محمد حامد (دبي) - جاء تحرك إدارة ليفربول لتحذير لويس سواريز مهاجم منتخب أوروجواي من خطورة الاستمرار في تصريحاته التي كشف خلالها عن رغبته في الرحيل عن “الأنفيلد” لتلقي بظلالها على مونديال القارات، وتجذب الأنظار صوب الكثير من الحالات التي تعاني بين قلب حريص على مصلحة قميص الوطن، وعقل مشتت يفكر في المستقبل وذهن يتعلق بأخبار ومؤشرات بورصة الانتقالات الكروية للصيف الجاري، خاصة أن توقيت البطولة يتزامن مع ارتفاع حمى التقارير التي تتحدث عن رغبة الأندية في الحصول على خدمات هذا اللاعب أو ذاك.
وتتأرجح الحالات الموجودة في صفوف المنتخبات المشاركة في مونديال القارات بين لاعب حسم موقفه بالاستقرار في ناد يعينه قبل انطلاق البطولة، وعلى رأسهم النجم البرازيلي نيمار الذي رحل صوب البارسا بعد عامين من التفاوض والجدل، وخيسوس نافاس لاعب المنتخب الإسباني الذي شد الرحال إلى “البريميرليج” ليدافع عن قميص مان سيتي، وبين حالات أخرى رفضت الحديث في ملف الانتقالات، أو أي من الأمور التي تخص المستقبل الشخصي احتراماً لمنتخب بلاده، وسعياً للتركيز في البطولة العالمية التي تتواصل منافساتها في بلاد السامبا، ويأت على رأس هؤلاء النجوم دانييلي دي روسي لاعب روما ومنتخب إيطاليا، فيما يلف الغموض أسماء أخرى مثل ادينسون كافاني ولويس سواريز من أوروجواي وباولينيو لاعب المنتخب البرازيلي، وخوان ماتا نجم البلوز و منتخب “لاروخا” الإسباني، وغيرهم من النجوم.
احترافية دي روسي
لم يتردد دانييلي روسي في الإعلان صراحة عن رفضه التفاعل مع التقارير التي تتحدث عن وجهته المستقبلية وإمكانية رحيله عن ذئاب روما، وأكد اللاعب في تصريحات لقيت استحسان أنصار الآزوري أنه لن يتحدث في مثل هذه الأمور احتراماً لجماهير إيطاليا ولرفاق دربه في المنتخب وللجهاز الفني، وهو ما يؤكد تمتعه بدرجة عالية من الاحترافية والإخلاص للقميص الأزرق، بل إنه شدد على شعوره بالارتياح والتحرر من الضغوط، حينما يدافع عن ألوان منتخب بلاده، بصورة تفوق ما يشعر به مع فريقه روما، ومن ثم لا يجد مبرراً في استدعاء مسببات الشعور بالتوتر.
كافاني وسواريز
تبدو الصورة مختلفة في صفوف أوروجواي، إلى حد أن البعض أبدى دهشته من عدم تدخل أوسكار تاباريز المدير الفني للمنتخب اللاتيني لفرض حظر على تصريحات اللاعبين حول مستقبلهم الكروي احتراماً لمنتخب بلادهم، فقد أكد لويس سواريز في أكثر من تصريح أنه لا يشعر بالارتياح التام في تجربته الحالية بالدوري الإنجليزي على الرغم من نجاحه مع ليفربول، وكشف اللاعب عن رغبته في الرحيل صوب الليجا، مؤكداً أنه يحلم بالانتقال إلى الريال أو البارسا، وتسببت تصريحاته في تلقيه تحذيراً من إدارة النادي الإنجليزي، بعدم الحديث في هذا الأمر، وإلا فإنه يتوجب عليه التقديم بطلب رسمي للرحيل، مع التقدم بعرض لا تقل قيمته عن مبلغ يتراوح بين 40 و 50 مليون جنيه استرليني للموافقة على رحيله.
وعلى خطى سواريز يسير مواطنه كافاني لاعب نابولي، ولكنه كان أكثر حرصاً على عدم الخوض في تفاصيل تتعلق بمستقبله، حيث قال في تصريحات نقلتها صحيفة “آس” المدريدية :”لا أفكر في الوقت الراهن في مستقبلي الكروي، هذه الأشياء يتم حسمها بالاتفاق بين نابولي وبين أي ناد يرغب في الحصول على توقيعي، كما أنني لم أتلق أي عروض رسمية للانتقال إلى الريال، أعترف أن النادي الملكي حلم لأي لاعب منذ طفولته، ولكن لم يحدث أي شيء حتى الآن”.
