الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معالجات إسلامية.. تقبل الله منكم يا ضيوف الرحمن

معالجات إسلامية.. تقبل الله منكم يا ضيوف الرحمن
24 أغسطس 2018 00:05

يوافق اليوم الجمعة الثالث عشر من شهر ذي الحجة ثالث أيام التشريق ورابع أيام عيد الأضحى المبارك، فقد أتمَّ الحجاج أداء مناسكهم بفضل الله سبحانه وتعالى، فاشكروا الله أيها الحجاج على ما وفقكم الله فيه من الأعمال الصالحات، فقد وفقكم لحج بيته الحرام، والطواف بالبيت العتيق، والوقوف بعرفة، والصلاة في المزدلفة، والمبيت بمنى، كما اكتحلت عيونكم برؤية الكعبة المشرفة، وزيارة مسجد الحبيب - صلى الله عليه وسلم-، والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - وعلى صاحبيه الكريمين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما-.
وبهذه المناسبة المباركة يُسعدنا أن نتقدم من هذا الركب الإيماني من الحجاج الكرام، بأصدق التهاني والتبريكات مُبَشِّرينهم بقول رسولنا - صلى الله عليه وسلم-: «مَن حَجَّ فَلَم يَرفُث ولَم يَفسُق رَجَع كَيَومِ ولَدَتهُ أُمُّهُ»، (أخرجه الشيخان)، وقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الجَنَّةَ»، (أخرجه الشيخان).
ويتحقق برُّ الحج بإخلاص النية لله - سبحانه وتعالى-، والاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في كل ما جاء به، لأن الحاج فتح مع الله صفحة جديدة، ورجع بثوبٍ ناصع أبيض وبصحيفة بيضاء إن شاء الله، فإذا استجاب المؤمن لله سبحانه وتعالى في كل ما دعاه إليه، فقد حَقَّقَ - بإذن الله تبارك وتعالى - برَّ الحج، ورجع من حجّه كيوم ولدته أمه - إن شاء الله تعالى-.
فهل يستجيب المسلمون في كل أعمالهم لله سبحانه وتعالى، وذلك بالالتزام بالإسلام والإيمان والمحافظة على العبادات والطاعات، وصلة الأرحام، وحُسْن الجوار، وطيب المعاملة، وترك المعاصي؟

الالتزام بالتوبة
من الجميل أن يعود الإنسان إلى رُشده، وأن يعود إلى محراب الطاعة، وأن يُقلع عن المعاصي والذنوب، ويندم على ما فات، ويعقد العزم على عدم العودة إليها، ويرد المظالم لأصحابها، ويتوب توبة صادقة، عندئذ يستحق ذلك الإنسان الجنة إن شاء الله، كما في قوله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً)، «سورة مريم: الآيات «59 - 61».
وحيث إنك أخي الحاج قد تُبْتَ توبة نصوحاً، وأقلعتَ عن المعاصي، وندمتَ على ما فات، وعقدتَ العزم على عدم العودة إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي، فعليك أن تُحافظ على توبتك، وإياك أن تخدشها بالعودة إلى ارتكاب المعاصي والذنوب، وعليك أن تتجنب مجالس اللهو والفجور والغيبة والنميمة والطعن في أعراض المسلمين، واحذر الكذب والشتم واللعن وقول الزور... إلى غير ذلك من المعاصي والموبقات.

الاستمرار في الطاعات
أخي الحاج: من فضل الله عليك خلال فترة الحج أن وفقك لفعل الكثير من الطاعات، وأداء الصلاة في أوقاتها جماعة والحمد لله، كما كنتَ بفضل الله واسع الصدر، لَيِّنَ الجانب، كريم الخلق مع زملائك، وكنتَ سخياًّ كريماً، فالواجب عليك أن تواظب على طاعة الله ورسوله في كل وقت، فإن الله يحب من العمل أدومه وإن قلَّ، فإياك أخي الحاج أن تنقطع عن العبادة بعد الحج، وعليك أن تعلم بأن الطاعات والمسارعة فيها ليست مقصورة على موسم الحج فحسب، بل عامة في جميع الأوقات، لذلك يجب عليك أن تحرص على تلاوة القرآن، وفعل الخيرات، وأداء الصلاة جماعة في المسجد، والاستمرار في هذه الطاعات والقربات بعد الحج.

الكتاب والسنة
إن طاعة الله ورسوله، والسير على هدي كتاب ربنا سبحانه وتعالى، واتباع سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من الطرق الموصلة إلى الجنة إن شاء الله، كما في قوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً)، «سورة الفتح: الآية 17»، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ أَبَى، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ : مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»، (أخرجه البخاري).
نسأل الله تعالى أن يعود الحجاج الكرام وقد تقبل الله حجهم، وغفر ذنبهم، وتقبل سعيهم.

بقلم الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة
خطيب المسجد الأقصى المبارك
www.yousefsalama.com

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©