الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حفظ النعمة».. مشروعات مفيدة للفقراء والمحتاجين

«حفظ النعمة».. مشروعات مفيدة للفقراء والمحتاجين
20 يونيو 2015 23:40
موزة خميس (دبي) «حفظ النعمة» من المقاصد المهمة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، من أجل تعلم فضيلة التراحم والتكافل الأسري والاجتماعي، وكذلك عدم الإسراف، والحفاظ على ما تبقى من أطعمة ومواد غذائية زائدة على حاجتنا، وتقديمها للفقراء والمحتاجين خاصة في رمضان، ذلك الشهر الذي يمكن أن نستغله في تعديل السلوك وأنماط الحياة لدى البعض من الإسراف والهدر إلى الاعتدال والحفاظ على النعمة التي حبانا الله بها. الجمعيات التعاونية عندما يقترب شهر رمضان يقبل العديد من الأسر بكثافة على الجمعيات التعاونية لشراء ما يحتاجون ومالا يحتاجونه من مواد غذائية متنوعة، بحجة أن الشهر الفضيل يحتاج إلى أطعمة وولائم متنوعة من أجل الاحتفاء به، وهذا الأمر لا يتفق مع القيم التي يبثها رمضان في نفوس الصائمين، وأهمها تعلم الاعتدال في كل شيء، خاصة في تناول الطعام من أجل الحفاظ على الصحة، والتحسس مع الفقراء والمحتاجين الذين لا يجدون قوت يومهم بسهولة. عشرات الأطباق وتصنع رباب البيوت يومياً الكثير من الطعام الذي لا تتناوله الأسرة بالكامل مخلفة على الموائد بعد الإفطار عشرات الأطباق التي نراها في اليوم التالي مكدسة في حاويات القمامة أمام المنازل، وهو أمر لا يليق بالأسر المسلمة التي يمكنها توجيها الفائض عن حاجتها من الطعام إلى مؤسسات خيرية عدة في الدولة لديها مشاريع خاصة بـ«حفظ النعمة» كهيئة الهلال الأحمر، وغيرها من الجمعيات الخيرية في الدولة، والتي تبذل جهوداً مكثفة في هذا الإطار، بالتنسيق مع عدد كبير من المؤسسات في الفنادق من أجل توفير وجبات الإفطار لآلاف العمال والأسر الفقيرة على مستوى الدولة. مهر الحور العين وتقول أم خميس الحمادي موظفة في قطاع صناعي في أبوظبي: بالنسبة لنا تعلمنا منذ أن كنا صغاراً حول الوالدة إن كل جزء يتبقى من الطعام ربما تكون فيه البركة، ويجب ألا نغرف في الأطباق أكثر من حاجتنا، بل إن أمي من حرصها على بقايا الخبز، كانت تقول لإخوتي من الذكور كذبة صغيرة وهي إن هذه البقايا مهر الحور العين، ولذلك يتسابقون لتناول أطراف الخبز الذي كانوا يرمونه قبل ذلك، وهي لم تكن معجبة بهذا التصرف، ولذلك كبرت وتعلمت ألا يكون الطعام في رمضان أكثر من بقية شهور السنة، ولذلك نحن نطبخ في هذا الشهر ذات الكميات التي كنا نعدها للغداء، ولكن ينتقل الوقت المخصص للطهي إلى ما بعد صلاة العصر، ولذلك الحمد لله لا يفيض عنا أي شيء، خاصة أن لديَّ أيضاً مشرفة على البيت، وهي فلبينية تعرف الكمية التي تحتاجها والتي نحتاجها. وتضيف: هناك عادات غذائية سيئة، تتمثل في أن بعض أفراد الأسرة يبدأ الإفطار بعدة أكواب من العصائر، تاركاً الحساء أو الشوربة، ويترك اللبن أو التمر ليتجه إلى السمبوسة والفطائر، وهذا حال الكثير على ما أعتقد في بداية شهر رمضان، الأمر