الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: تحويل القبلة تكريم إلهي لليلة النصف من شعبان

علماء: تحويل القبلة تكريم إلهي لليلة النصف من شعبان
20 يونيو 2013 20:46
أكد علماء الدين أن ليلة النصف من شعبان‏ ليلة مباركة وعظيمة الشأن، وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها، ويستحب صيام نهارها وقيام ليلها والدعاء فيها. وأشار العلماء إلى أن الله تعالى كرم نبيه صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان بأن طيب خاطره بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام استجابة لهوى قلبه صلى الله عليه وسلم لتقر عينه، فقلبه كان معلقاً بمكة‏،‏ يمتلئ شوقاً وحنيناً إليها‏،‏ وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة. (القاهرة) - يقول د. أحمد عمر هاشم ــ رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء ــ : ليلة النصف من شعبان‏ ليلة عظيمة الشأن، وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها فقال‏:‏ « إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن » ‏»رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه». وورد في فضل تلك الليلة أحاديث أخرى بعضها مقبول وبعضها ضعيف‏،‏ غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال‏،‏ ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها‏، ففي هذه الليلة تم تحويل القبلة‏،‏ وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية‏،‏ حيث كان تحويل القبلة في البدء من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية‏، لقول الله تعالى: «وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ» «البقرة:143» فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه‏،‏ ولأن هدف الإسلام هو عبودية الناس لله وتنقية القلوب وتجريدها من التعلق بغير الله وحثها على اتباع المنهج الإسلامي المرتبط بالله مباشرة‏،‏ اختار لهم التوجه قبل المسجد الأقصى‏،‏ ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم مما علق بها من الجاهلية‏،‏ ليظهر من يتبع الرسول صادقاً عن اقتناع وتسليم‏،‏ ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية ورواسبها‏. قبلة للمسلمين ويضيف د. عمر هاشم: وبعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة‏،‏ صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام‏،‏ ليس تقليلا من شأن المسجد الأقصى‏،‏ ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة أخرى هي حقيقة الإسلام‏،‏ حيث رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصاً لله‏،‏ وليكون قبلة للإسلام والمسلمين‏،‏ وليؤكد أن دين الأنبياء جميعاً هو الإسلام‏، وليس تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام سوى تأكيد للرابطة الوثيقة بين المسجدين‏،‏ فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية قصر الزمن أو طال‏،‏ فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية‏،‏ الغرض منها التوجه إلى الله تعالى من دون قطع مسافات‏،‏ إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق‏، ‏وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فهو بذلك يعود إلى أصل القبلة «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ» « آل عمران:96 « فهي دائرة بدأت بآدم مروراً بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام‏، ولكنها لم تتم أو تكتمل إلا بالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم فقد أخره الله ليقدمه‏،‏ فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال‏. ويشير رئيس جامعة الأزهر الأسبق إلى أن الله تعالى كرم نبيه صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان بأن طيب خاطره بتحويل القبلة والاستجابة لهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» «البقرة:144» وما الأمر في هذا كله إلا أنه انتقال من الحسن إلى الأحسن وهذا شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمور كلها‏، وجاء تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام أيضاً لتقر عين الرسول صلى الله عليه وسلم فقلبه معلق بمكة‏،‏ يمتلئ شوقاً وحنيناً إليها‏،‏ إذ هي أحب البلاد إليه‏،‏ وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلا‏:‏ «والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت »، وبعد أن استقر صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة‏،‏ ظل متعلقاً بمكة المكرمة فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام‏،‏ فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة‏،‏ ليرتبط عميق الإيمان بحب الوطن. ويؤكد د. علي جمعة ــ مفتي مصر السابق ــ أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة يستحب صيام نهارها وقيام ليلها والدعاء فيها، وقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها مفضلة، وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطلع الله علي عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»، وقد أورد المحدث العلامة الإمام محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية في كتابه «ليلة النصف من شعبان» معظم الأحاديث الواردة فيها ثم قال رحمه الله: وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها ضعف أو لين فهي مجبورة ومعتضدة بتعدد طرقها وشواهدها وهكذا تأخذ رتبة «الحسن»علي الأقل. ويقول مفتي مصر السابق : هناك بعض الآراء ترى أن تحويل القبلة لم يكن ليلة النصف من شعبان، ولكن ترى طائفة من السلف أنها كانت في ليلة النصف، وهذا الرأي هو الذي رجحه الإمام النووي في «الروضة» وذكر الإمام الطبري في تاريخه أن هذا الرأي هو قول الجمهور الأعظم، ولقد تحولت القبلة من بيت المقدس إلى البيت العتيق استجابة لرغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن اليهود كانوا قد أكثروا القول واللغط عندما اتجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء راغباً في أن تكون قبلته المسجد الحرام، فنزل قول الله تعالي: «قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره»، وكان صلى الله عليه وسلم قد صلى الركعتين الأوليين من الظهر فاتجه في الركعتين الأخريين إلى المسجد الحرام. ويضيف د. جمعة: وحدث تحويل القبلة يضفي علي الليلة المباركة ــ ليلة النصف من شعبان ــ قيمة دينية كبرى، ومما ورد في فضل الليلة المباركة ما جاء عن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالي ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلي فأعافيه... ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر»، وروي الطبراني بسند حسن من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذه ليلة النصف من شعبان إن الله عز وجل يطلع علي عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم». ومما أثر في فضل هذه الليلة الكريمة وما يستحب فيها من التقرب إلى الله سبحانه وتعالي ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «‹أتاني جبريل عليه السلام فقال: هذه ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب، لاينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن، ولا إلى قاطع رحم، ولا إلى مسبل، ولا إلى عاق لوالديه، ولا إلى شارب خمر» قالت: فسجد ليلا طويلا وسمعته يقول في سجوده: «أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصي ثناء عليك انت كما أثنيت علي نفسك»، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: فلما أصبح ذكرتهن له فقال: «يا عائشة تعلمتهن؟ فقلت: نعم، فقال: يا عائشة تعلميهن وعلميهن فإن جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©