الصيام لا يعيق الرضاعة الطبيعية

خورشيد حرفوش (أبوظبي) تعتقد أمهات يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، أن صحتهن العامة وقدرتهن على إرضاع أطفالهن تتأثر كما ونوعا بصيام الشهر الفضيل. وأن المحتوى الغذائي للحليب، الذي يصل لهم يتأثر سلباً خلال ساعات النهار، ما يهدد سلامة وصحة الرضع. كما أن تزامن أيام الصوم مع موسم الصيف وارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة يثير تساؤلات عديدة حول قدرة الأم على الصيام والقيام بالرضاعة، لأنها تصرف طاقة في عملية إنتاج الحليب، ومن ثم تتأتى أهمية التغذية السليمة خلال فترة الإرضاع، لوجود علاقة قوية ومباشرة بين غذاء الأم وجَوْدة وكميته الحليب الذي تقدمه الطفل. في هذا الإطار، يقول الدكتور حسن سالم، استشاري النساء والولادة في مستشفى يونيفرسال في أبوظبي، إن كمية السعرات الحرارية، التي تحتاجها الأم المرضعة تزيد بنحو 500 سعر حراري عن المعدل الطبيعي في اليوم الواحد، لمدة نصف سنة حتى سنة كاملة بعد الولادة. وأن الأم التي لا تعاني من مشاكل صحية، وطفلها الرضيع في وضع صحي سليم يمكنها أن تصوم شهر رمضان من دون أي مشاكل، موضحا أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أو الذين لديهم مشاكل في الرضاعة، فإن صوم الأم ينطوي على قدر من الخطورة. فالأبحاث الغذائية تشير إلى وجود فروق بين تركيب حليب الأم قبل الصوم مقارنة بأيام الصوم من حيث احتوائه على بروتين الفيريتين وسكر الحليب، والفسفور بينما ترتفع نسبة الكالسيوم والبروتينات الأخرى خلال الصوم، لكنها فروق بسيطة جدا. أما بالنسبة للطفل الذي يعاني من مشاكل صحية فلها تأثير يجب أخذه بعين الاعتبار. ويتابع «تنصح الأم التي تقوم بالرضاعة الطبيعية خلال شهر رمضان بالاهتمام بصحتها وراحتها وعدم الإجهاد قدر المستطاع، والاهتمام بتناول كمية كبيرة من السوائل وخاصة الماء بين الإفطار والفجر، قدر المستطاع، مع تناول أغذية غنية بالنشويات المركبة مثل: الخبز الكامل، الأرز والمعكرونة والقمح والفول والبقوليات والبطاطس، والامتناع عن تناول المشروبات والأطعمة التي تؤدي إلى فقدان الجسم سوائل، مثل القهوة، الشاي. والإكثار من الخضراوات الطازجة والفواكه الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، مع شرب الألبان وتناول منتجاتها، والبيض بانتظام لإمداد الجسم بالكالسيوم، لافتة إلى أنه إذا شعرت الأم بأي متاعب ومشقة في الصيام عليها مراجعة الطبيب المختص على الفور حرصاً على سلامتها وسلامة وليدها.