الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شرم الشيخ».. أيقونة مصرية بمواصفات عالمية

«شرم الشيخ».. أيقونة مصرية بمواصفات عالمية
20 يونيو 2015 20:55
أشرف جمعة (شرم الشيخ) للمدن سحرها وجمالها الذي لا يحد ومدينة شرم الشيخ واحدة من أهم المناطق الخلابة على أرض مصر، إذ تتبوأ مكانة كبيرة في نفوس السياح العرب والأجانب وتعد وجهة للترفية وممارسة رياضة الغوص طوال العام خاصة في رمضان، حيث تصفو الأجواء، ويهرب السياح من حرارة الجو إلى الأعماق، فضلاً عن أنها تقع عند ملتقى خليجي العقبة والسويس على ساحل البحر الأحمر، وهي أكبر مدن محافظة جنوب سيناء. وتضم المدينة المنتجعات السياحية التي تستقطب السياح من كل أنحاء العالم وبها جزيرتا تيران وصنافير ومناطق تتميز بجمال الطبيعة مثل، رأس أم سيد، رأس جميلة، رأس كنيسة، شرم الميه، إلي جانب محمية رأس محمد، ومن خلال الدعوة الكريمة التي وجهتها للوفود الإعلامية الخليجية هيئة التنشيط السياحي في مصر حاصرنا الجمال من كل جهة ووجدنا مدينة أشبه بالخيال، إذ أقمنا فيها ما يقرب من يومين بعد رحلتنا الأولى إلى القاهرة، فاكتملت المشاهد في أبهاء هذه المدينة الممتعة. الترحيب بالضيف هبطت بنا طائرة صغيرة داخلية إلى مطار شرم الشيخ إذ استمرت الرحلة على متن الطائرة لمدة ساعة أو تزيد قليلاً، حيث سادت أجواء مرحة بين الحضور، وهناك من كان يشعر بأنه في حاجة إلى النوم فاستسلم وغطّ في سبات عميق، ووجدتني أتملى الوجوه وأنظر إلى طبيعة المسافر ومدى استعداده للرحلة في شرم الشيخ، فلاحظت أن النسبة الكبيرة كانت ترتسم على وجوهها ملامح السعادة والاطمئنان وبعض العيون كانت تنبئ عن أنها في حالة من الشغف لاستكشاف الجمال في أيقونة مصر شرم الشيخ، التي وصل الاعتناء بها إلى ذروته، فالشوارع المتسعة كانت نظيفة جداً ويصل بها التنظيم إلى أعلى درجاته، ومن ثم الاهتمام بالزائر كان يفوق الحد، إنها الثيمة المصرية الساكنة في القلوب والتي تنتقل بين الأجيال بالفطرة، حيث إن الترحاب بالضيف يصل إلى درجة الإحساس بأن هناك ثمة تعارفاً قديماً بين الناس. في هذه الأثناء كان الليل يقترب بخيوطه وأشعته المتناثرة على حدود الزمان والمكان، حيث هبطت الطائرة الداخلية بنا في مطار شرم الشيخ، وكان من عجائب القدر أن كل أفراد الوفود الخليجية الذين دعتهم هيئة التنشيط السياحي في مصر لهذه الزيارة الكريمة لم يكن لديهم سابق زيارة إلى مدينة شرم الشيخ، فكانت الوجوه تترقب والقلوب تشتعل بالدهشة، بحثاً عن مواطن الجمال في المدينة. مساحات خضراء وعند وصولنا كان في استقبالنا وفد من محافظة جنوب سيناء الذين بدورهم رحبوا بنا وذهبوا بنا إلى فندق حياة ريجنسي الذي يبلغ من الاتساع مداه، ويتضح أن نظام البناء فيه يتألف من دور أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر، والغرف تطل على مساحات خضراء يغطيها البحر