السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتل عمر بن الخطاب.. مؤامرة إرهابية دولية

20 يونيو 2015 20:20
أحمد محمد (القاهرة) كان عمر بن الخطاب في الجاهلية، رئيس بني عدي إحدى بطون قريش وسفيرها، كان إسلامه فتحاً، وهجرته نصراً، وإمارته رحمة، اشتهر بشدته وغلظته إلى حد القسوة، ولكن بعد الإسلام تحولت القسوة والغلظة إلى قوة في الحق، وثبات على الدين، وشدة على الكافرين وذلة على المؤمنين، وقد أيده الوحي القرآني في حوالي عشرين موضعاً من كتاب الله، مثل الخمر والحجاب، والأسارى ومقام إبراهيم. تميز عهده الذي استمر ما يقارب أحد عشر عاماً بالتوسع في الفتوحات وزيادة رقعة الدولة الإسلامية، كما تميز بالحزم والعدل والشدة مع أهل الباطل والضلال، مد ذراعيه شرقاً وغرباً حتى فتح الكثير من البلدان . التسامح الديني وتعلق أبناء الأراضي المفتوحة به لانتهاجه سياسة التسامح الديني التي يدعو إليها القرآن مع أهل الكتاب خاصة، وفي فجر يوم الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة 23 هجرية كبَّر عمر للصلاة، وجاءه أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة فطعنه طعنة في كتفه وأخرى في خاصرته، بخنجر له نصلان ست طعنات، وهرب بين الصفوف لا يمر على أحد يمنة ويسرة إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداء على أبي لؤلؤة، فتعثر مكانه، وشعر أنه مأخوذ لا محالة فانتحر وطعن نفسه بالخنجر. وأبو لؤلؤة مجوسي من عباد النيران يُكنّى نسبة إلى ابنته وكان يسمى في قومه بابا شجاع الدين أسر من قبل الروم ثم أسره المسلمون من الروم، وسبي إلى المدينة المنورة سنة 21 هـ. انتقام الكفار قتل عمر بغضاً في الإسلام وأهله، وحباً للمجوس، وانتقاماً للكفار، لما فعل حين فتح بلادهم، كان عدد من الفرس الذين بقوا على المجوسية يضمرون الحقد والكراهية لقائد الدولة الإسلامية التي دحرت جيوشهم، وقضت على إمبراطوريتهم الواسعة الأطراف. وربما يعتقد الكثيرون أن مقتل عمر فعل فردي قام به مجرم مجوسي، ولكن الحقائق التاريخية تثبت أن الأمر أكبر من ذلك بكثير يصل إلى مرحلة المؤامرة العالمية للقضاء على هذا القائد العظيم لأمة الإسلام. وتبدأ المؤامرة بأن حرّم عمر على المشركين الذين بلغوا الحلم أن يدخلوا المدينة المنورة لما انطوت عليه قلوبهم من ضغائن وأحقاد ضد الإسلام، ولكن المغيرة بن شعبة عامله على الكوفة كتب إليه يطلب منه الإذن بدخول غلام له اسمه فيروز «أبو لؤلؤة» لينتفع به المسلمون، لأنه كان يتقن صناعات عدة، فهو حداد ونجار ونقاش، فوافق عمر، واشتكى أبو لؤلؤة له أن المغيرة يفرض عليه خراجاً كبيراً، فقال له إن خراجك ليس بالكبير على ما تقوم به من أعمال، فاغتاظ المجوسي من ذلك، وأضمر الشر والحقد. قوى معادية لذا لم يكن مقتل عمر حادثاً فردياً عابراً، وكان مؤامرة سياسية واسعة، اشتركت فيها كل القوى المعادية للإسلام، فلقد رأى عبد الرحمن بن أبي بكر كلا من الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجر له رأسان هو نفسه الذي طُعن به عمر، والهرمزان كان من ملوك المجوس الفرس على منطقة الأهواز، وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه بعد نكثه العهد مراراً، وكان الحقد يملأ قلبه لأنه فقد ملكه، وعندما شعر بالخطر أظهر الإسلام، ولكن الناس كانوا يشكون في إسلامه، أما جفينة، فهو من نصارى الحيرة أرسله سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليعلم أبناءها القراءة والكتابة، وفيروز أبو لؤلؤة كان مجوسياً يغلي قلبه حقداً على المسلمين. ويقول المؤرخون قد تبين بعد ذلك أن الذي قام بقتل عمر جمعية سرية يتزعمها رجل يهودي تظاهر بالإسلام هو عبد الله بن سبأ، وقد جمع في جمعيته ألواناً ونماذج من المجوس واليهود وشتى الملل والنحل، وأرسل أبا لؤلؤة لقتل عمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©