السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آسيا «الحلقة الأضعف» وإفريقيا حافظت على كبريائها فـــــي البرازيل

آسيا «الحلقة الأضعف» وإفريقيا حافظت على كبريائها فـــــي البرازيل
6 يوليو 2014 00:31
محمد سيد أحمد (أبوظبي) رغم التفوق الواضح لكرة القدم اللاتينية في مونديال «السامبا»، إلا أن نظيرتها الأوروبية تقاتل حتى الآن من أجل الحفاظ على ماء الوجه في هذه البطولة الاستثنائية لها، وقد أكدت أوروبا أنها لاتزال القوة العظمى بين قارات العالم بتواجد 4 من منتخباتها في ربع النهائي (ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا)، مقابل 3 منتخبات لاتينية البرازيل وكولومبيا والأرجنتين (أميركا الجنوبية) فضلا عن كوستاريكا (كونكاكاف). وكان من الممكن أن يكون حضور الكرة اللاتينية أكبر، لولا المواجهات المباشرة التي جمعت 4 من منتخباتها وجها لوجه في ثمن النهائي، (البرازيل مع تشيلي وكولومبيا مع أوروجواي)، وبالمقابل أبقت الكرة الافريقية على بعض كبريائها بتواجد منتخبي نيجيريا والجزائر في دور الـ16، ووداعهما للمنافسة بصعوبة أمام فرنسا وألمانيا، أما الحلقة الأضعف بين القارات في مونديال البرازيل فهي القارة الآسيوية التي كان حضور ممثليها الأربعة كوريا الجنوبية واليابان وإيران واستراليا متواضعا باستثناء الأخير الذي كافح رغم تواجده في مجموعة حديدية ضمت بجانبه هولندا وتشيلي أسبانيا حامل اللقب الذي رافقه من الدور الأول. وبنظرة عامة نجد أن التفوق «اللاتيني» لم يكن خالصا على الكرة الأوربية، خاصة بعد أن أسفر عقد ربع النهائي عن تفوقها الواضح حيث تقاسمت مراكزه مع اللاتينية وتوفقت على أميركا الجنوبية 3 منتخبات بجانب كوستاريكا التي تندرج في المدرسة الفنية بنفسها رغم أنها من اتحاد منفصل. وتاريخيا في كل البطولات التي نظمت في أميركا الجنوبية يكون التفوق للكرة اللاتينية على ما عداه، وتلعب العوامل المساعدة دورا مهما في ذلك وفي مقدمتها الطقس، والجمهور الذي يكون حضوره في قمته بجانب منتخبات القارة المضيفة وليس البلد المضيف فقط، بالإضافة إلى عوامل أخرى تجلت في هذه البطولة بالذات ومن أبرزها الاستفادة الكبيرة للمنتخبات اللاتينية من المدرسة الأوروبية بتطوير عملها الفني من حيث التنظيم والنواحي الخططية، بجانب المهارة التي عرفت بها، وقد جاءت هذه المكاسب بفضل تواجد معظم لاعبي المنتخبات اللاتينية في الدوريات الأوروبية الكبيرة. أما الكرة الأفريقية فلم تستثمر هذه الميزة بالشكل المطلوب، وبرزت مشاكل عديدة بين بعض منتخباتها تعكس ضعف روح الانتماء الوطني، فضلا عن الشبهات حول التلاعب في بعض النتائج عطفا على ما ظهر من أخبار تحقيقات مع لاعبي المنتخب الكاميروني، الذي كتب نقطة سوداء في هذا المونديال خلقا وسلوكا داخل وخارج الملعب، رغم الكم الكبير للنجوم في صفوفه. وتمثل المنتخبات الأسيوية الأربعة الحلقة الأضعف، وحتى منتخبا كوريا الجنوبية واليابان اللذان ظهرا بمستوى اقل عن مشاركاتهما في النسخ الأخيرة، لتكون القارة الصفراء هي الوحيدة التي لم تنجح في بلوغ الدور الثاني من البطولة. وقد برزت مشاكل الكرة الآسيوية ومن بينها انخفاض معدل زمن اللعب في دورياتها، ومعدل اللياقة البدنية وعدم وجود عدد كبير من اللاعبين في الدوريات الكبيرة، لتكون من أضعف منتخبات البطولة، باستثناء أستراليا التي قدمت مستوى جيد رغم الخروج من المرحلة الأولى. تواضع فني واتفق المدرب والمحلل الفني منذر عبد الله مع هذه القراءة وقال: «المنتخبات الآسيوية شاركت فقط، لكنها لم تقدم ما يقنع أو تحافظ على بعض المكاسب التي تحققت في السنوات الماضية بالذات من منتخبات مثل كوريا واليابان اللذين كانا متواضعين، وكذلك إيران، وبدرجة أقل أستراليا الذي يصنف رغم لعبه باسم القارة الآسيوية ضمن القارة الأوروبية