مباشرة، وكانت تنتشر هناك أشجار النخيل بكثافة، فضلاً عن أن النوافير التي كانت تأخذ شكلاً قديماً من أكثر المظاهر الحميمية في هذا الفندق، وبالنظر إلى خارج محيط الفندق كانت تظهر قمماً جبلية متفاوتة الارتفاع تعطي شكلاً شاحباً يغلفها ضباب خفيف، وبعد نوم قليل لم يتجاوز الخمس ساعات انطلقنا في الصباح الباكر إلى بهو الفندق، حيث كان في انتظارنا دليل الرحلة الذي أخبرنا أننا بصدد الذهاب إلى محمية رأس محمد. فن أصيل وفور ركوبنا الحافلة التي مضت بنا في شوارع متسعة ممتدة تقع على جانبيها أشجار النخيل، وتتوسطها أعمدة إنارة، ومن خلال الطرق الرئيسية اتضح أن مدينة شرم الشيخ تحفها الجبال والمرتفعات والسهول من جميع أطرافها، فضلاً عن وجود بعض التماثيل الضخمة للديناصورات المنقرضة والطيور المشهورة بوجودها في الأماكن الساحلية، وكانت هذه الأشكال عبارة عن منحوتات تعبر عن الفن الأصيل. لكن اللافت أن الجمال كان هو مظهر مدينة شرم الشيخ، وطقسها المعتدل في فصل الصيف من أكثر العوامل التي تجذب الزوار للاستمتاع برحلة أشبه بالخيال، بالإضافة إلى أن المدن الترفيهية المنتشرة في أرجائها، فضلاً عن اللون الأخضر الذي كان عنواناً رئيسياً لكل شيء في هذه المدينة العجيبة، ويبدو أن شرم الشيخ التي تحتل موقعاً متميزاً في مصر، لا تزال تحتفظ برونقها الخاص من ناحية توزيع المباني، وهو ما جعلها بحق أيقونة الجمال المصري عبر حضارتين أصيلتين، هما الفرعونية والإسلامية، فكل شيء في شرم الشيخ يدعوك لتتأمله ويغريك باكتشافه، لكن اللافت في هذه المدينة أن البحر فيها له قصة أخرى وأسرار عجيبة. محمية رأس محمد الرحلة إلى محمية رأس محمد كانت تتميز بجمالها فحين وصلت بنا الحافلة إلى المنطقة المطلة على البحر وجدنا المراكب البحرية تتصدرها بأحجامها وأشكالها المختلفة، والناس تجلس تحت هياكل خشبية متجاورة فرادى وجمعات وعائلات ومجموعات سياحية يرنون جميعاً إلى رحلة غطس، ومن ثم الاستمتاع بالمياه الرائعة الزرقاء، كل ذلك كان يجري بشكل تلقائي وفي حالة من المرح المنقطع النظير، وهناك رأيت جنسيات مختلفة يبلغ بها الشغف مداه للتعرف إلى الجمال الذي يسكن هذه المدينة الجميلة، وبمجرد الصعود على متن المركب التي كانت تسمى «سارا أماني» جلس كل فرد في حالة من التأمل، حيث المساحات الواسعة على جنبات بالماء تحيط بها الجبال من الخلف، والتي تطل من البحر إلى هذه الأطواد الشامخة، لكن معظم الحضور كان لديه شغف لارتداء الزي المخصص للغطس، حيث استمعوا إلى محاضرة من مدرب الغطس الذي ألمح إلى أن رأس محمد اكتشفها رجل بدوي من إحدى القبائل التي كانت مقيمة في شرم الشيخ، وسميت بالرأس لأنها في نهاية المطاف تشبه الرأس، وهي تقع بين خليجي السويس والعقبة، ومساحتها تقريباً 829 كيلو متراً في عرض البحر. وتشمل جزيرة تيران التي تعد ثاني محمية عالمية، على مستوى العالم بعد محمية أستراليا. على