الذي يجعله يترك بقية الطعام، وبالتالي التخلص منه في اليوم التالي. تراحم وتكافل موزة أم حمد والمشهورة بمهارتها في الطهي، تقول: أعترف أني أصنع العديد من الأطباق لأنواع من الأكلات، ولكني لا أرمي شيئاً، فهناك العديد من الأسر تنتظر الطعام، وليس أمر غريب أن يكون بيننا محتاجون، لأن الأكثرية ممن هم بيننا حتى وإن لم تتوافر لديهم وظيفة لا يغادرون، وهناك فئة العمال الذين يعملون بأجور بسيطة لأنهم ليسوا من حملة الشهادات، والإسلام يدعونا للتراحم والتكافل، ونحن نزيد الطعام ليس كما يقال «بطره»، ولكن لأجل الأجر والثواب، فإن لم نكن نصنع خيمة للإفطار، فإن هناك خياماً في أماكن نحمل إليها الطعام لإفطار الصائم. كمية الطعام وتضيف: بطبعي أحب الطهي ولا أصنع بشكل يومي الكثير من الطعام، ولكن في رمضان أتوقع أن يأتي أخوتي مع أبنائهم لتناول طعام الإفطار معنا، ونحن ما شاء الله عشرات، ولذلك أزيد كمية الطعام، ولكن أحسب حسابي أن ما لم يلمس أقوم بحفظه في الثلاجة، ثم نحمله إلى الأسر التي هي بحاجة إليه. بيوت عامرة ويرى أبو ناصر مروان، من حوله كأنهم من أسرة واحدة، وهو يقول عن ذلك: كل البيوت التي من حولنا الحمد لله فيها أهل أو نحن نعتبرهم أهلا، والجميع تقريباً يعملون، ولديهم مصادر دخل جيدة، ولكن عيب بالنسبة لي أن نطبخ دون أن نحسب حساب كل بيت، ولذلك في رمضان كل بيت من حولنا يحصل على وعاء كبير من الوجبة الرئيسية، سواء كان هريساً أو ثريداً أو عيش ولحم، إلى جانب الحلويات والتمور، كما أني من وقت أذان الإفطار وحتى السحور أضع مائدة كبيرة، لأن ما يقارب من عشرة رجال أو يزيدون كل يوم يمرون على للسلام، وهم من الأبناء والأنساب والأصدقاء، ولذلك نحن في رمضان وغير رمضان نضع سفرة كبيرة. وكل ما نقص من الوعاء نعيده إلى المطبخ لنضع فيه زيادة، وربما يعتبر ذلك إسرافاً، ولكن الكل يأكل ولا نرمي أي شيء، لأن ما يتبقى وهو عادة نظيف وغير ملموس نقوم بوضعه في أوعية، ونعطيه للعمال وخاصة من يأتون للنظافة في المنطقة، أو من يعملون في بناء المساكن من حولنا، ونحن أيضا نعمل على زيادة الأطعمة لأن هؤلاء العمال، سواء عمال النظافة أو البناء، يعلمون أن غالبية البيوت تجهز إفطار صائم، ولذلك يتواجدون للإفطار قبل المغرب، ويحصلون على وجبات طازجة وساخنة. قيم وأهداف يقول ناصر الجنيبي المدير التنفيذي لجمعية الإحسان الخيرية في عجمان: في إطار مشروع «حفظ النعمة»، والذي والحمد لله انتشرت القيم والأهداف التي يدعو إليها في مختلف أنحاء الإمارات، أصبحنا نتلقى من الفنادق والمطاعم الأغذية الصالحة، وهناك الكثير من الطعام يطلب ولا يلمس في الحفلات وحتى في البيوت،فنقوم بتوزيعه على الأسر المتعففة والمحتاجة، وربما يحمل البعض إلى الجمعية بعض الأطباق التي طهيت في المنزل، مثل الهريس والأرز، وغيره والبعض يرسل الطعام غير المطبوخ. وأكد أن على كل رب أسرة ألا يسمح بالإسراف، فهو مسؤول أمام الله عما يحدث في منزله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©