرة، ولا يصفي بسهولة في الكلى، ما يؤدي لتدهور وظائفها وقد يؤدي لفشل كلوي حاد.
أما مرضى النقرس، وعند تناولهم اللحوم، سيصابون على الفور بزيادة نسبة حمض «البوليك»، وبالتالي التهاب المفاصل، ويظهر ذلك في التهاب حاد بإصبع القدم الكبيرة في 80% من الحالات أو مفاصل الركبة نتيجة ترسب «كرستالات اليورات» في المفاصل، ما يؤدي لحدوث خشونة بها. كذلك المصابين بأمراض القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، يجب عليهم التقليل من تناول اللحوم لأنها تحتوي على كمية من الدهون وعنصر الصوديوم الضار بهم، مطالباً بضرورة تناول البقدونس الأخضر مع لحم الضأن، حيث يعمل على منع امتصاص الكثير من الدهون الموجودة في اللحوم.

العلاج بالمشي
تلفت الدكتورة مروة الحسيني، أخصائية التغذية، إلى أن المشي - سواء كان بطيئاً أم سريعاً - يعتبر رياضة خفيفة لا تتطلب جهداً كبيراً ينهك عضلات الجسم، كما أنها رياضة تناسب طبيعة كبار السن، والذين يعانون مشاكل في المفاصل.
فالمشي يساعد على زيادة نشاط الدورة الدموية، والناتج عن حرق الأوكسجين، ويؤدي ذلك إلى تقوية عضلات الجسم، والجهاز الدوري. كذلك يساعد كثيراً على تنشيط وتحسين أداء القلب، ويعمل على تقوية العضلات وتحريكها، خاصة العضلات الكبرى، كعضلات الفخذين وأوتار الركبة وعضلات الساق والقدمين.
وتحريك هذه العضلات يساعد على توزيع الدم في الجسم بشكل أفضل، ويحسن من نظام تزويد الأكسجين، ووصوله إلى الأطراف، ويزيد من قدرة القلب والشرايين على التحمل، ويحافظ على صحَّة العظام، كما يساعد على التخسيس والحد من السُمنة، ويقلل فرص الإصابة بمرض السكري، من خلال تحويل السكر الناتج من عملية الأيض إلى طاقة لمختلف أجهزة الجسم، كما يعمل على تحسين حساسية العضلات نحو الأنسولين وانخفاض في نسبة السكر في الدم وتقليل المشاكل القلبية، وخفض ضغط الدم المرتفع، كما يمكن للمشي الاعتيادي أن يُساعد في التخلص من الكوليسترول غير الصحي، ويزيد من نسبة الكوليسترول الصحي الذي يحتاجه الجسم، وهذا بدوره يساعد في الحفاظ على الوزن الصحي ويدعم الجسم باللياقة اللازمة.
كما أن ممارسة رياضة المشي على «جهاز المشي» تؤدي إلى نفس النتيجة، ويمكن تغيير سرعات المشي بالزيادة أوالنّقصان في معدل سرعة الجهاز، وتَمتاز بعض أجهزة المشي بالقدرة على زيادة زاوية الارتفاع ليصبح الشخص وكأنه يتسلَق جبلاً أو مرتفعاً.

ثلاث مرات أسبوعياً
يفضل ممارسة رياضة المشي ثلاث مراتٍ أسبوعياً، ولمدة لا تقل عن ساعة، مع مراعاة عدم التوقّف إلا عند الضرورة، وينصح بممارسة المشي على معدة فارغة، ولا يجب المشي بعد تناول الطعام مباشرةً، وذلك لأنّ الدورة الدموية تنشط بعد تناول الطعام، والضرر يكون أكثر من الفائدة، والأفضل أن يمارس المشي قبل الإفطار في الصباح الباكر، أو بعد تناول الطعام بثلاث ساعات، كما يجب البدء بالتدريج، أي عشر دقائق في اليوم ثمّ عشرين دقيقة، وهكذا حتى الوصول إلى الفَترة الزمنيّة المطلوبة، ومن الأفضل ارتداء الملابس والأحذية الرياضيّة المُريحة، والاستحمام قبل وبعد المشي للحُصول على أفضل النتائج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©