للانتماء عرقيا وثقافيا لها. وأضاف: «الحقيقة أن الفرق الآسيوية كانت الأكثر تواضعا والأقل في المردود الفني عن ممثلي القارات الأخرى، والأسباب واضحة، في مقدمتها قلة المستوى المحلي مقارنة بالدوريات الكبرى، وصحيح أن هناك لاعبين من آسيا محترفين في أوروبا، لكنهم ما زالوا أقل من اللاعبين اللاتينيين الذين يمثلون الأغلبية ويليهم الأفارقة المكونين أصلا في الأندية الأوروبية لذلك اكتسبوا منها الكثير على المستويين البدني والفني بجانب المهارة الموجودة أصلا. وأرجع منذر عبدالله الظهور اللافت للمنتخبات اللاتينية إلى التكيف مع الطقس، بعكس المنتخبات الأوروبية، وكذلك البيئة المساعدة مثل الجمهور، خاصة أن الجمهور كان هو الأعلى كثافة بحكم سهولة السفر والبيئة المتشابهة بين البرازيل وجيرانه من دول أمريكا الجنوبية، وبالعكس تماما فإن الأجواء لم تكن في صالح الأوروبيين الذين لم يعتادوا اللعب في فترة الظهيرة ووسط ارتفاع لدرجات الحرارة. وتابع: الشاهد تاريخيا أن البطولة عندما تقام في أميركا الجنوبية لا تتفوق فيها الفرق الأوروبية، بفضل العوامل الأخرى التي ذكرناها، وكان ومع كل ذلك وتتواجد 4 منتخبات أوربية في ربع النهائي فهذا يؤكد أنها ما زالت الأقوى كرويا وتستحق حصة الأسد من مقاعد البطولة. واعتبر منذر عبدالله أن السلبيات التي ظهرت على المنتخبات الآسيوية التي شاركت لا تقتصر عليها فقط بل تنسحب على كل دول القارة، وطالب على الصعيد المحلي بالاهتمام أكثر بزيادة زمن اللعب الفعلي، والوصل به إلى معدل قريب أو معادل للدوريات الكبيرة، وان توفر فرصة اكبر للاعبين المواطنين للاحتكاك واكتساب الخبرات المطلوبة في الدوريات الكبرى خاصة أن المواهب موجودة حتى يكون لذلك تأثيره الإيجابي على المنتخب الوطني بالذات في المستقبل، وقبل كل ذلك الحرص على قوة الدوري المحلي وتطوره باستمرار. سوء حظ من جانبه شارك النجم إسماعيل مطر قائد فريق الوحدة الرأي مع منذر عبد الله، لكنه رفض وصف ما قدمته المنتخبات الآسيوية بالمتواضع وقال: «لا أعتقد ذلك، بل إن سوء الحظ كان له دور مهم وفي مثل هذه البطولات يكون أحيانا للحظ أو القرعة أو البرمجة أثر على المشاركة بدليل أن المشاركة الآسيوية في النسخ الأخيرة من البطولة كانت تقدم مستويات جيدة، وصحيح أن كوريا الجنوبية واليابان لم يظهرا كما اعتادهما المتابعين وافتقدا ثبات المستوى، لكن منتخب مثل أستراليا واجه منتخبات قوية جدا ولعب بشكل «مقبول»، كما لا يمكن أن تلوم إيران باستثناء في مباراتها مع البوسنة». وتابع مطر: «التطور الأكبر في هذه البطولة كان للكرة اللاتينية التي جمعت بجانب أسلوبها القائم على المهارة العالية، التنظيم والتكتيك الأوروبي، بفضل الكثافة الكبيرة للاعبي المنتخبات اللاتينية في الدوريات الأوروبية، ويضاف إلى ذلك الأجواء المتشابهة بين دول أميركا اللاتينية وسهولة حركة الجمهور بينها وهذا ما منح الأفضلية لمنتخباتها، وكان من الممكن أن نشاهد أكثر من 6 فرق في ربع النهائي لولا المواجهات المباشرة في مباراتين بدور الـ16». وأشار إسماعيل مطر إلى أن تطور الكرة اللاتينية وجمعها للمهارة مع الأساليب الحديثة للعبة، لا يلغي بأي شكل من الأشكال أن مركز القوة في كرة القدم بالعالم هو القارة الأوروبية ببطولاتها المحلية القوية والبطولة القارية التي تصنف في المرتبة الثانية بعد المونديال، وما حدث أو يحدث في البرازيل لا يمكن القياس عليه، حتى ولو ودعت كل المنتخبات الأوروبية البطولة ناهيك عن تواجد 4 منها في ربع النهائي. وواصل إسماعيل مطر حديثه قائلا: «مع كل ما ذكرناه عن السطوة الكبيرة للفرق الأوربية فإن خروج منتخبات مثل إسبانيا وانجلترا اللذين يحتضنان أقوى دوريين في العالم فيثير علامات تعجب واستفهام كبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©