الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المجيد».. الأعز الأكرم المتفرد بالجلال والجمال

«المجيد».. الأعز الأكرم المتفرد بالجلال والجمال
20 يونيو 2013 20:46
(القاهرة) - الله سبحانه هو «المجيد» الذي له المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه فهو العليم الكامل في علمه، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته، بلغت أسماؤه وصفاته غاية المجد، فليس في شيء منها قصور أو نقصان. والمجيد اسم من أسماء الله الحسنى يدل على كثرة إحسانه وأفضاله ووصف الله تعالى قرآنه بأنه مجيد لعظيم نفعه وكماله فقد سمى الله نفسه به على سبيل الإطلاق مراداً به العلمية ودالاً على الوصفية في كثير من مواضع القرآن والسنة. وورد اسم الله تعالى «المجيد» في القرآن الكريم في قوله عز وجل: «قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد» «هود: 73» وفي قوله تعالى: «وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد» «البروج: 14و15». «المجيد» هو الأعز الأكرم المتفرد بجميع آيات الجلال وصفات الجمال وصور الكمال والمقدس في ذاته وصفاته وأفعاله، والغني بذاته عن سائر خلقه، والمتعالي على عرشه، والقوي في سلطانه، والقاهر فوق عباده، له المجد والحمد في الأولى والآخرة، وله الأمر كله، ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، ومن هذه المعاني كلها جاء اسم الله تعالى «المجيد» والذي لم يتصف به غيره. فالله تعالى وحده هو المجيد، لأنه هو الجميل في ذاته وأفعاله، والجزيل في عطائه، فقد خلق وأبدع في أحسن صورة، أجاد الخلق وأحسن صنعته بإتقان متفرد وتدبير محكم، يعطي من غير حساب ولا حدود. قال ابن القيم رحمه الله: وصف الله تعالى نفسه بالمجيد وهو المتضمن لكثرة صفات كماله وسعتها وعدم إحصاء الخلق لها وسعة أفعاله وكثرة خيره ودوامه والرب تبارك وتعالى هو المجيد الفعال لما يريد والمجد في لغة العرب كثرة أوصاف الكمال وكثرة أفعال الخير وأحسن ما قرن اسم المجيد إلى الحميد كما قالت الملائكة لبيت الخليل إبراهيم عليه السلام: «رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد» وكما شرع لنا في آخر الصلاة أن نثني على الرب تعالى بأنه حميد مجيد وشرع في آخر الركعة عند الاعتدال أن نقول ربنا ولك الحمد أهل الثناء والمجد فالحمد والمجد على الإطلاق لله الحميد المجيد المستحق لجميع صفات الكمال العظيم الواسع القادر الغني ذي الجلال والإكرام. والمجيد هو الذي له الشرف الكامل والملك الواسع سبحانه هو الشريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه البالغ المنتهى في الكرم. والمجيد يجمع معنى الجليل والوهاب والكريم، والمجيد سبحانه هو الذي علا وارتفع بذاته وصفاته وأفعاله، فمجد الذات الإلهية واضح في جمال الله وسعته وعلوه واستوائه على عرشه هو البالغ الغاية في المجد الأعلى والشرف التام. وكيفية جمال الذات لا يدركها سواه ولا يعلمها إلا الله، وليس عند المخلوقين منه إلا ما أخبر به عن نفسه من كمال وصفه وجلال ذاته وكمال فعله، ومن مجد ذاته استواؤه على عرشه فهو العلي بذاته على خلقه، يعلم السر وأخفى في ملكه، وهو القائم عليهم والمحيط بهم. أما مجد أوصافه فله علو الشأن، لا سمي له ولا نظير ولا شبيه ولا مثيل فالمجد وصف جامع لكل أنواع العلو التي يتصف بها المعبود فهو العلي العظيم له في جميع الأسماء والصفات والأفعال العلو والكمال، والعظمة والجمال، له علو الشأن والقهر والفوقية، وعظمته في علوه عظمة حقيقية، فهو المجيد حقا وصدقا والمجيد مبالغة من الماجد الذي اتسع كماله وشرفه وفخره وكرم في ذاته وصفاته وأفعاله وبجميع خصاله وما ينسب له. وعند البخاري أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال صلى الله عليه وسلم: «قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». والمجيد اسم لله الموصوف بالمجد والمجد هو الفخر والكرم والعز والرفعة والمجد لله في السماوات والأراضين فهو العلى الذي استوى على عرشه قال تعالى: «الرحمن على العرش استوى» والعرش أعلى المخلوقات فالله عز وجل علي في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله على العرش استوى هو المعبود بحق في السماء والأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©