السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحناء».. قدرة فائقة في القضاء على الجراثيم والفطريات

«الحناء».. قدرة فائقة في القضاء على الجراثيم والفطريات
6 يوليو 2014 23:05
أحمد محمد (القاهرة) جاءت الأحاديث النبوية دالة على أن للحناء فوائد علاجية في التداوي، وبعد رحلة من التجارب والاكتشافات العلمية توصل كثير من الباحثين إلى أن للحناء فوائد كثيرة، ومن أبرزها القدرة العالية في القضاء على الجراثيم والفطريات، ومعالجة الجروح والتقرحات، وفي هذا تطابق واضح بين ما أخبر عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما اكتشفه العلم الحديث، وهذا يدل دلالة واضحة على أن ما أخبر به هو وحي إلهي. عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحسن ما غيرتم به الشيب، الحناء والكتم»، والكتم نبات يزرع في اليمن ويصبغ الشعر بلون أسود إلى الحمرة، وأخرج الترمذي، عن سلمى أم رافع مولاة رسول الله رضي الله عنها قالت: «كان لا يصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء»، وقالت «ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا وجعاً في رجليه إلا قال: اختضبهما»، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي صُدِع فيغلف رأسه بالحناء». شجرة معمرة وهكذا جاءت الإشارة في الأحاديث النبوية للعلاج، «بالحناء»، وهي شجرة معمرة، يصل ارتفاعها أحياناً إلى سبعة أمتار، موطنها الأصلي مصر القديمة وبلاد فارس، وأوراقها تشبه أوراق الزيتون، لكنها أكثر منها طولاً، الحناء ويدعى أيضاً الحنة، نبات شجيري من الفصيلة الحنائية، حولي أو معمر يصل طوله إلى ثلاثة أمتار أو أكثر، يمكث بالأرض ثلاث سنوات، وقد يمتد إلى عشر سنوات أو أكثر وتتميز النبتة بأن كل جزء منها له فوائد ذات أهمية قصوى، والشجيرة مستديمة الخضرة غزيرة التفريع القائم ذي اللون الأحمر وفروعها طويلة ورفيعة، ومسحوق الحناء هذا يتميز بلون جميل كستنائي مشوب بالحمرة وبالرائحة الذكية النفاذة. وقد استخلص العلماء في دراسة علمية مضادات للبكتريا والفطريات والجراثيم والتي أخذت من أوراق نبات الحناء الكاملة، وسجلت براءة اختراع في بريطانيا لمستحضر طبي مضاد مستخلص من الحناء، وأثبتوا أنه يمكن استعمال الحناء في الطب الوقائي وخصوصاً لحماية أقدام المرضى المصابين بالسكر، لأنه يساعد في شفاء التشققات والجروح، ولعلاج ألم الظهر، والتهاب القولون. استخدامات يستعمل نبات الحناء في الوقت الحاضر على نطاق واسع، فهو يدخل في صناعة صبغات الشعر ودبغ الجلود وتلوين المنسوجات، وصناعة بعض الأدوية الملطفة للالتهابات الجلدية، وفي معالجة بعض أنواع الحروق والأمراض الفطرية التي تصيب الجلد، ويدخل الحناء في صناعة أنواع من الشامبو ولها فائدتها في معالجة تساقط الشعر وتقصفه وفي التهاب فروة الرأس، كما يفيد في معالجة الإسهال الحاد إذا ما تمت إضافة بعض النعناع إليه، كما يستخلص من أزهار نبتة الحناء زيت عطري يدخل في صناعة العطور. وأثبتت أبحاث المركز القومي للبحوث في مصر أن للحناء فوائد عظيمة للشعر والجلد، وهو خال من أي أضرار جانبية كالتي تحدثها المستحضرات الكيميائية للتجميل، ولذلك أدخل الحناء في كثير من مستحضرات التجميل الحديثة، ويدخل في صناعة صبغات الشعر في الدول الأوروبية وأميركا، إذ أنه لا يضر بالشعر، بل على العكس يقويه ويغذي الفروة. وكشفت دراسة حديثة مهمة تأثير الحناء على جسم الإنسان بإبطاء معدل دقات القلب، وخفض ضغط الدم وتخفيف التشنجات العضلات وتخفيف آلام الحمى، كما أن مطحون هذه الأوراق يمكن أن يعالج بعض الأمراض المعوية، وأثبتت الدراسة المخبرية للحناء وجود مركبين لهما تأثير فعال في القضاء على السرطان. الأوراق وأثبتت خلاصة أبحاث حديثة، فعالية أوراق الحناء ضد بعض أنواع السرطانات، ومفيدة ضد التقلصات المعدية، ولها تأثير لوقف النزيف الداخلي، ومعالجة الصداع وتخفيف الضغط المرتفع وتؤدي إلى تقوية القلب وتنشيطه، وتوسيع الشرايين. وكانت للحناء مكانتها المرموقة عند أطباء المسلمين، فقد ذكر ابن القيم أن الحناء محلل نافع من حرق النار، وإذا مضغ نفع من قروح الفم، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملتهبة، وإذا ألزقت به الأظافر معجونا حسنها ونفعها، وهو ينبت الشعر ويقويه وينفع من البثور العارضة في الساقين وسائر البدن. وقال موفق الدين البغدادي، الحناء فيه حرارة ينفع في قروح الفم وفي القلاع والأورام الحارة، ماؤها مطبوخا ينفع حرق النار، خضابه يحمر الشعر ويحسنه وينفع من تعفن الأظفار، إذا خضب به المجدور في ابتدائه لم يقرب الجدري عينيه، وقال: إن لون الحناء ناري محبوب يهيج قوى المحبة وفي رائحته عطرية، وقد كان يخضب بالحناء عامة السلف منهم محمد بن الحنفية وابن سيرين، وخضب أبو بكر وعمر وأبو عبيدة رضي الله عنهم أجمعين. زهر طيب الرائحة قال ابن سينا في القانون، الحناء شجرة ورقها شبيه بورق الزيتون، ولها زهر طيب الرائحة، طبيخه نافع من الأورام البلغمية الخفيفة، وقد قيل إنه ينفع في الجراحات، وهو ينفع لأوجاع العصب ويدخل في مراهم الفالج والتمدد، ويطلى على الجبهة مع الخل للصداع، وينفع قروح الفم، وقال الذهبي في الطب النبوي، وخضابه يحمر الشعر ويحسنه وينفع من تقصف الأظافر. وذكر داود الأنطاكي في تذكرته أن مسحوق الحناء عظيم النفع لعلاج البثور، وماؤه مفيد في إدرار البول وتفتيت الحصى ويذهب اليرقان ويقطع النزلات والصداع ولإسقاط الأجنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©