عمرو عبيد (القاهرة)
أجرت صحيفة تيلجراف الإنجليزية دراسة طريفة، تناولت تحليل أسلوب بعض المديرين الفنيين المميزين بالبريميرليج في ارتداء أنواع معينة من الملابس، ما يعكس حالتهم النفسية وفلسفتهم الخاصة بإدارة فرقهم، وبدأت الصحيفة الشهيرة بالمدرب المخضرم روي هودجسون صاحب الـ 70 عاماً ومدرب منتخب إنجلترا السابق، والذي أتى من أجل إنقاذ كريستال بالاس، الذي خسر كل مبارياته حتى الآن في الدوري دون أن يحرز أي هدف، وذكرت بأن سترة هودجسون المنتفخة ذات اللون الفضي والغطاء قد تلائم رجلاً يبلغ من العمر 45 عاماً فقط، إذ يبدو قائد «النسور» كأنه جد عجوز وجد نفسه فجأة في ساحة يمارس فيها الرياضة، وهو ما يتماشى مع حالة الجزع والحزن والتشتت التي يمر بها المدرب العجوز مع متذيل قائمة ترتيب الدوري الإنجليزي !
بالطبع كان لجوزيه مورينيو نصيب الأسد في تلك الدراسة، نظراً لأنه يقوم بتغيير نمط ملابسه بشكل مستمر، حسب حالته المزاجية والرسائل التي يرغب في إرسالها من خلال نظراته وانفعالاته وهندامه، فقام بارتداء سترة طويلة متنافرة يبرز منها ما يزيد على 20 زراً لتعكس ما لقنه للاعبيه قبل مباريات كأس الرابطة الإنجليزية، حول ضرورة التحمل والصمود في هذه البطولة المتداخلة مع باقي مسابقات الموسم الحالي لمانشستر يونايتد، بعكس الحلة السوداء الكاملة التي ارتداها أمام بازل في دوري الأبطال، والتي عبرت عن رغبته في أن يبدي فريقه الكفاءة العالية الحاسمة، وهو ما قد كان بعد فوز الشياطين بثلاثية نظيفة في مواجهة فريق اعتاد مورينيو أن يشعر بالإزعاج عند ملاقاته، وختمت الصحيفة تحليلها النفسي لشخصية «سبيشيل ون»، بأنه عندما يشعر بالضغط الشديد أو ضرورة الدفاع القصوى يقوم على الفور بقص شعره إلى درجة قصيرة للغاية، كناية عن أنه قد أعلن حالة الحرب.
أما الفرنسي آرسين فينجر مدرب أرسنال فنادراً ما يتخلى عن معطفه التاريخي، الذي يلازمه دوماً دون تغيير رغم أنه لا يلائم وقاره، مما يعكس حقيقة وضع المدرب مع «المدفعجية» الذي لم يعد الزمان أو المكان مناسباً لوجوده، وإذا قام فينجر بإغلاق المعطف كاملاً فيبدو كأنه أحد الأكاديميين الذين قرروا فجأة استقلال حافلة عامة وسط زحام لا يطاق!
وأشارت الصحيفة إلى تغير الحالة النفسية لبيب جوارديولا بعد التحاقه بالإدارة الفنية لمانشستر سيتي، حيث توقف عن ارتداء زي مدرس الجغرافيا الذي ظل يلازمه طيلة وجوده مع بايرن ميونيخ، إذ يبدو بيب هادئاً ويشعر بالراحة بملابس بسيطة التصميم، تؤكد تخلصه من الكثير من الضغوط، وتعكس ثقته الكاملة في تتويج فريقه باللقب هذا الموسم، ثم جاء الدور على فريق ليستر سيتي لتشير إلى إصرار كريج شكسبير على أسلوب لعب عقيم، على الرغم من أنه غير ناجح على الإطلاق وبسترة لا يغيرها تعكس الاكفتاء بفتى ذهبي في المقدمة، يقوم بكل العمل وحده إذا نجح في ذلك، بينما يكون الصراخ موجهاً لباقي اللاعبين.
البرتغالي ماركو سيلفا لفت الأنظار في هذه الدراسة بقميص مفتوح وسترة بسيطة، تدل على الذكاء الذي يدير به منظومة واتفورد الناجحة حتى الآن في بلوغ المرتبة الثامنة، وبفارق نقطة واحدة فقط عن أرسنال الخامس، وقالت الصحيفة إن سيلفا يبدو كأحد التقنيين في مجال المعلومات الخاصة بمؤسسة تعمل في البتروكيماويات، أما شين ديتش المتألق مع بيرنلي فهو أقرب لرجل الأمن، الذي يرفض ارتداء فيست مكتفياً بقميص كلاسيكي وربطة عنق محكمة، مهما بلغت درجة برودة الطقس حتى لو تساقط الجليد !
أخيراً أشارت الدراسة إلى صرامة الإيطالي كونتي وأسلوبه الكلاسيكي، الذي تعكسه بذلته الكاملة الداكنة عدا القميص الأبيض، نظراً لرفضه ارتداء حلة الفريق الرياضية التي تجعله أشبه بممثل كوميدي، أما الألماني يورجن كلوب فيبدو أقرب لمؤلف مسرحي استعراضي بشعره غير المصفف وبملابس لا يعتني برونقها كثيراً، بجانب انفعالاته المتباينة الحادة بين الضحك والابتسام والغضب والصراخ في آن واحد، فلا أحد يتوقع رد فعله مثلما هو الحال مع فريقه ليفربول، الذي قد يسجل الكثير من الأهداف ويستقبل أكثر، بينما تستعصي عليه المباريات التي يصنع فيها عشرات الفرص ويخسر أو يتعادل في النهاية.
عدد اليوم
