الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عقدتنا الأهداف

19 يونيو 2013 22:21
نقف عند كل مرة أخضعنا فيها رياضتنا العربية في المجمل إلى تشريح دقيق سواءً كان ذلك عبر أدوات تمحيص ذاتية أم عبر مكاتب دراسات دولية، على حقيقة صادمة وموجعة تسقط وهما يتصلب في فكرنا، وهو أننا أبعد ما نكون “شعبا رياضيا” وأبعد ما نكون مالكين للقدرة على رفع التحدي وربح رهان التنافس العالمي الذي يعلو سقفه يوما بعد الآخر. تفضحنا الأرقام عندما تقول إن عدد المرخص لهم في بلد مثل المغرب لا يفوق عدد المرخص لهم في رياضة الريشة بفرنسا، والذي يقول بالنقص الحاد لعدد الرخص يقول إن قاعدة هرم الممارسة ضيق جداً لا يتناسب إطلاقا مع حجم الساكنة، ويقول أيضا إن قاعدة هرم الممارسة إن ضاقت جدا أعطت قمة ونخبا بمنعرجات كثيرة وبنسب نجاح صغيرة جدا. ومتى كان الهرم الرياضي مقلوبا أو معقوفا أو ما شئتم من المصطلحات الدالة على التشوه، متى ما أدركنا أن بالمنظومة الرياضية عللا واختلالات أكثرها مرتبط بضحالة التدبير، وبغياب سياسات رياضية متطابقة، وبضعف حكامة، ما كان يستدعي العمل بمنظومة أثبتت نجاعتها في دول أوروبية منها فرنسا، منظومة جرى الحديث عنها في المغرب باسم عقد الأهداف، وهو تعاقد بين وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية يهدف بالأساس إلى تحقيق أهداف مشتركة، تعاقد يلزم الوزارة كجهاز وصي بتقديم الدعم المالي واللوجستيكي واعتماد آليات الافتحاص والمراقبة، ويضع الاتحادات أمام مسؤولية الوفاء بالتعهدات التي منها رفع عدد المرخصين، ووضع سياسة للتكوين بمختلف أضلاعه، وإحلال الحكامة الجيدة في أسلوب التدبير، فضلاً عن البحث في أفق قريب عن إنجازات رياضية قارية أو دولية تتناسب مع سقف الطموح. هذه المقاربة التشاركية للوزارة كأعلى هيئة مدبرة للشأن الرياضي وللاتحادات الجناح القوي لطائر الرياضة ليست بالقطع وليدة اليوم، فما تم التوقيع عليه مؤخراً بالمغرب هي عقود أهداف من الجيل الثالث، والمحزن أن الصيغة التي جرى بها تحميل عقود اليوم لا تقول بوجود تراكمات وحتى مرجعيات، ما يعني أن ما جرى التعاقد عليه لم ينجز كله أو بعضه، وما حدد كأهداف لم يتحقق منها شيء، وفي ذلك تأكيد على أمرين اثنين، أولهما أن الحركة الرياضية في كثير من الدول العربية لا تعمل بنظام الرؤية المتطابقة، وإن عملت بها زمنا تركتها أزمانا أخرى، فتضعف المراكمة ولا تعمل الصرامة اللازمة في انتقاء المخول لهم بقوة الكفاءة والأهلية لامتهان العمل الرياضي، فينتج عن ذلك مشهد كروي معتل الأول والآخر، تصبح عقدته هي تحديد الأهداف والوصول إليها. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©