الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلسات حميمية بين الصائمين أثناء تناول طعام الإفطار

جلسات حميمية بين الصائمين أثناء تناول طعام الإفطار
6 يوليو 2014 12:33
أشرف جمعة (أبوظبي) رحلة يومية لزوار الخيام الرمضانية التابعة لهيئة الهلال الأحمر ضمن مشروع إفطار صائم تبدأ قبل أذان المغرب بدقائق، وحين تفتح هذه الخيام أبوابها يجلسون أمام وجبات الإفطار التي تهيئ لهم فرصة للعيش في أجواء رمضانية مشبعة بعطر اللقاءات اليومية مع روادها. جرت العادة أن تقام مثل هذه الخيام مع بداية شهر رمضان الكريم في أماكن مختلفة بالدولة، لكن الملمح الجميل فيها أنها تمثل لمرتاديها درجة عالية من السعادة، وتشكل شعوراً بأن هناك بديلاً حقيقياً للعزاب ومحبي الإفطار الجماعي في أن يجتمعوا في أجواء تظللها المحبة. دور توعوي ويستمتع محمد حسن 40 عاماً بالذهاب يومياً إلى بعض الخيام الموجودة في أماكن مختلفة في أبوظبي ويقول: قبل أن تفتح الخيام أبوابها للصائمين، يتجمع الناس ويقفون أمامها حتى يؤذن لهم بالدخول في مواعيد محددة، ثم توزع الوجبات على الحضور في أجواء رمضانية ممتعة خصوصاً وأن هذه الخيام مكيفة وصحية، وتستوعب أعداداً كبيرة، وبعضها يحتضن الخدمات العلاجية. وقال: رأيت في الأعوام السابقة هذه الخدمات، مثل إتاحة إجراء بعض التحليلات الدورية لمرضى السكر. أجواء أسرية ويقول نبيل 39 عاماً، إنه في كل مرة يزور فيها خيمة يتعرف على صديق جديد حتى كوّن سلسلة من المعارف العزاب من خلال هذه الخيام، ويرى أنها تساعد في تكوين صداقات وأسر بديلة خصوصاً في أجواء الصيام التي لا تحلو إلا من خلال الأسرة، ويوضح أنه مغترب منذ سنوات، وهو من مرتادي الخيام المخصصة لمشروع صائم، ويجد فيها أجواء أسرية ممتعة خصوصاً وأنها في الغالب تجمع العديد من الناس حول مائدة واحدة في شهر كريم، فتترك فرصة لإحداث نوع من التعارف والتآلف في الوقت نفسه، وهو ما يشعر العزاب بأنهم يعيشون في أجواء اجتماعية محببة. لحظات ممتعة وقال صبحي الحسافي 34 عاماً، إنه ارتبط نفسياً منذ بداية شهر رمضان المبارك بخيمة قريبة من المكان الذي يقيم به، ويؤكد أن أكثر ما لفت نظره هو أن مشرف هيئة الهلال الأحمر الموجود بالخيمة يقوم بنفسه بتنظيم الأعداد الوافدة، ويضع كل أربعة أفراد حول وجبة تكفيهم ونظل حركته الدائبة متواصلة حتى بعد أذان المغرب بكثير، إذ إنه وبعض المتطوعين معه يسعون بأقصى طاقتهم من أجل أن يتناول كل من قصد هذه الخيمة طعام إفطاره. ويشير إلى أن سعة الخيمة تجعل كل مرتاديها في حالة من الراحة، إذ إنها تتوزع على أربعة صفوف، بما يعني أن قد تسع إلى ما يقرب 250 فرداً كلهم يعيشون لحظات ممتعة في وقت قصير، حيث يتناغم هذا العدد مع بعضهم بعضاً في أجواء رمضانية لا تختلف كثيراً عن الجلوس مع الأهل والأقارب والأصدقاء في ساعة تناول هذه الوجبة التي تأتي بعد صيام نحو 15 ساعة. سعادة غامرة ويأتي إسحاق إسماعيل 24 عاماً من مدينة زايد من أجل وجبة الإفطار في إحدى خيام الهلال الأحمر المنصوبة على أحد جوانب شارع في أبوظبي، إذ إنه جربها في اليوم الأول ومن ثم انسجم مع روادها، ويشير إلى أنه لاحظ أن معظم الوجوه فيها هي نفسها التي تتردد عليها منذ اليوم الأول، ويؤكد إسحاق الذي يعمل بائعاً للأقمشة في أحد دكاكين بيع الأقمشة بمركز مدينة زايد للتسوق أنه منذ أربع سنوات، وهو يحرص على تناول إفطاره في الخيام الرمضانية، ويشعر بسعادة غامرة لوجوده فيها، ولا يخفي بأن وجوده مع عدد من الصائمين في مكان واحد في هذا الشهر المبارك يخفف عنه مشاعر فقد أهله في هذه الأيام، ويعد من يجلس معهم على مائدة الإفطار أصدقاءه على الرغم من أنه يتعرف في كل يوم على رواد جدد من مرتادي خيام مشروع إفطار صائم. حياة إيجابية بالقرب من لافتة كتب في أعلاها «الهلال الأحمر الإماراتي» وفي أسفلها بقليل «أنماط الحياة الإيجابية» جلست محمودة تواب ممرض عملي بمستشفى خليفة الطبية تجهز أدوات قياس السكر من أجل إجراء التحليل المناسب على من يرغب في الاطمئنان على نفسه من رواد الخيام الرمضانية، وفي أثناء ذلك تقدم علاء مخلوف 26 عاماً منها قبل أذان المغرب بقليل من أجل أن يعرف مستوى السكر في الدم وبالفعل أجرت له الممرضة الاختبار ثم جلس أمام إحدى الوجبات من أجل أن يتناول طعام الإفطار، ويذكر مخلوف أنه يعمل فني كهرباء في المصفح ويحرص على الحضور كل يوم إلى إحدى الخيام التي شعر بأنها هي المناسبة لها، ويؤكد أن تجربة إجراء مثل هذه التحليلات ممتازة، وتسهم في أن يطمئن البعض على صحتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©