السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا لأجندة برلسكوني

21 يونيو 2011 21:23
واجه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني حالة عدم يقين سياسي جديدة الأسبوع الماضي بعد أن مني بهزيمة مدوية في استفتاء سيجعل من الصعب على هذا الزعيم السياسي المخضرم الحفاظ على حكومته الهشة متماسكة. ففي استفتاء تواصل الأسبوع الماضي على مدى يومي الأحد والاثنين، رفض الناخبون بأغلبية ساحقة عناصر رئيسية من أجندة برلسكوني ضمن أربعة استفتاءات، ومن ذلك مخطط لإعادة إحياء الطاقة النووية، ومقترح لمساعدة برلسكوني ومسؤولين آخرين يواجهون متاعب قضائية على تأخير محاكماتهم. وهذه هي المرة الأولى منذ ستة عشر عاماً التي يطيح فيها الإيطاليون بسياسات حكومية من خلال استفتاء وطني يتطلب مشاركة من الناخبين تتعدى حاجز الخمسين في المئة حتى تكون نتيجته نافذة المفعول. والواقع أنه لم يتم تجاوز هذا السقف بسهولة فحسب، بل إن أكثر من 90 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم فعلوا ذلك ضد الحكومة. وقد مثلت هذه النتيجة دليلاً إضافياً على أن الإيطاليين قد ضاقوا ذرعاً بزعيمهم المثير للجدل، الذي أدت إخفاقاتُه في إعادة الحيوية إلى اقتصاد يعاني الركود ومتاعبُه القضائية، ومن ذلك توجيه اتهام إليه بدفع المال مقابل الجنس مع فتاة قاصر، إلى الإضرار كثيراً بسمعته وصورته. وعلاوة على ذلك، فقد مني برلسكوني وائتلافه المحسوب على "يمين الوسط" بهزيمة مذلة في الانتخابات المحلية التي أجريت قبل نحو ثلاثة أسابيع، بما في ذلك مدينته ميلانو التي كان قد وصف فيها التصويت حول منصب العمدة بأنه بمثابة حكماً عليه. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "لا ستامبا" عن وزير الداخلية الإيطالي "روبرتو ماروني" قوله: "إن الصفعة قد تكون مؤلمة، ولكنها تعيد المرء إلى رشده أحياناً". وينتمي "ماروني" إلى حزب "رابطة الشمال"، شريك حزب برلسكوني، "حزب شعب الحرية" في الائتلاف الحاكم؛ ومن دون دعم هذا الأخير، فإن رئيس الوزراء الإيطالي لن تكون لديه أغلبية في البرلمان. غير أنه في وقت يتواصل فيه الاستياء العام من برلسكوني، فإن حزب "رابطة الشمال" قد يشرع في النأي بنفسه عن رئيس الوزراء، مما سيضعف قدرته على إنجاز الأمور، بل و حتى إرغامه ربما على الدعوة إلى انتخابات سابقة لأوانها. والواقع أن حزب "رابطة الشمال"، الذي يدعو إلى المزيد من الحكم الذاتي لشمال البلاد الأكثر رخاء، يشعر بالغضب والاستياء منذ الآن نظراً لأن برلسكوني لم يمرر التخفيضات الضريبية التي يريدها. ومن المرتقب أن يشكل تصويت على سحب الثقة من الحكومة في البرلمان هذا الأسبوع مؤشراً على نوايا الرابطة. وكان الإيطاليون قد رفضوا في استفتاءات الأسبوع الماضي العودة إلى الطاقة النووية، ومخططاً لخصخصة خدمات الماء، وقانوناً يسمح لوزراء الحكومة بتجنب المثول أمام المحكمة. ويمثل رفض هذا المقترح الأخير أقوى تعبير مباشر ضد برلسكوني، رجل الأعمال الغني وصاحب القنوات التلفزيونية الذي يعمل بشكل روتيني على إدخال تشريعات تهدف إلى حمايته وشركاته من المتابعة القضائية على خلفية اختلالات تجارية مفترضة. وغداة الاستفتاء، قام عدد من النشطاء المناوئين لبرلسكوني بالتعبير عن بهجتهم وفرحهم في شوارع روما عندما بدأت نتائج التصويت تُظهر هزيمة مدوية له. ومع ذلك، فلا أحد يتوقع سقوطاً فورياً لبرلسكوني، وذلك على اعتبار أن مهاراته المذهلة في النجاة والبقاء سياسياً تستفيد إلى حد كبير من تفكك المعارضة ضده، أمر يقول عدد من المحللين إنه هو الذي يبقيه في السلطة نظراً لعدم وجود خيارات أخرى تقريباً. وفي هذا السياق، يقول "سيرجيو فابريني"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة لويس جيدو كارلي في العاصمة روما: "لقد مل الإيطاليون الحكومة وضاقوا بها ذرعا، ولعل المعدل العالي للمشاركة في الاستفتاء خير دليل على أن الإيطاليين يرغبون في التغيير"، مضيفا "غير أن الخبر السيئ هو أن المعارضة مازالت منقسمة على نفسها، ولا يوجد زعيم سياسي واضح". هنري تشو لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©