نيويورك - رويترز: كان كابوس العراق سيئا بما يكفي بالنسبة لفانيسا جامبوا· ورغم أنها غير مستعدة للقتال بأكثر من التدريبات الأساسية الا أن جامبوا المتخصصة في الامداد وجدت نفسها وسط معركة بالأسلحة النارية وتقود حفنة من الأفراد· وقالت جامبوا 'كنت أعرف مهام وظيفتي غير أنني لم أكن أعرف شيئا بشأن القتال· وبالتالي فأنا مسؤولة عن جميع هؤلاء الأفراد ولا أعرف ما أقول لهم سوى أن ينحنوا'· وعندما صرفت جامبوا وهي أم عازبة من الخدمة في أبريل الماضي بعد مهمتها الثانية في العراق كان عمرها 24 عاما ولم تكن تمتلك سوى قليل من المال كما لم يكن لديها مكان تعيش فيه· ونامت في المركز الذي يقوم برعاية ابنها نهارا· وجامبوا جزء من ظاهرة التشرد وهي ظاهرة صغيرة ولكن متنامية بين قدامي المحاربين الأميركيين في حربي العراق وافغانستان· وفي اي ليلة من الليالي تقوم إدارة شؤون قدامي المحاربين بمساعدة ما بين 200 و250 منهم وهناك آخرون لا يتم احصاؤهم· وهؤلاء من بين قرابة 200 ألف مشرد من قدامي الحروب الأميركية· ويقول مدافعون عنهم ان من المؤكد ان عدد المشردين من قدامي المحاربين سوف يتزايد كما حدث خلال السنوات التي أعقبت حروب فيتنام والخليج وذلك نتيجة للتوترات النفسية الناجمة عن الحرب وعدم كفاية التدريبات على وظائف· وظل قدامي المحاربين المشردون في الظل رغم أن القضية ربما تجذب بعض الانتباه بسبب فيلم 'عندما عدت الى الوطن' الذي فاز هذا الشهر بجائزة أفضل فيلم وثائقي صنع في نيويورك خلال مهرجان تريبيكا السينمائي بالمدينة· ويتحدث الفيلم عن قصة هيرولد نويل المحارب الذي شارك في حرب العراق والذي يعيش في سيارته· وسيتم عرض الفيلم في يونيو المقبل بمبنى الكونجرس الأميركي في واشنطن·
ويصف النائب الأميركي بوب فيلنر عدم حل مشكلة التشرد وسط قدامى المحاربين بأنها 'عار وطني' وعقد جلسة استماع غير رسمية الخميس الماضي لتسليط الضوء على القضية· واضاف 'شهدنا نفس الشيء مع العنصر البرتقالي وأعراض حرب الخليج' في اشارة الى أمراض نتجت عن حروب سابقة· وقال 'اننا لا نتحدث عن أموال كثيرة لحل المشكلة مقارنة بالانفاق الكلي على الحرب في العراق· اننا ننفق مليار دولار كل يومين ونصف اليوم'·
وتقول احدى الأفكار في الفيلم الوثائقي إن قدامى المحاربين الذين خاطروا بأرواحهم في الحرب يتم نبذهم بسهولة من جانب المجتمع بمجرد خروجهم من الجيش· ويظهر الفيلم رفض هيئة الإيواء التابعة لمدينة نيويورك منح نويل مأوى·
عدد اليوم
