الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السعودية: لابد من تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ إيران للاتفاق النووي

10 أكتوبر 2017 12:24
أكدت المملكة العربية السعودية ضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ إيران للاتفاق النووي والتفتيش والرقابة وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حال انتهاك إيران لالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق، معربة عن قلقها البالغ حيال استمرار إيران في إطلاق صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية، وتؤكد في الوقت نفسه على الحق الأصيل لجميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإجراءاتها وتحت إشرافها. جاء ذلك في كلمة المملكة أمام اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الـ 72 وألقاها نائب المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة الدكتور خالد المنزلاوي وبثتها وكالة الأنباء السعودية، صباح اليوم. وشدد المنزلاوي على عزم المملكة التعاون مع الجميع لإنجاح هذه المهمة الموكلة لرئاسة اللجنة الأولى وتأييدها ما تضمنه بيان المجموعة العربية وبيان حركة عدم الانحياز. وقال "التزاما من المملكة العربية السعودية بأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية بوصفهما ركيزتان أساسيتان في سياستها الخارجية، فإنها تولي أهمية خاصة لتعزيز دور الأمم المتحدة في جميع المجالات ولا سيما فيما يتعلق بقضايا الأمن الدولي ونزع السلاح وذلك إيماناً منها بأن هذه القضايا تمثل وحدة متكاملة لا يمكن من دونها للعالم أن يعيش بسلام واستقرار". وأضاف: إن تعزيز مناخ السلم والأمن الدوليين يتطلب إرادة سياسية صادقة وعزيمة قوية من جميع الدول، وعلى الأخص الدول الحائزة على الأسلحة النووية، حتى يتم التخلص من الاعتماد على تلك الأسلحة وغيرها من أسلحة الدمار الشامل كأدوات للأمن القومي. وفي هذا الإطار، ترحب المملكة بالاتفاق الذي اعتمد هذا العام لمعاهدة حظر الأسلحة النووية وتأمل أن يسهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين والسعي نحو التخلص التام من جميع أسلحة الدمار الشامل في جميع الدول بلا استثناء. وقال نائب المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة إنه فيما تشهد عدد من المناطق نجاحاً في إقامة مناطق خالية من الأسلحة النووية بفضل تعاون دول هذه المناطق وإدراكها حتمية التعايش السلمي، نجد أن منطقة الشرق الأوسط تستعصي أمام الجهود الدولية والإقليمية لجعلها منطقة خالية من الأسلحة النووية وذلك بسبب رفض إسرائيل لأي مسعى في هذا السبيل، معربا عن الأسف بأن يتوافر إجماع دولي ورغبة إقليمية ملحة في جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وتقف إسرائيل حائلاً أمام تحقيق رغبة شعوب المنطقة في العيش في منطقة خالية من التهديد النووي. وأعرب المنزلاوي عن أسف المملكة لعدم توصل اجتماع مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية للعام 2015 إلى اتفاق على الوثيقة الختامية للمؤتمر مما عطل الجهود الهادفة لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في منطقة الشرق الأوسط ويشكك في مصداقية المعاهدة ما قد يدفع دول المنطقة إلى التسابق في الحصول على الأسلحة النووية. وقال "تؤكد المملكة على أهمية أن تلتزم إيران بالاتفاق النووي الموقع مع مجموعة 5+1 وعلى دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الشأن وعلى ضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حال انتهاك إيران لالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق وعلى أهمية توقيع إيران على جميع مواثيق السلامة النووية ومراعاة المشاغل البيئية لدول المنطقة. كما تدعو إيران للالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 /2015م/ المتعلق بالصواريخ الباليستية والأسلحة الأخرى وتعرب المملكة عن قلقها البالغ حيال استمرار إيران في إطلاق صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية". وأضاف المنزلاوي "تؤكد المملكة على الحق الأصيل لجميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإجراءاتها وتحت إشرافها كما تدعم الموقف الداعي لتسهيل نقل التكنولوجيا والخبرات والمعدات المتعلقة بامتلاك الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية حيث تركز معاهدة عدم الانتشار النووي على ثلاثة أركان: عدم انتشار الأسلحة النووية والسعي لنزع الموجود منها وتسهيل الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ،كما تحث المملكة الدول الصناعية على التعاون لإزالة العراقيل الموضوعة أمام نقل التكنولوجيا في هذه المجالات إلى الدول النامية"، مشيرا إلى تأكيد المملكة على أهمية تنفيذ اتفاقيتي حظر الأسلحة الكيميائية والبيولوجية حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي انضمت للمعاهدات الدولية ذات العلاقة وأنشأت هيئة وطنية مختصة للإشراف على تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية. وعبر المنزلاوي عن إدانة المملكة لاستمرار النظام السوري في ارتكاب العديد من المجازر باستخدام الأسلحة الكيميائية في حق الشعب السوري التي أثبت التقرير الخامس لآلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة مسؤولية النظام السوري عن ثلاث حالات منها. كما دان الهجوم الذي قامت به قوات النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية على مدينة خان شيخون شمال محافظة إدلب السورية في شهر أبريل الماضي وطالب بضرورة محاسبة المتسببين عن هذا العمل الإجرامي الذي يمثل تحدياً صارخاً لكل القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية كما ينتهك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بما فيها قرارا مجلس الأمن رقم 2118 و2209 الخاصين باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. وتابع نائب المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة قائلا "إن المملكة العربية السعودية تدعم قرار مجلس الأمن رقم 1540 /أبريل 2004/ الذي يحث جميع الدول على تعزيز التعاون لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل من أجل منع حصول الجماعات الإرهابية على مواد تصنيع أو إنتاج أسلحة الدمار الشامل. وقد قدمت المملكة تقاريرها المطلوبة ضمن لجنة القرار وعقدت ورش عمل وطنية ودولية للتعريف بالقرار ودعم تطبيقه"، مبينا أن المملكة تؤكد على أهمية تفعيل برنامج الأمم المتحدة لمنع الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والخفيفة من جميع جوانبه ومكافحته والقضاء عليه وذلك من أجل تعزيز قدرة الدول الأعضاء على مكافحة تلك الظاهرة الخطيرة المترتبة عليها التهديدات المختلفة في ظل وصول تلك الأسلحة إلى الكيانات من غير الدول مبينا أن المملكة تأمل في التوصل لتوافق دولي بهذا الشأن خلال مؤتمر المراجعة الثالث لبرنامج العمل والمزمع عقده عام 2018. وبين أن المملكة تؤكد على أهمية أن يظل استخدام الفضاء الخارجي محصورا في الأغراض السلمية حيث قامت الاتفاقات القانونية الدولية ذات الصلة بدور إيجابي من أجل تعزيز الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي وتنظيم الأنشطة فيه مع الأخذ في الاعتبار أن الفضاء الخارجي يعد ملكية عامة للإنسانية جمعاء حيث يجب ألا تقيد المساعي الرامية لضبط الفضاء الخارجي الحق الأصيل لكل دولة في الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. وتؤكد المملكة على أهمية التعاون الدولي في الإطار متعدد الأطراف لتعزيز الأمن المعلوماتي وتأمين المصالح الوطنية على شبكة المعلومات الدولية. وأوضح أن المملكة تعتقد يقيناً أن الإرادة الدولية قادرة على التوصل إلى حلول جذرية لكل المشكلات التي تعترض سبيل التوصل إلى حل كثير من القضايا المطروحة أمام اللجنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©