الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجليد الكتب.. «المقصات» تعزف لحن انطلاق العام الدراسي الجديد

تجليد الكتب.. «المقصات» تعزف لحن انطلاق العام الدراسي الجديد
16 سبتمبر 2010 22:00
ورش عمل ضخمة تقام هذه الأيام في غالبية المناطق، إن لم يكن جميع، البيوت والمنازل التي لاتخلو من وجود أبناء في المدارس، تتولى أمر تجليد وتغليف الكتب المدرسية بغية الحفاظ عليها طوال العام الدراسي بهيئة جديدة ومرتّبة، ويشارك في العمل بهذه الورش كافة أفراد الأسرة، الصغير منهم والكبير، كلّ منهم يتولى جانباً معيناً من عملية تجليد الكتاب التي تمرّ بعدة مراحل ابتداءً من قصّ الورق المناسب مروراً بوضع الورق اللاصق «الستيكرز» وكتابة اسم الطالب وانتهاءً بعملية التجليد نفسها. يبدأ العام الدراسي الجديد بحفل وينتهي بحفل آخر.. ويعرف حفل نهاية السنة لدى الجميع بحفل التخرج وتسلم الشهادات والذي تقيمه المدرسة احتفالاً وتكريماً لطلابها، أما حفل استقبال العودة للمدارس فمن نوع آخر.. فهو حفل تسمع أصواته من البيوت ويستعد له أفراد الأسرة جميعاً على رأسهم الوالدان، ويتمثل في تجليد الكتب المدرسية وتغليفها بشكل أنيق ومرتّب يحفظها من كلّ ما يمكن أن يشوّه مظهرها أو يتسبب لها بالتلف، وكغيره من حفلات الاستقبال الأخرى يتطلب حفل تجليد الكتب السنوي إعداداً منظّماً ومدروساً يسبق إقامته، وذلك بتأمين الأدوات والمعدات اللازمة من شراء ورق التجليد الذي يتخذ أشكالاً وألواناً كثيرة منها الشفاف ومنها الورقي، وكذلك شراء الورق اللاصق الذي يوضع عليه اسم الطالب وبياناته المدرسية، وبالطبع يجب أن تتوفر أولاً الكتب المدرسية والتي سيقام على شرفها حفل التجليد أو ورشة العمل كما يحلو للبعض تسميته. وسواء أكانت حفل استقبال أم ورشة عمل فهي بالنسبة للكثيرين، ضيف ثقيل الظلّ رغم أنه يأتي مرة واحدة في السنة، هذا ما يوضحه بسام عويس، والد لأربعة أطفال، بالنسبة لموضوع تجليد الكتب المدرسية، مؤكداً أن ورشة تجليد الكتب قد أقيمت باكراً في منزله هذا العام، تتزامن مع إجازة العيد وتقتطع منها بهجتها وفرحتها، يتابع بقوله: «بدأت ورشة تجليد الكتب في منزلنا هذا العام باكراً حيث انضم طفلي الرابع إلى بقية أخوته في المدرسة، ما ترتب عليه زيادة في أعداد الكتب التي تحتاج إلى تجليد وعناية، ومن هنا فقد اجتمعنا معاً، كافة أفراد الأسرة، حول الطاولة وتولّى كل منا مهمة معينة من أجل إنجاز الموضوع في أقل وقت ممكن، فقمت أنا بقص الأوراق الشفافة حسب المقاسات المطلوبة للكتب والدفاتر، فيما قامت زوجتي بالتجليد أما ولدي الأكبر فقام بلصق الأوراق «الستيكرز» على الكتب والدفاتر وكتابة الأسماء والبيانات المطلوبة عليها». على دفعات وتوضح رولا بيطار، أن كثرة الكتب الواجب تجليدها لأبنائها دفعتها لتقسيمها إلى عدة أقسام وتجليدها على مراحل، وذك لما تتطلبه هذه العملية من وقت وجهد. تقول رولا: «رغم مساعدة زوجي لي في تجليد الكتب المدرسية إلا أنني اضطررت إلى تقسيمها إلى دفعات، حيث نقوم يوميا بتجليد ما نستطيع منها، لا سيما وأن عددها كثير جدا، فطفلي الذي ما زال في الصف الأول الابتدائي لديه حوالي 40 كتاباً، هذا بالإضافة إلى كتب ابنتي الثانية، في المرحلة الإعدادية، والتي تساويه في العدد، وعليه فإن لدينا حوالي 80 كتاباً ومن المستحيل أن نقوم بتجليدها في نفس اليوم، فلا بدّ من تجليدها على مراحل». من جانبها تشكو منى سعادة، وهي أم لثلاثة طلاب، من أن كثرة الكتب الواجب تجليدها قد تسببت لها في آلام بالظهر تحتاج إلى أسبوع