باولينيو وتوتنهام
أما لاعب وسط المنتخب البرازيلي باولينيو فقد ربطت التقارير بينه وبين إنتر ميلان، ولكن النادي الإيطالي لم يتخذ خطوات جادة لحسم الصفقة، ويبدو أن ماسيمو موراتي رئيس الإنتر سوف يدفع الثمن غالياً لعدم مبادرته بالتوقيع مع اللاعب البرازيلي، فقد جذب الأنظار مع منتخب بلاده في البطولة الحالية، ودخل توتنهام الإنجليزي على خط الاهتمام به، وكذلك يطمح روما للظفر بخدماته.
وأشار تقرير لصحيفة “ديلي ميل” إلى أن توتنهام يعرض 15 مليون جنيه استرليني لجلب باولينيو، لكي يفوز بالصفقة قبل أن يتدخل إنتر ميلان من جديد، وقبل أن تكثف إدارة روما من تحركاتها صوب اللاعب الذي يملك قدرات خاصة في منتصف الملعب، ويجيد القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية إذا لزم الأمر، وقال باولينيو ابن الـ 24، والذي يلعب لفريق كورينثيانز أنه يفضل الانتقال إلى “البريميرليج”، ووفقاً للتقرير الإنجليزي فإن توتنهام يحتاج إلى رفع المقابل المالي لحسم الصفقة لصالحه، خاصة أن اللاعب لديه شرط جزائي في عقده تبلغ قيمته 18 مليون جنيه استرليني.
غزل لويز
وفي صفوف المنتخب البرازيلي أيضاً أثار دافيد لويز مدافع فريق تشيلسي عاصفة من التساؤلات، حينما أبدى إعجابه الشديد بالمشروع الباريسي، في إشارة إلى ارتفاع أسهم فريق باريس سان جيرمان في الفترة الأخيرة، وأشارت تقارير فرنسية وإنجليزية إلى أن النادي الباريسي يرغب في جلب لويز لكي يشكل ثنائياً متناغماً مع مواطنه تياجو سيلفا، ليصبحا معاً في النادي والمنتخب، كما أن البارسا لازال مهتماً بالحصول على المدافع الذي تألق مع “البلوز” في الموسم المنتهي، ولم يتردد لويز في الإشادة بالنادي الكتالوني، مؤكداً أن أي لاعب في العالم سكون سعيداً بدخول اسمه في قائمة البارسا، وأشارت تقارير إنجليزية إلى أن تشيلسي لن يفرط في لويز على الرغم من تصريحاته التي تؤكد انه لا يمانع في الانتقال إلى الـ”بي إس جي” أو البارسا.
ماتا وتوريس
قبل انطلاقة مونديال القارات بساعات، أرسل جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي إشارات تفيد بأنه يشعر بالرضا عن فرناندو توريس مهاجم الفريق اللندني ومنتخب “لاروخا”، وأكد المدرب البرتغالي أن توريس لم يكن سيئاً في الفترات الأخيرة، مما منح اللاعب شعوراً بالاطمئنان على مستقبله في عاصمة الضباب، وفي وقت متزامن مع تصريحات “مو” أشارت تقارير إسبانية إلى أن البارسا يرغب في جلب توريس إلى صفوفه، مما دفع اللاعب إلى التصريح بأنه يفضل البقاء في صفوف تشيلسي، ويبدو أن ما أثير حوله من جدل في الأيام الأخيرة، دفع فيسينتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني إلى تفضيل روبرتو سولدادو عليه، ولم يشارك توريس في ضربة البداية لمنتخب إسبانيا ببطولة القارات.
وإلى جوار توريس في صفوف المنتخب والنادي رفيق دربه خوان ماتا، والذي يواجه أياماً عصيبه هو الآخر، مما يضعه في اختبار نفسي وذهني لقياس قدرته على مواجهة الضغوط، فقد أشار تقرير لصحيفة الميرور إلى أن مورينيو المدير الفني العائد للبلوز رفض رفع راتبه الأسبوعي، ويبدو أن ذلك يحمل مؤشراً على عدم تحمس “مو” للإيقاء على ماتا، يأت ذلك في الوقت الذي شهد الموسم المنتهي تألقاً لافتاً للنجم الإسباني الذي لعب دوراً محورياً في انتصارات البلوز والتتويج بلقب يوروبا ليج، حيث نجح في تسجيل 19 هدفاً، وصنع 35 هدفاً، وأشارت تقارير إلى أن البارسا مهتم بخدماته، وهو اهتمام قديم كان يتزامن مع رحيله من فالنسيا إلى تشيلسي، وفي حال وافقت إدارة النادي اللندني من حيث المبدأ على التخلي عن ماتا، فسوف يتقدم البارسا بعرض لن تقل قيمته عن 30 مليون جنيه استرليني للحصول على توقيع اللاعب الموهوب.
عدد اليوم
