الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اليوم الذكرى الـ118 لوفاته.. نيتشه.. رهين العقل والجنون

اليوم الذكرى الـ118 لوفاته.. نيتشه.. رهين العقل والجنون
24 أغسطس 2018 22:51

محمد عريقات (عمّان)

يعد الفيلسوف الألماني فردريتش نيتشه (1844 1900) الذي تصادف ذكرى وفاته 118 اليوم في الخامس والعشرين من أغسطس، أحد أبرز الفلاسفة والشعراء الذين ظهر أثرهم في الفلسفة والفكر والعالميين، وعربياً وجد العديد من الفلاسفة والشعراء، منذ القرن العشرين وحتى الآن، إلهامًا وتبريراً لأفكارهم ورؤيتهم لمجتمعاتهم، وللإنسان وقيمه من أطروحات نيتشه الذي تتلخص فلسفته بنقده للنظام الأخلاقي الحديث، لافتاً إلى أن الغريزة والفطرة هما من تشكلان إرادة القوة لديه، ومنهما تنطلق حريته وأخلاقه تجاه مجتمعه.
نيتشه الذي يرى نقاد وفلاسفة أن وفاته الفعلية هي إصابته بالجنون عام 1889، أي قبل وفاته بأحد عشر عاماً، لم تشتهر أعماله في حياته القصيرة أي قبل إصابته بالجنون، وظل مهمشاً ومنبوذاً، خاصة في إنجلترا والولايات المتحدة حتى شرع أستاذ الفلسفة بجامعة برنستون «فالتر كوفمان» بترجمة أعماله مبرزا نيتشه كفيلسوف صاحب منطق ومفكر عقلاني تقليدي، ولثقة الفلاسفة الإنجليز والأمريكان بكوفمان اتخذوا من ترجماته نقطة انطلاق لهم لدراسة فلسفة وفكر نيتشه الذي أصبح بعد ذلك مادة دسمة للنقاد ما بعد بنيويين وتفكيكيين، ومن أصحاب مدارس الفكر المتنوعة، وأصبحت الكتب التي تظهر عنه كل عام تفوق ما يتناوله النقاد عن غيره.
أما عربياً، فكان لفلسفة نيتشه وفكره منذ ولادة الخطاب النقدي الثقافي العربي، في الفترة التي كان بها المثقفون العرب في غمرة انشغالهم لإيجاد مفاهيم جديدة لمصطلحات النهضة والحرية والحضارة، وذلك في فترة مبكرة، حيث ظهرت بعض المقالات لنقّاد عرب في بدايات القرن العشرين يحثون على استحضار فلسفته في مشروعهم التقدمي العربي، باعتبار استحضار فكره «يبث الحيوية في التاريخ العربي وملهماً للأمم التي تريد أن تتقدم وتنمو وترتقي بالنوع الإنساني وتخلصه من الضعف»، فبدأت تهتم بنقل أعماله التي ظهر معظمها بطبعات عربية، وظهرت إلى ذلك كتب لفلاسفة عرب تتناول أعماله وفي طلعتها كتاب «نيتشه» لعبد الرحمن بدوي الصادر عام 1939. بالإضافة إلى الفلسفة كان نيتشه الذي ظل سبب جنونه مبهماً للأطباء، ناقداً ولغوياً وعازفاً، فقد اعتبر الحياة خطيئة من دون موسيقى. بداية تعلمه كان في مدرسة «سكولبفورتا» التحق بعدها بجامعة «بون»، ثم جامعة «ليبزينغ»، في ذلك الوقت ظهر إعجابه وتأثره الشديدين بكتابات الفيلسوف آرثر شوبنهاور، ليتولى بعد تخرجه منصب أستاذ جامعي في علم فقه اللغة الكلاسيكي في جامعة «باسيل» في سويسرا الفترة التي بدأت أولى نتاجاته الفلسفية بالظهور، وبدا واضحاً من خلالها خروجه على الثقافة الاعتيادية، واهتمامه بقيم الخير والشر وحضارة العصر الحديث ومبدأ الإنسان الخالد.
توفي والده كارل لوديف المبشر اللوثري، ونيتشه ابن أربعة أعوام، فعاش في كنف والدته فرانشيسكا وأخته اليزابيث، اللتين اعتنيتا به عند إصابته بالجنون لعقد كامل تقريباً، لكنهما لم تنجحا في تغيير نظرته للمرأة التي ظل يراها فخاً تنصبه الطبيعة، كان لعلاقة الرجل بالمرأة مساحة شاسعة من فلسفته، لكنه أظهرها كعلاقة معقدة متناقضة، وأن مفهوم الحب عند المرأة مختلفاً تماماً عما هو عند الرجل: «تريد المرأة أن تؤخذ، تريد أن تذوب في فكرة الملكية لأنها تفترض أن الرجل يأخذ، إنه لا يعطي نفسه، ولكنه يريد على العكس من ذلك أن يغني أناه بالحب ويتكاثر بالقوة، إنه يفهم الحب على أساس أن المرأة تمنح نفسها وهو، بصفته رجلاً، يزداد بها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©