من الراحة بعدها، تضيف قائلة: «ثلاثة طلاب في المدرسة ولكل منهم ما يزيد على 35 كتاباً، ما يعني أن لديّ أكثر من 100 كتاب، فمن المستحيل إنجازها في نفس اليوم، ولكنني في نفس الوقت مضطرة إلى إنهاء تلك الورشة في أسرع وقت ممكن، ولذلك فقد ضغطت نفسي وأنهيت المسألة في غضون ثلاثة أيام، ما تسبب لي بآلام في الظهر، رغم أن زوجي وأولادي لم يبخلوا عليّ بالمساعدة في التجليد». وتتحدث منى عن صعوبة موضوع التجليد، لافتة إلى أن المدارس لا تقبل إلا بالتجليد الشفاف أو ما يسمى بورق «الديكور»، والذي يأتي على شكل «رولات» أو «لفائف» بالأمتار، وهذا يجب قصّه بعناية قبل تجليده، ومشكلة هذا الورق أنه يحتاج إلى دقّة كبيرة في التنفيذ، أي عند التجليد، إذ أن أي خطأ يتسبب في تلف جلدة الكتاب، وتشويه منظره، مشيرة إلى أنها وزوجها يقومان بالتجليد معا، لكي يتلافيا أي خطأ في التجليد أو أي تلف للكتب. وتلجأ ميسّر فتح الله إلى نوع مختلف من ورق التجليد، متوفر في غالبية الجمعيات والأسواق بسعر أغلى من الورق العادي «الرولات»، من أهم مميزاته أنه معدّ ومجهز سلفا للتجليد، ويمكن استخدامه بسهولة ويسر أكثر من الورق العادي، ولكن مع ذلك، تضيف ميسّر، فإن تجليد الكتب يتطلب وقتا طويلا وجهدا مكثفا من أجل الحفاظ على الكتب وإنجاز تجليدها قبل بدء الدراسة، لا سيما مع كثرة أعداد الكتب المنهجية التي يستخدمها الطالب خلال عامه الدراسي. تكلفة إضافية تعتبر مسألة تجليد الكتب بالنسبة لكثير من أرباب الأسر، ميزانية أخرى تضاف إلى ميزانية وتكلفة بدء العام الدراسي الجديد، من أدوات القرطاسية واللوازم المدرسية المختلفة والمتعددة، بل إنها ميزانية أخرى تضاف إلى ميزانية أسعار الكتب التي أصبحت في بعض المدارس تطال السحاب، لكن البعض يرى أن تكلفة تجليد الكتب هي أقل ثمن يدفعه ربّ الأسرة لحماية وتغليف هذه الكتب التي تشكل بحدّ ذاتها ثروة باهظة الثمن. تقول إنجي مصطفى: «لقد ذهلت بأسعار الكتب في بعض المدارس الخاصة، والتي أصبحت مرتفعة جداً وكأن بعض المدارس تتاجر في الكتب، فعلى سبيل المثال فإن رسوم الكتب، فقط، لطفلي الذي دخل الصف الأول هذا العام، هي أربعة آلاف درهم، ورغم أن تكلفة تجليد الكتب هي في حدّ ذاتها ميزانية إضافية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ارتفاع كلفة التجليد الجاهز الذي استخدمه شخصياً، بالإضافة إلى ثمن الورق اللاصق «الستيكرز»، فإنها تعتبر لا شيء، بل إنها تعتبر ضرورة حتمية لحماية هذه الكتب مرتفعة الثمن، بحيث يصبح بالإمكان الاحتفاظ بها واستعمالها من قبل آخر في العام القادم». وبين الوقت والجهد الذي تتطلبه عملية تجليد الكتب وبين ميزانيتها، يبقى لهذه الورشة أو حفل استقبال العام الدراسي الجديد أهميتها التي لا تنكر والتي تجعل من تجليد الكتاب وتغليفه ضرورة قصوى تشير إلى الحرص على الكتاب وما يحتويه من علم ومعلومات، تقول بسمة غسّان، مدرسة في إحدى المدارس الخاصة: «تجليد الكتاب المدرسي من أولى المسائل التي نركز في مدرستنا ونحرص على أدائها من قبل الطالب، ولذلك نقوم بالتفتيش على كتبه طوال العام، من أجل معرفة وإحصاء مدى احترامه وتقديره للكتاب، والذي يعكس اهتمامه وتقديره للعلم ككل». وتضيف قائلة: «إن العناية بالكتاب واحترامه تتمثل بتجليده أولاً وذلك لحمايته من التلف لأطول فترة ممكنة، كما تتمثل في عدم الكتابة عليه من دون داعٍ عن طريق «الخربشات»، وهذه الأمور يجب أن يدركها أولياء الأمور أيضا ويوصوا أبناءهم بمراعاتها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©