الأوراق ويوجد بمحمية رأس محمد شجر المانجروف النبات الوحيد الذي يعيش في الماء، وهو موجود طوال العام، ولونه أخضر، حيث إن الماء لا يؤثر عليه، فهو قادر على امتصاص الملح ويرسبه على الأوراق، وفي رأس محمد 32 نوعاً من الأسماك، و1000 نوع من الشعب، وهناك لافتة مكتوبة بالجرانيت بعد معاهدة 1992، مكتوب عليها لفظ الجلالة «الله»، ويوجد بالمحمية أيضاً 84 شاطئ ومرسى البلكونة، والتليسكوب الذي يمكن أن يُرى من خلاله النجوم. لقاء المحافظ تميز لقاء الوفود الإعلامية الخليجية بمحافظ جنوب سيناء اللواء أركان حرب خالد فودة بالحميمية، إذ بادر الجميع بالتحية، وتكلم عن النشاط السياحي في شرم الشيخ ومدى الطفرة التي وصلت إليها المدينة من الناحية التكنولوجية والأمنية، وعبر عن سعادته لكون شرم الشيخ أصبحت قبلة المؤتمرات العالمية إذ يسعى حالياً إلى توسيعها ليتم استضافة عديد من المؤتمرات العالمية المهمة وفي نهاية اللقاء أجاب المحافظ عن جميع الأسئلة التي وجهت إليه من قبل الوفود الإعلامية الخليجية، وبمنتهى الشفافية نوه إلى ضرورة زيارة جميع معالم المدينة لكون الرحلة كانت قصيرة ولم تتسع للتعرف إلى مناطق جمالية أخرى. أمتعة الرحيل قبل مغادرة إلى شرم الشيخ قضينا ليلة في فندق «سميراميس إنتركونتيننتال» الذي تميز بطابعه الجمالي وغرفه المتسعة ومطاعمه المتنوعة، ومقاهيه التي تحمل الأجواء المصرية الحميمة، وجمال عمارته، وبسرعة شديدة، حملنا أمتعتنا وذهبنا إلى الطائرة أقلتنا إلى مطار شرم الشيخ حيث الجمال الذي يتحدث عن نفسه بكل اللغات. كادر علم مصر على متن السفينة التي أبحرت بنا في مياه رأس محمد أصر الطفل إياد فتحي الخولي على إمساك علم مصر الذي استقر في فوق السفينة، وكانت تقف بجواره جدته وهو يردد «هذا علم مصر تحيا مصر»، وفي هذا الأثناء كان يضعه على وجهه، ويقبله ببراءة، ومن دون أن يطلب من أي شخص فعل ذلك، واستمر إياد على هذا الحال مدة طويلة يمسك بالعلم، ويتأمل البحر والسماء الصافية. كادر دليل الرحلة منذ اللحظة الأولى التي حطت فيها أقدام الوفود الخليجية الإعلامية أرض مصر، وإسلام فتحي من هيئة التنشيط السياحي يحتفى بنا، ويقدم لنا المعلومات الكافية عن الأماكن السياحية في القاهرة وشرم الشيخ، واستطاع بمهارة أن يحفزنا على حضور كل الفعاليات رغم تفاوت مواعيدها وتعارضها مع أخذ قسط وافر من النوم، ورغم ذلك كان الجميع يشيد بهذا الرجل المحب لوطنه، والذي يرغب دائما إعطاء صورة صادقة عن وضع السياحة في مصر، ولم يكن إسلام فتحي هو الوجه الوحيد الذي أجاد التعامل مع الوفود الإعلامية، وإنما كان هناك ثمة وجوه أخرى أبرزها، رئيس هيئة التنشيط السياحي في مصر سامي محمود، ويمتلك كاريزما الترحيب بالضيف، ومن ثم الزخم في المعلومات، واستطاع أن يوجه دفه الرحلة بما يملك من ثقافة عالية ورؤية للمستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©