الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"مكتبة ملابس مستعملة" تتحدى "الموضة السريعة" في أستراليا

"مكتبة ملابس مستعملة" تتحدى "الموضة السريعة" في أستراليا
24 أغسطس 2018 00:00

سيدني (أ ف ب)

في متجرها وسط سيدني التجاري لا تبيع سارة فريمان الملابس الجديدة، بل يمكن للزبائن «استعارة» قطع مستعملة، رفضاً «للموضة السريعة» والانعكاسات الكارثية للنزعة الاستهلاكية على البيئة.
فقد صدمت هذه المرأة الأسترالية بالسرعة التي يشتري فيها مواطنوها الملابس ويرمونها من دون ارتدائها أحياناً مع أقمشة رديئة النوعية، فقررت سارة فريمان إرساء مفهوم الاستعارة لاستحداث ما سمته «كلوث لايبريري»، أي «مكتبة الملابس».
وتقول فريمان الشغوفة بالملابس القديمة في متجرها في بوتس بوينتس «على الورق ليس هذا هو الهدف من الملابس.. لكن في الواقع، فهي مصنوعة الآن لتصمد أمام ست عمليات غسل وهو أمر رهيب بالنسبة لي».
بين العامين 2000 و2014، تضاعف الإنتاج العالمي من الملابس، فيما زاد عدد الملابس التي يشتريها المستهلكون سنوياً بنسبة 60 % على ما تفيد شركة «ماكينزي أند كومباني» الاستشارية.
ويعزى ذلك خصوصاً إلى ما يعرف بـ«فاست فاشن»، أي الموضة السريعة زهيدة التكلفة، ومجموعات الملابس التي تتجدد باستمرار.
وينطوي المفهوم الاستهلاكي هذا على توافر الملابس التي تقدم خلال عروض الأزياء سريعاً في المتاجر بأسعار متدنية ويمكن الوصول إليها بسهولة كذلك من خلال المواقع الإلكترونية.
وقد حقق هذا المفهوم نجاحاً هائلاً لماركات عالمية، مثل «إتش أند أم» السويدية و«زارا» الإسبانية ووجد في أستراليا حيزاً نشطاً. وتفيد شركة «إيبيس وورلد» أن قطاع «فاست فاشن» عرف نمواً نسبته 19,5 % في السنوات الخمس الأخيرة في أستراليا، ويعتبر طلب الفرد على الألبسة في أستراليا من الأعلى في العالم. وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه قبل فترة قصيرة شركة «يوغوف» المتخصصة في الدراسات الإحصائية إلى أن ربع الأستراليين تقريباً رموا قطعة لباس ارتدوها مرة واحدة فقط.
وتوضح أليسون غويلت الخبيرة في شؤون الموضة المستدامة في جامعة جنوب أستراليا «منذ البداية يكون التصور أن هذه الملابس لا قيمة لها ولا تستحق أن تبقى في خزانتنا». ويقول مدير المركز جورج بلايكلي، «بعض الملابس لا يصمد بعد غسلتين أو ثلاث، إلا أن كميات الملابس التي نتلقاها تزيد لأن الناس يتخلصون من ملابسهم بسرعة أكبر».
وتؤدي الفورة الاستهلاكية الناجمة عنها إلى طرح أسئلة على صعيدي علم الاجتماع والنفس حول دوافع مجتمع لا يشبع، فهي تشجع العمل في مشاغل خياطة بأجور متدنية مع ظروف سيئة في غالب الأحيان، مخلفة أيضاً كوارث بيئية بسبب كم النفايات الناجمة عنها.
وساره فريمان على ثقة أيضاً بقدرة المستهلك على تغيير الوضع إذا وافق على استعارة الملابس الجيدة النوعية في مقابل اشتراك شهري بخس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©