أكد مصدر أمني لبناني أن مجموعة كبيرة من محققي الأمم المتحدة في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 توجهوا إلى العاصمة السورية دمشق امس من أجل استخلاص معلومات تتعلق بالتحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة في هذه القضية· وقال المصدر إن المحققين غادروا مقراتهم في شمال شرق بيروت في قافلة من أربع سيارات ، عبرت معبر المصنع الحدودي في طريقها إلى دمشق· ونقل تلفزيون المستقبل الإخباري ،المملوك لعائلة الحريري ، عن مصادر أمنية قولها إن ''متطلبات عاجلة'' أدت إلى زيارة غير متوقعة إلى سوريا· ولم تحدد القناة التلفزيونية اسماء الشخصيات التي سيتم استخلاص المعلومات منها خلال الزيارة· من ناحية أخرى، قالت مصادر في بيروت إن القضاة اللبنانيين الأربعة الذين يشاركون في المحكمة الدولية التي ستنظر قضية اغتيال الحريري سوف يؤدون القسم في مقر المحكمة في لاهاي بحلول 15 مارس المقبل· وقال مصدر قضائي في بيروت إن بعض الشهود الرئيسيين في قضية الحريري نقلوا بالفعل إلى لاهاي ويخضعون حاليا لبرنامج حماية الشهود· وأضاف المصدر أن أسماء الشهود سوف تعلن بعد نقل عائلاتهم إلى موقع آمن· وحول مصير الضباط الأربعة الذين ألقي القبض عليهم لصلتهم باغتيال الحريري، قال المصدر إن الأيام القادمة سوف تحدد مصير هؤلاء الضباط· يذكر أن الضباط الأربعة هم اللواء جميل السيد، مدير عام الأمن العام السابق ،واللواء علي الحاج المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، والعميد ريمون عازار،، رئيس مخابرات الجيش اللبناني السابق، والعميد مصطفى حمدان، قائد لواء الحرس الجمهوري اللبناني السابق· وقال المصدر إن الضباط الأربعة وثلاثة مدنيين مشتبهين مسجونين،وهم الأخوين اللبنانيين أحمد ومحمود عبد العال والسوري إبراهيم جرجورة، سوف يخضعون لولاية المحكمة الدولية قبل بدء جلسات الاستماع بالمحكمة·
إلى ذلك يحيي لبنان اليوم السبت الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، في مهرجان حاشد يقام في ساحة الشهداء في وسط بيروت، تلبية لدعوة تيار ''المستقبل'' وفريق 14 مارس، فيما توجه وفد من لجنة التحقيق الدولية من بيروت الى دمشق بشكل سري ومفاجئ·
ومع استكمال الإجراءات اللوجستية والأمنية لانجاح الحدث الذي سيقتصر على كلمات، يلقيها رئيس كتلة ''المستقبل'' البرلمانية زعيم الأغلبية النائب سعد الحريري، ورئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع، ورئيس حزب ''الكتائب'' الرئيس أمين الجميل، وفق برنامج الاحتفال، يبدأ العد العكسي للانتخابات النيابية المقررة في 7 يونيو المقبل، حيث ينتظر أن تشكل الكلمات انطلاقة لهذه المعركة·
ووجه النائب الحريري عشية الذكرى نداءً الى اللبنانيين للمشاركة الكثيفة في هذا اليوم الوطني مؤكـــداً السير على نهج الرئـــيس الشهـــيد بالعـــمل عــلى ما يجـــمع اللبنانيين، واعتبر في حديث الى برنامج ''كــلام الناس'' لمحطة ''ال·بي·سي'' التلفزيونية أن ما جرى في يوم 7 مايو عام 2008 يشكل نقطة سوداء في تاريخ لبنان وأن الرد عليه يكون من خلال الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة·
وأكد عضو كتلة ''المستقبل'' وزير الدولة جان اوجاسبيان بدوره أن الحشد الشعبي اليوم السبت هو للرد على 7 مايو والتأكيد على رفض الاغتيال، والوفاء للشهداء وعدم التفريط بتضحياتهم بل متابعة لمسيرتهم لاحلال الحق وتثبيت السيادة·
وقال مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني الذي زار ضريح الحريري أمس للصحفيين'' إن إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري هي مناسبة سنوية لتأكيد الوفاء للرجل الذي كان له دور بارز في إعادة بناء لبنان الجديد بعد حروب الفتنة التي دمَّرت لبنان، وإرساء دعائم السلم الأهلي، والوحدة الوطنية
عدد اليوم
