حذر البيت الأبيض الكونجرس من توجيه “رسالة خاطئة” بخصوص ليبيا، في الوقت الذي يهدد فيه برلمانيون بالتقدم بمشروع قانون لسحب تمويل العملية العسكرية في ليبيا؛ لأن أوباما خالف قانون سلطات الحرب لعام 1973، ودخل في عملية عسكرية استمرت أكثر من 60 يوماً دون الرجوع إلى النواب.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاني كارني أمس الأول إنه “في وقت الذي يتعرض فيه العقيد القذافي لضغوط قوية ويتحمل حلفاؤنا قسماً كبيراً من الجهود العسكرية، فإن هذا التصويت حول التمويل من شأنه توجيه رسالة خاطئة إلى القذافي وإلى أصدقائنا في العالم أجمع”.
وأضاف كارني أن “الدور المركزي لهذه المهمة هو حماية المدنيين، وهي مهمة يدعمها الكونجرس. ويتوجب علينا أن نواصل هذه المهمة”. وكان رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، الجمهوري، قد هدد الخميس بإجراء تصويت لمنع تمويل عملية ليبيا؛ لأن أوباما لم يطلب موافقة الكونجرس. وانضم له النائب الجمهوري براد شيرمان. وقال شيرمان “يجب ألا ننسى أن هناك محامين في السلطة التنفيذية نصحوا الرئيس باتخاذ قرار متطرف وبعد ذلك أخفوا واقع أنهم اتخذوه”.
وأضاف النائب، الذي سيقدم الأسبوع الجاري تعديلاً لمشروع قانون لحظر تمويل العمليات العسكرية في ليبيا، أن “الموقف المتطرف هو أنه يمكن لأي رئيس إدخال قواتنا في حرب لفترة غير محددة، ودون معرفة مستوى التدخل ولأي هدف. ويكون دور الكونجرس هو مجرد إعطاء آراء استشارية”.
وينص التعديل الذي سيقدمه شيرمان “على أن الأموال التي يضعها الكونجرس تحت تصرف الإدارة الأميركية لا يمكن استخدامها في ما يتعارض مع قانون “سلطات الحرب”. وقال إنه إذا تم تمرير التعديل “سيطبق على 98% من أموال وزارة الدفاع”. لكنه أقر بأن مشروع القانون “سيواجه صعوبات أكبر في مجلس الشيوخ”.
من جهة أخرى، تقدم السناتور الديمقراطي جون كيري وزميله الجمهوري جون ماكين بمشروع قرار لمجلس الشيوخ للسماح بعمليات باستخدام “محدود” للقوة ويحظر إرسال قوات إلى الأراضي الليبية.
وأوضح أن القرار يعني السماح باستخدام “محدود” للقوة ينتهي مفعوله بعد عام من تنفيذ القرار. لكن ماكين قال بخلاف زميله إن “إلقاء قنابل وقتل الأعداء” يشكل في نظره حالة حرب.
وقال “سأكون أول من يقر بأن مشروع القرار ليس مثالياً ولن يرضي الجميع، مشيراً إلى أن القرار كان يمكن أن يتضمن دعوة للرئيس لتحديد أهداف واضحة في ليبيا. ولكنه اعتبر أن هذا الخيار هو الأفضل وأنه قد “حان الوقت” للسماح بتحرك أميركي في ليبيا. وقال “أعتقد أن الرئيس قام بالخيار الملائم بتدخله لوقف كارثة إنسانية”.
من جانبه رد حلف شمال الأطلسي أمس على تهديد للكونجرس بقطع التمويل عن المشاركة العسكرية الأميركية في ليبيا بتصريح للمتحدثة باسم “الناتو” أوانا لونجيسكو قالت فيه إن “المناقشات أمر طبيعي في الدول الديمقراطية، لكن يمكنني القول إننا ممتنون جداً للأصول التي توفرها الولايات المتحدة وهي أصول ضرورية لنجاح هذه المهمة”
عدد اليوم
