«جيلي» الصينية للسيارات تستعين بالإنترنت لتعزيز مبيعاتها

فاجأت شركة جيلي الصينية القابضة لصناعة السيارات العالم عند استحواذها على شركة فولفو بداية العام الجاري، إلا أن مفاجآتها لم تقف عند هذا الحد بل تعدته بالإعلان عن بيع سياراتها عبر الانترنت لتدخل بذلك عالم ما يعرف بالتجارة الالكترونية. وذكرت جيلي اكبر شركة خاصة لصناعة السيارات في الصين أنها بصدد التخطيط لبيع سيارات صممتها خصيصاً للبيع عبر الانترنت وتحديدا على موقع “علي بابا دوت كوم” “ Alibaba.com” اكبر موقع للتسوق الالكتروني في الصين. وستقوم الشركة بطرح فئة باندا احد موديلات جيلي على الانترنت وهي سيارة صغيرة مشهورة في وسط العمال الشباب من ذوي الياقات البيضاء، وبالرغم من أن بيع هذه السيارة سيتم على الانترنت فقط، إلا أن مشتريها سيحصلون على نفس الخدمات التي يتمتع بها مشترو المعارض العادية. ويقول ليو جينج ليانج نائب مدير الشركة في مدينة هانجزو شرق الصين “نخطط لفتح اول معرض لنا على الانترنت بداية العام القادم، ونود القول إننا ظللنا نخطط لذلك منذ وقت ليس بالقصير حيث بدأنا القيام ببعض التجارب بالفعل”. وربما تبدو فكرة شراء سيارة على الانترنت جديدة بالنسبة للصين، لكنها ليست كذلك لأميركا، ويذكر جون دوناهو المدير التنفيذي لشركة إي بي احدى الشركات الرائدة في التجارة الالكترونية في اميركا انه تم بيع عدة الاف من السيارات على الانترنت، وعبر أجهزة الهواتف المحمولة بما فيها سيارة لامبورجيني بنحو 250 ألف دولار. وبالرغم من عدم توفر مثال ناجح لمثل هذا النوع من التجارة في الصين، إلا أن ليو يدرك ان الوقت المناسب قد حان للبدء فيها حيث أصبحت الصين اكبر سوق لتجارة السيارات في العالم. وتتميز الصين بوجود 400 مليون مستخدم للانترنت، يقدم ثلثهم على التسوق عبر مواقعه المختلفة، ومع أن تجارة التجزئة الالكترونية ارتفعت لأكثر من ثلاث اضعاف خلال الثلاث سنوات الماضية، إلا أنها لم تمثل سوى 2% فقط من اجمالي تجارة التجزئة في العام المنصرم، ومع ذلك لا يزال مستقبلها واعداً. ويعتبر انخفاض تكلفة المبيعات الالكترونية من العوامل الجاذبة لمزاولة هذه التجارة خاصة بمقارنتها بتكلفة إنشاء معرض للسيارات تصل الى 10 ملايين يوان على اقل تقدير، ومن فوائد التجارة الالكترونية الأخرى ما تتيحه من فرص متعددة للمواصفات عند طلب المشتري لسيارة معينة. وذكر لي شوفو مؤسس ومدير شركة جيلي أن الشركة تخطط لطرح 42 موديل خلال الثلاث سنوات القادمة تتفرع لأكثر من 1,000 موديل تختلف باختلاف ملحقاتها، ويجدر بالذكر أن تكلفة الخدمات المخصصة في معارض السيارات تزيد عن تلك التي على الانترنت. ويقول شينج زينزونج الباحث في موقع علي بابا: “من المتوقع أن تحدث مبيعات الانترنت تغييرات جذرية على منتجي ومستهلكي السيارات على السواء”. ويعترف لي شوفو بانه غير متأكد من نجاح هذه التجربة لكنه واثق من أن الانترنت يمثل قاعدة قوية لعرض موديلات جيلي الجديدة ومن ثم جذب انتباه العملاء لمنتجاتها. يذكر أن جنرال موتورز نفسها قابلت بعض الصعوبات في تجربتها الخاصة بالبيع عبر الانترنت في اميركا. ولم تتجاوز مبيعات موقع أوتوموتيف نيوز سوى 45 سيارة في اول تسعة ايام من اطلاق البرنامج على الانترنت. أما موقع شركة إي بي فقد تلقى نحو 630 ألف زيارة واكثر من 960 ألف عملية بحث في اول أسبوع لإطلاقه، وذكر احد مالكي معارض السيارات انه قام ببيع سيارات لمشترين شاهدوها على موقع إي بي لكنهم اشتروها من المعرض بدلاً من الموقع. ويقول المحللون إن المشترين لا يقدمون على شراء السيارات دون ان يعاينوها بانفسهم أولاً مما يقف أمام تطور الخدمات اللوجستية في الصين ومن ثم امام تقديم خدمة تسليم ذات جودة وكفاءة، ويقول ليو جينج ليانج “حتى اذا كتب لمبيعات السيارات على الانترنت النجاح، فإنها لن تحل محل المعارض التقليدية. وبالرغم من أننا نمارس تجارة تقليدية لكن لا نود فقدان الفرصة التي يوفرها الانترنت حالياً”. (عن أوتوز جلوبال تايمز) ترجمة: حسونة الطيب